لكن مؤسسة ولدت منذ أعوام قليلة هي (الدرك) لم يكتب أو يتحدث أحد عنها ولم تخضع لدراسات قياس الاثر , التي تجريها وزارة التخطيط من قبيل الإكسسوار التنموي , ولم تخضع أيضا , لمراجعة شاملة , ولم تدخلها شركات إعادة الهيكلة ... هي مؤسسة تقوم على مبدأ نفذ و تؤمر سيدي ..والأهم من كل ذلك أن كلفة إنشاء جهاز الدرك , كانت أقل بكثير من بناء مشروع سياحي متعثر في العقبة ...
الدرك الان قوة عسكرية وأمنية , قوة محترمة وملتزمة ..نجحت منذ تأسيسها في إطفاء حرائق كثيرة , نجحت في ملء فراغ أمني هائل , ولم يسجل عليها أخطاء تذكر , وفي لحظة صارت مدرسة لاستقطاب .. الضباط من العالم العربي وتدريبهم على التعامل مع المسيرات والتظاهرات ..
في بلادنا شيء غريب يستحق أن نتوقف عنده, فعندما نؤسس هيئة مستقلة أو مجلسا أعلى نفشل دائما ...خذ المجلس الأعلى للشباب مثلا, فقد جعلناه وريثا للوزارة , ثم بين ليلة وضحاها أعدنا إنتاج الوزارة , خذ وزارة الإعلام التي قمنا بحلها ..وفي لحظة إكتشفنا أننا أنتجنا (6) وزارات إعلام فكل مؤسسة رسمية تعنى بالإعلام صار لها مجلس إدارة , ورواتب ومخصصات وكما هائلا من المستشارين ...
بالمقابل قوات الدرك , أسسها عميد , وفي أشهر معدودة اصبحت مؤسسة مهمة ...وبكفاءة عالية ..وهي للعلم المؤسسة الوحيدة التي أنتجت مدارس التدريب الخاصة بها , وخاضت منعطفات صعبة ..ولم تفشل ..
العسكريون في الأردن , لايعرفون الفشل ..وعليهم أن ينجحوا , والمؤسسات الأمنية والعسكرية بالرغم من أنها الأكثر تعرضا للضغط , والأقل رواتبا إلا أنها ما زالت ..محافظة على رصانتها ووجودها ..بالمقابل لايوجد مؤسسة حكومية في الأردن ...لم تهاجمها الصحافة , أو كانت بريئة في لحظة من شبهة فساد ..أو ترهل إداري .
تحية للدرك ...
