عربي ودولي > سوريا ولبنان

من هو أحمد حسين الشرع .. ومَن اللذان ظهرا مع الجولاني؟

يتذكر بعض زملاء الدراسة لـ أحمد حسين الشرع، الطالب في كلية الإعلام بجامعة دمشق، أنه كان من ضمن "ثلة" من الطلاب الذين كانوا يفضلون الجلوس في المقاعد الخلفية، ينزوون تلافياً للاختلاط بزملاء الكلية (الفاسقين والعياذ بالله، كما كانوا يصفونهم)، هو نفسه من تقدم الصفوف بعد أن غادر مدرجات الكلية فاشلاً، ليقود فيما بعد أحد أخطر التنظيمات الإرهابية – تنظيم "جبهة النصرة في بلاد الشام".

الشرع سابقاً، "الجولاني" لاحقاً، و"الفاتح" اليوم، ظهر للمرة الأولى الخميس، كاشفاً عن وجهه، ومرتدياً الطربوش والعِمَّة الشامية وبزة عسكرية، ليعلن عن فك ارتباط الجبهة في سوريا بتنظيم "القاعدة".

قال الجولاني في خطاب تلفزيوني مسجل: "لم نعد "قاعدة"! قُضي الأمر بالشورى". وهكذا أسقط تسمية "جبهة النصرة"، معلناً فك الارتباط بـ"القاعدة"، بل أعلن عن تشكيل فصيل جديد سماه "جبهة فتح الشام"، ولا يرتبط بأي جهة خارجية، بحسب تعبيره. فأسقط معه الراية السوداء، مستبدلاً إياها بالراية البيضاء، ومتوجهاً بالشكر إلى قادة تنظيم "القاعدة" على ما أسماه "تفهمهم لضرورات فك الارتباط".

زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، كان قد مهَّد الطريق أمام الجولاني، مؤكداً أن "النصرة" يستطيع التضحية بروابطه التنظيمية مع "القاعدة"، إذا كان ذلك لازماً للحفاظ على وحدته ومواصلة المعركة في سوريا.

"الشرع" أو "الجولاني" او "الفاتح"، ظهر في شريط الفيديو، برفقة شخصين أثارا العديد من التساؤلات لمعرفة هويتهما.

وبحسب ما نقل ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي المحسوبة على"جبهة النصرة" فإن الشخصين هما أبوالفرج المصري على يمينه، وأبوعبدالله الشامي عن يساره.

وأبوالفرج المصري هو الكنية لأحمد سلامة مبروك، من مصر، حيث كان معتقلا وخرج بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، لينتقل إلى سوريا وينضم لصفوف جبهة النصرة، ويعتبر بحسب مراقبين من أبرز شرعيي "النصرة" وظهر للعلن للمرة الأولى في إصدار أطلقته الجبهة باسم "ورثة المجد".

ونقلت مواقع إخبارية معارضة أن أبوالفرج سجن 7 سنوات عقب اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981، وأُطلق سراحه أواخر الثمانينيات. وسافر من مصر إلى أفغانستان عام 1989، وبعدها ذهب إلى اليمن في التسعينيات.

وعمل أبوالفرج مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وظل يعمل معه حتى حاول في إحدى المرات هو والظواهري وإرهابي آخر بعدما استطاع ثلاثتهما عبور الحدود الروسية، وكانوا متوجهين إلى منطقة داغستان، حيث اعتقلته "سي آي إيه" عام 1999 وعضوا آخر بحركة "الجهاد المصرية" خارج مطعم في عاصمة أذربيجان باكو، وبعد ذلك تم نقل مبروك الملقب بأبو الفرج إلى القاهرة وتمت محاكمته وأُدين بتهم تتعلق بالإرهاب، حتى أفرج عنه عقب ثورة يناير 2015.

أما الرجل الثاني الذي ظهر على يسار الجولاني فهو عبد الرحيم عطون الملقب بأبوعبد الله الشامي.

ويعد عطوان أحد أعضاء مجلس شورى جبهة النصرة أبرز الشرعيين فيها وعضو اللجنة الشرعية، وظهر في الإصدار المسجل الذي بثته الجبهة للتعريف ببعض قياداتها بعنوان "ورثة المجد"، وتحدث فيه عطون عن ثورات الربيع العربي.

ويرى مراقبون أن ظهور الشرعيين مع الجولاني من المراد له أن يؤكد على قوة الموقف الشرعي لقرار فك الارتباط، والتمسك كذلك بعناصر النصرة من غير السوريين بالرغم من فك الارتباط وتغيير الاسم.