عمان - الرأي - فيروز في مونتريال، اعلان يملأ طرقات المدينة وحدث ينتظره العرب بشوق وشغف، والكثير من الكنديين للتعرف على الاسطورة الغنائية اللبنانية والصوت الساحر والتجربة النادرة للسيدة صاحبة الصوت الملائكي.
ثلج وشوق وانتظار في مدينة هادئة متزنة مفتوحة على كل الثقافات والحضارات، مدينة الـ260 مهرجانا كل عام تمثل ثقافات وفنون العالم اجمع. درجة الحرارة في مونتريال دافئة نسبيا وهي المعتادة في مثل هذا الشهر من السنة على الدرجات العالية تحت الصفر، طقس استثنائي لحدث استثنائي ولو قيست حرارة الخارج بحرارة الانتظار ربما ذاب كل ثلج مونتريال.
فيروز في مونتريال بعد غياب 24 عاما، هذه المدينة التي تضم الكثير من الجاليات العربية والاجنبية المختلفة وهي مركز الاحداث الثقافية والفنية الكبيرة ومدينة التعددية وحقوق الانسان.
الحفلتان الفنيتان ستكونان على مسرح قصر الفنون العالمي وهو اهم صرح ثقافي في مونتريال، يصعب حجزه عادة لاي فنان كان ولكن اسم فيروز مفتاح سر وسحر فتح الابواب في اهم صالة لديه من بين خمس، وهي القاعة الكبرى والاكثر فخامة واهمية، قاعة ويلفرد بلتيه التي تضم 2982 مقعدا وقد استقبلت اهم فناني العالم امثال ماريا كالاس، بافاروتي، سيلين ديون، ليزا مينيللي، شارل ازنافور وغيرهم.. وهذه القاعة فتحت ابوابها في 21 ايلول من العام 1962، حملت اسم قائد الاوركسترا السمفونية ويلفرد بلتيه، وفيروز تغني فيها للمرة الثالثة اما المرتان السابقتان فكانتا في عامي 1971 و1981، وتتميز كل القاعات الخمس لقصر الفنون بشخصية ومزايا خاصة اضافة الى احدث التقنيات والديكورات بحيث اصبحت شغفا لعاشقي الثقافة والفنون في العالم.
الاقبال على شباك التذاكر كان جيدا جدا كما اشار منظمو الحدث بحيث ان شراء البطاقات حصل باكرا وقبل شهرين من موعد الحفلتين مما ادهش مديرة المبيعات في قصر الفنون كارمن بوالي التي قالت انه نادرا جدا ما يحصل هذا الامر، وربما يعود ذلك الى قلق اللبنانيين والعرب من ان تفوتهم الحفلة وهم المتشوقون دائما لفيروز ويخافون من نفاد التذاكر كما يحصل في حفلاتها عادة. والحجوزات تجاوزت مونتريال والمدن الكندية الى عدد كبير من الولايات الامريكية، وصولا الى امريكا الجنوبية.
الترحيب بالسيدة فيروز كان لافتا في مونتريال فقد كتب السفير اللبناني في كندا السيد ريسون بعقلين يقول: طوبي لمن في مونتريال عشية الثاني عشر والثالث عشر من شباط 2005 سيحضر فيروز، سيسمع فيروز، سيطرب لفيروز، سيعيش مرة الوهج الفيروزي، سيتذكر طفولته وصباه، شبابه وهواه، كرامته المشرقة والدنيا التي لا تتسع له.. فاذا الشعور اقوى من الشرح واعمق من التعبير.
رافق ذلك اهتمام واسع من الصحافة العربية في كندا التي تحتضن الحدث بشكل ملفت وقد صدر ملحق خاص عن جريدة فنون الاسبوعية كتب فيه رئيس الوزراء الكندي بول مارتن في رسالة ترحيبية اعرب فيها عن فرحه وتحياته لكل الذين سيحضرون حفلة فيروز في قصر الفنون.
وكذلك رئيس وزراء كيبك جان شاريه قال في رسالة: بكل فرح ارسل تحياتي لفيروز، النجمة الكبيرة في هذا الحدث، صوتها الاستثنائي الذي يسحر ويوحد، يقرب القلوب، شعوبا وثقافات، اسطورة الغناء العربي اليوم ستقدم لكم عالمها الشعري الذي يربط تاريخ بلد بشعبه .
اما وزيرة الثقافة الكندية ليزا فرولا فقالت في رسالتها: احب ان احيي كل الذين سيحضرون للتصفيق لفيروز في حفلتها في مونتريال.. فيروز تدعونا لاكتشاف ايقاعات ونغمات الشرق، والمناسبة رائعة كي نسافر بالموسيقى الى هذه المنطقة من العالم ولنصفق لهذه الفنانة الكبيرة.
الى جانب هذا الترحيب الرسمي الذي جاء من الكثيرين ايضا رحبت وسائل الاعلام الكندية بحرارة بالسيدة فيروز عبر صحفها واذاعاتها وتلفزيوناتها الرسمية والخاصة وتناولت الحدث في نشرات الاخبار وليس في البرامج المنوعة والخاصة فقط، وعلقوا علىه كحدث تاريخي اكثر من كونه حدثا غنائيا فنيا فقط نظرا لما تتمتع به السيدة فيروز من مكانة مميزة في العالم العربي، وتهافتوا للتزود بالمعلومات والصور، والسؤال عن البرنامج الفني لحفلتها، رافق كل ذلك حملة اعلانية منظمة اعطت الحدث ما يستحقه من بعد فني ثقافي ووطني.
بدأت السيدة فيروز بمواظبتها المعتادة على التمرينات والتحضيرات مع فرقتها قبل ايام من موعد الحفلتين، حدث ينتظره اللبنانيون والعرب وسكان مونتريال، هو اكثر من حفلة غنائية، انه موعد ثقافي مع الحب والوطن والحق، واكثر من اسطورة غنائية، فيروز هي حلم وامل، ستحمل بصوتها الحنين والذكرى الى مونتريال.