الرباعيات هي صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية والتي تعني أبياتا تتألف من أربعة أسطر على قافية واحدة وتدور حول موضوع معين لتكون فكرة تامة متكاملة. تنسب الرباعيات إلى الشاعر(عمر الخيام) والذي ولد لأب مشهور في صنع الخيام في مدينة نيسابور بإيران عام 1048. كل رباعية كتبها الخيام كتبها منفردة وفي مناسبتها الخاصة وكان ينشدها لأصحابه في مجالسه فتحفظ وتنشر و لكنه لم يفكر يوما أن يضمها في كتاب. يوجد ألف رباعية تنسب للخيام ولكن المؤكد أن بعضها مدسوس عليه فالمعروف أن مائتان وخمسون رباعية فقط تم إثبات أنها رباعيات أصلية. تغطي الرباعيات المسائل الفلسفية والجوهرية مثل الحياة والموت والسعادة والإيمان بالله. اعتبره بعض الناس كافرا وزنديقا واعتبره البعض الآخر متحررا ومتصوفا بينما المتتبع لحياته يجد أنه عالم مبدع مات على الإسلام عام 1123. الشاعر الإنجليزي فيتز جيرالد ترجم الرباعيات من الفارسية إلى الإنجليزية بعد وفاة الخيام ببضعة قرون في عام 1868. وجد فيتزجيرالد علاقة بين كل رباعية وأخرى فدمجها في قطعة واحدة فذاع صيتها وتغلغلت في الثقافة الإنجليزية. أما أشهر الترجمات على الإطلاق فهي التي قام بها الشاعر المصري أحمد رامي الذي كان أول من نقل الرباعيات شعرا من الفارسية إلى العربية مباشرة عام 1924. ولد أحمد رامي ذو الأصول التركية والمصرية عام 1892. تخرج رامي من دار المعلمين العليا في القاهرة ثم أرسل في بعثة دراسية إلى جامعة السوربون في فرنسا حيث درس اللغة الفارسية فتعرف على أعمال عمر الخيام وكانت أول قصيدة غنتها له أم كلثوم من الحان الشيخ أبو العلا محمد وهي قصيدة الصب تفضحه عيونه. بعدها ابتدأت علاقة حب من طرف واحد فلم تبادله أم كلثوم ذلك الحب وكان حرمانه سببا لإبداعه. تدرج في مناصب دار الكتب المصرية فأصبح أمينا ثم رئيسا لها. حصل على جائزة الدولة التقديرية من الرئيس عبد الناصر عام 1966 وعلى وسام العلوم والفنون من الرئيس السادات عام 1975. عانى رامي من حالة اكتئاب شديدة عقب وفاة أم كلثوم فاعتزل الحياة والناس. تراكمت عليه الأمراض حتى جاءت وفاته عام 1981. كتب أحمد رامي ما يقرب من نصف أغاني أم كلثوم أما النصف الآخر من الأغاني فقد كتبه اثنان وخمسون شاعرا أخر. أما قصيدة رباعيات الخيام فتبدأ بالدعوة إلى السهر واغتنام اللذات والتركيز على جوانب الحياة المبهجة والمادية: سمــعت صـوتا هاتــفا في السحـــر نادى من الغــــيب غفاة البشر هبوا املئوا كــأس المــــنى قبل أن تملأ كأس العـــمر كف القدر أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر تلك كانت إحدى أغاني أيام زمان والتي جمعت شعر عمر الخيام وأحمد رامي وموسيقى رياض السنباطي وصوت أم كلثوم أما أغاني هذه الأيام فهي سمك ولبن وتمر هندي. [email protected]