ما يجري الآن في مصر الحبيبة حرك مشاعر كل عربي واسلامي في جميع انحاء العالم فالكل يتنافس على دعم وتأييد ثورة الشعب وتلبية مطالبه حتى امريكا. ومن قبلها ثورة شعب تونس العظيم ، هذه الشعوب التي راهن عليها الكثيرون بأنها لن تنهض ابداً فهي كالاخشاب المسندة والمخدرة. من كان يعرف ان (بوعزيزي) الشاب الجامعي التي انتقم لكرامته سوف يكون موته ثمنه ازاحة طاغية تونس ثم حاكم مصر. هذه الشعوب التي تحملت كثيراً ونُهبت ثرواتها وضُربت بالنار والحديد وقضى معظم ابنائها خلف قضبان السجون لمجرد رأي او كلمة ضد السلطة. المارد العربي استيقض بعد نوم طويل ليُحيى عهد سعد زغلول وعبد الناصر. مصر ام الدنيا مصر المحروسة التي فقدت قيمتها وقيادتها في العالم العربي وفي العالم. فأصبح العرب هم المستباحين في دولهم من السودان إلى العراق إلى فلسطين إلى اليمن واصبحوا في ادل عصورهم واصاب الشباب والوطنيين احباط كبير منذ عهد السادات التي وضع جميع اوراق العرب بيد الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل. لكن استيقاض هذا المارد لا يمكن ابداً ان يعيدنا إلى الوراء. اولدت هذه الثورات في تونس ومصر عصر جديد ورسمت خارطة جديدة للشرق الاوسط رسمتها الشعوب ثورة 25 كانون الثاني ثورة الملايين التي دفعت حتى الآن مئة شهيد لا بد ان تنجح وان حاول حاكم مصر التمسك بالسلطة. وحاول اتباعه افلات المساجين والمجرمين الذين روعوا احياء القاهرة من المعادي إلى الدقي إلى الزمالك وجاردن سيتي لكن الشعب كان واعياً فشكل درعاً بشرياً ولجان شعبية لحماية التراث والسكان. هذه الثورة لابد ان تنتصر وتعيد مصر إلى قيادة الامة باعتبارها اكبر دولة عربية في الصراع العربي الاسرائيلي التي تخلت عنه منذ ثلاثين عاماً. وتعيد الامل للامة. مصر الولادة للقيادات والابطال. مصر الحضارة والتاريخ ووجه الشرق كما قال عنها اوردوغان. لقد زرت معظم دول العالم ولكنني لم اجد اجمل من مصر ولا اطيب من شعبها ونسائها اللواتي شاركن بالثورة وهذا يدحض قول ان المرأة سلبية وان المرأة العربية ليس لها دور على مر العصور والتاريخ فهي المجاهدة والممرضة والمعلمة والطبيبة والسياسية التي تشارك في صنع القرار وتتبوأ اكبر المناصب. تحية لكل شاب وامرأة وطفل وشيخ في مصر وتونس هذا الشعب العظيم الذي ثار من بو يزيد إلى القاهرة والاسماعيلية والاسكندرية والمنصورة والحلة والصعيد. أما نحن في الاردن فهنيئاً لنا في الامن الذي نعيشه لان قيادتنا الشابة واعية ومبادرة دائماً لتحسس آلام الشعب والعمل على رعايته وتحقيق اماله وتعمل ليلا نهاراً على الاصلاح السياسي والاقتصادي. فشكراً لجلالة الملك وجلالة الملكة