القدس المحتلة _ الرأي _ كامل إبراهيم - تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قرارها بوقف الاتصالات مع القيادة الفلسطينية وعقد أمس اجتماع فلسطيني - إسرائيلي موسع للبحث في ترتيبات قمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن» ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون .
وصرح الدكتور صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات عقب اجتماعه مع مدير ديوان شارون دوف فايسغلاس ل «الرأي» ان الاجتماع يأتي نتيجة لما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية من جهود لبسط سلطتها ونشر قواتها في قطاع غزة ووقف العنف والحوار المستمر بين ابو مازن والفصائل الفلسطينية واستؤنفت الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية .
ووصف عريقات الاجتماع بأنه ايجابي ومعمق بحث فيه كافة القضايا وفي مقدمتها كيفية التحضير للقمة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وكيفية تنفيذ الاستحقاقات المتبادلة في خطة خريطة الطريق وفيما يشمل اعلان متبادل ومتزامن لوقف العنف وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل 28 ايلول 2000 والأفراج عن المعتقلين وحل قضايا المطاردين والمبعدين .
وقال عريقات ل «الرأي»: لقد اثرنا قضية وقف النشاطات الاستيطانية وبناء جدار الفصل العنصري وقضايا القدس وإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة فيها وقضية التصاريح إضافة الى العديد من الإجراءات الإسرائيلية.
واضاف ان الجانب الإسرائيلي خلال هذا الاجتماع أثار قضايا تتعلق بالأمن وقد اتفقنا على ان يستكمل اللقاء التحضيري للقمة الفلسطينية الإسرائيلية الأسبوع القادم.
وشارك في الاجتماع عن الجانب الفلسطيني: د. صائب عريقات، وزير شؤون المفاوضات، د. حسن أبو لبدة، أمين عام مجلس الوزراء، محمد دحلان، وزير الشؤون الأمنية السابق، وعن الجانب الإسرائيلي: دوف فايسغلاس، المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، شالوم ترجمان، المستشار الدبلوماسي، آساف شريف، المستشار الإعلامي.
وحول موعد الاعلان المتبادل لوقف العنف قال عريقات : ان القضايا التي جرى اثارتها في هذا الاجتماع الذي دام زهاء الساعتين ستجري متابعة بحثها بعد تلقي كل طرف من قيادته الإجابات عليها .
ونفى عريقات ان يكون الجانبان قد اتفقا على جدول اعمال القمة بين أبو مازن وشارون. وقال لا نستطيع القول باننا اتفقنا على جدول الأعمال وإنما سنواصل البحث في اللقاء التحضيري الأسبوع القادم.
وأضاف ان الجانبين بحثا كافة القضايا بشكل معمق حيث كل طرف طرح في الاجتماع القضايا التي تهمه.
وأعرب عريقات عن أمله أن يعود الجانب الإسرائيلي بإجابات على المسائل والقضايا التي بحثناها.
وقال نحن نعتمد على الإجابات الإسرائيلية والتزام الإسرائيليين بخطة خريطة الطريق واستحقاقاتها.
وقال عريقات انه بعد الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي وضعنا الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء أحمد قريع أبو العلاء في صورة ما جرى بحثه.
وقدم الوفد الفلسطيني عقب الاجتماع مع الجانب الإسرائيلي تقريراً مفصلاً حول نتائج اللقاءات وشرح الوفد للرئيس ، بحضور أبو علاء، ما تمت مناقشته في اللقاء الذي عقد مع الجانب الإسرائيلي، والذي جاء نتيجة للإجراءات الأمنية، التي قامت بها السلطة الوطنية الأسبوع الماضي، وفي مقدمتها نشر قوات الأمن الوطني في قطاع غزة.
وأوضح الوفد، أن اللقاء تطرق إلى بحث عدد من القضايا السياسية والأمنية وكل ما يهم شعبنا، وتخفيف معاناته وقضاياه، مشيرين إلى أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطة ميدانياً، قد عززت إمكانية الاستجابة الإسرائيلية للمطالب الفلسطينية، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في أيلول2000 ، وإعادة سيطرة السلطة على الأراضي الفلسطينية.
وكان الجانبان اتفقا على استكمال اللقاءات التحضيرية، الأسبوع القادم وذلك لاستكمال التحضير للقمة المرتقبة بين القيادتين، حيث جرى الاجتماع في أجواء إيجابية.
ورداً على سؤال حول سقوط اربعة شهداء أمس عشية استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي رسمياً قال عريقات ل «الرأي» ان هذه الإجراءات والاقتحامات والاغتيالات إذا استمرت من شأنها ان تقوض الجهود المبذولة لإخراج عملية السلام من مأزقها وإعادتها الى مسارها الطبيعي.
وأكد عريقات ان لقاء القمة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية سيعقد بعد استكمال التحضيرات لذلك .
فيما أكدت مصادر مقربة من أبو مازن ل الرأي " انه في حال كانت الإجابات الإسرائيلية على جملة من القضايا التي طرحها الوفد الفلسطيني أمس مشجعة فان القمة بين أبو مازن وشارون ستعقد بعد أسبوعين بعد ان ان ينهي أبو مازن جولته التي تبدأ غداً وتشمل الأردن ثم مصر فروسيا وتركيا .
