كتاب

نوعية وجودة التعليم العالي في الدولة الأردنية..!

...مما أرى وأسمع واقرأ الكثير حول المطالبة بتحسين نوعية وجودة التعليم العالي في الأردن، وجب أن ننظر أولاً الى التحديات التي نواجهها في هذ القرن، حتى نصل الى نوعية وجودة عالية في التعليم العالي لمجتمعنا الأردني، وهذا بالطبع لن يتم بالسهولة التي يتصورها البعض، وخصوصاً أن الدول المتقدمة التي سبقتنا في ذلك، قد وصلت اليه بعد مدة من الزمن ليست بالقصيرة، وقد صادفت في طريقها العديد من المصاعب والتحديات، ولكن بالإصرار والعزم والإرادة قد تغلبت عليها، ووصلت الى ما وصلت اليه اليوم، ولكن ما يسّهل وينجح تجربتنا هو أخذ ما يناسبنا مما نجحت به هذه الدول، وذلك سوف يقصّر من المدة الزمنية لنصل لتلك النوعية والجودة التي نطمح اليها في التعليم العالي.

...لا أحد ينكر بأن هذا العصر هو عصر المعرفة، والذي لا بد من خلاله أن يحصل المرء على التعليم، وهذا ينطبق على جميع المواطنين في الدولة، وكلنا يعي أهمية الأفكار اليوم، والتي تعتبر أموال هذا العصر، وأن المواطنين بحاجة الى الحصول على التعليم إذا أرادوا النجاح في حياتهم، أما المجتمعات فهي بحاجة الى مواطنين متعلمين تعليماً جيداً إذا أرادوا التقدم.

...يقع على عاتق الحكومة في الدولة الأردنية بناء ووضع الأنظمة لجودة وتحسين التعليم العالي، وهذا الأنظمة يجب ضبطها على المعايير التي قد توصلت اليها الدول المتقدمة التي سبقتنا في ذلك، ورغم صعوبة هذا الأمر، وجب علينا المحاولة، فكما نعلم فإن التعليم العالي مكلف جداً، ونعلم أيضاً أن توفير المباني، والمكتبات، والبنية التحتية، والمواد المطلوبة سوف يزيد العبء على الحكومة من الناحية المالية، ولكن ما يبعث على الإرتياح هو دخول إستثمار القطاع الخاص بهذا القطاع بشكل كبير، مما يسّهل ويوفر على الدولة الكثير من هذه الأموال والأعمال، ومن هنا، وجب على الدولة تشجيع القطاع الخاص ودعمه في تحقيق ذلك، حتى يكون هنالك شراكة حقيقية في تحسين وتطوير التعليم العالي في الدولة.

...وأخيراً، نرى ونلاحظ وبشكل ملموس السباق المحموم بين الجامعات الحكومية والخاصة في الدولة، وذلك بهدف الوصول الى الترتيب الأفضل بين الجامعات العالمية، وهذا مؤشر على أن هذه الجامعات جادة وبشكل كبير لتحسين جودة ومستوى التعليم فيها، ونحتاج الى بذل جهد أكبر لتحقيق هذا الهدف، أي الوصول الى العالمية، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق نسخ تجارب الدول المتقدمة في ذلك، ولكن أخذ ما يناسبنا بوعي ودراسة عميقة، ولا ينقص جامعات الوطن الإ التوأمة مع هذه الجامعات المتقدمة، والتعرف على تجاربها وما أنجزته حتى وصلت الى ذلك من ناحية، والتعاون ما بين الجامعات داخل الوطن ومساعدة بعضها البعض ايضاً حتى يكون عمل الفريق الواحد. يقول هوراك مان(Horace Mann) السياسي والمصلح التربوي الأمريكي الراحل عن التعليم « التعليم وحده يستطيع أن يوصلنا الى تلك المتعة والتي هي، وفي آن واحد، الأفضل في النوعية وغير المحدودة في الكمية».

drfaouri@yahoo.com