كتاب

الملكة دقت ناقوس الخطر.. والكرة بمرمى الحكومة

دقت جلالة الملكة رانيا العبدالله ناقوس الخطر في المسيرة التعليمية بالمملكة، وما تواجهه من تحديات وصعاب، وما ينتج عنها من مخرجات دون المستوى المطلوب.

على الحكومة والجهات المعنية بقطاع التعليم ان تلفت جيدا الى تحذيرات الملكة ، التي جاءت في كلمة لجلالتها اثناء حفل إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، الاثنين الماضي، ودعت فيها بكل جرأة وصراحة الى اعادة النظر في المناهج الدراسية ، والتي ابدت فيها عدم رضاها عن نتائج الثانوية العامة ، وهي التي لم تعجب احدا في الواقع، وتؤشر الى خلل واضح.

استطاعت وزارة التربية والتعليم ممثلة بوزيرها الدكتور محمد الذنيبات ان تعيد الهيبة الى امتحان الثانوية العامة بعد ان اعتراه التشويه نتيجة الاختلالات التي كانت تحدث اثناء انعقاده في قاعاته المختلفة بمحافظات المملكة، الا ان الوزارة يبدو انها لم تركز جيدا على «المحتوى» التعليمي، الذي ترجم بمعدلات متدنية لطلبة الثانوية العامة، مما يؤشر على وجود خلل واضح في المناهج التربوية.

يقول أحد رؤساء المؤسسات الاكاديمية الكبيرة انهم عندما يطلبون موظفين من مختلف التخصصات الجامعية، يواجهون مشكلة لم تكن موجودة في السابق، تتركز في ان غالبية المتقدمين لا يتقنون اللغة العربية ويحتاجون الى معرفة الكتابة السليمة، غير اخفاقهم في الثقافة العامة..!.

هذا مؤشر كبير على تردي أسالبيب التدريس وقصور المحتوى «المناهج» في مدارسنا، فالمسألة مهمة جداً وتحتاج الى اعادة نظر، ونتمنى ان لا نعمل على مبدأ الفزعة، وان يتم الترتيب لعقد مؤتمر وطني برعاية ملكية لمناقشة الامر لاهميته، والخروج بتوصيات تأخذ طريقها الى التنفيذ على الفور.

بلدنا الاردن، لا يملك الموارد النفطية أوالغازية، فرأس مال الوطن كوادر ابنائه المتعلمة، والتي اثبتت جداراتها في مختلف المحافل الدولية والعربية، وكان لها الدور الكبير في تقديم الخبرات للدول الشقيقة والصديقة، فنحن نملك العقل المتعلم، علينا تطويره وتنميته واخذ بيد المبدعين، وتخصيص الموازنات للبحث العلمي، ويجب ان يكون الانفاق نوعي مفيد للوطن، لا كمي عالة على الوطن.

عندما ارسل الاتحاد السوفييتي اول انسان « يوري ألكسيافيتش جاجارين « الى الفضاء في عام 1961، حقق انجازا علميا كبيرا ونقطة تحول في تاريخ البشرية، ردت عليها الولايات المتحدة الاميركية انذاك « سنوات الحرب الباردة» بتغيير كافة المناهج الاميركية، لاعداد العقول وتطويرها من جديد.

كما قالت الملكة « لا يوجد خجل في الاستعانة بالتجارب العالمية المتطورة والافادة من الموهبة أينما كانت»، نعم، فلنقف عند حديث جلالتها، فالمسألة مهمة جدا لاعداد ابنائنا والنهوض بوطننا من جديد.