يوم أو ساعات تفصلنا عن يوم الجمعة (5/10) وحالة من الترقب تسيطر على الشارع والمواطنين، وهي حالة تختلط فيها التوقعات وتتلاطم فيها الأمواج بين خائف وقلق وآخر غير مكترث وثالث متفائل، ولكل منهم اسبابه، فالخائفون هم كذلك لانهم ينظرون للمعارضة والاخوان بمنظار التعظيم ويعطونهم اكبر من حجمهم، وغير المكترثين هم اولئك الذين ملّوا المشهد السياسي وملوا الاخوان وحججهم الواهية التي لم تعد تنطلي على احد.
ويبقى المتفائلون ولنا معهم وقفة، فهم يعرفون الوطن، يعرفون عزيمة قيادته واصرارها على المضي بالأردن قدماً الى بر الأمان، والأهم انهم يعرفون فقاعات البالون التي اصبحت نهجاً للاخوان، وهؤلاء يتدبرون التاريخ البعيد والقريب وهم متابعون جيدون لتلك السلسلة من زئبقية التفكير والمطالب الاخوانية لدرجة اننا لم نعد نعرف ماذا يريدون.
نعم، نحن نعرف انهم راهنوا كثيراً خلال المرحلة الماضية ولم يكسبوا رهاناً واحداً ولن يكسبوه، وهم الآن وبعد ان خسروا الرهان الأهم وهو افشال التسجيل للانتخابات، بعد ان وصل عدد المسجلين للمليونين رغم التشديد والاجراءات المعقدة للهيئة المستقلة، يخرجون علينا بما سموه موقعة بدر او الزحف المقدس وكأنها الحرب بين الحق والباطل او بين الكفر والاسلام، فماذا يتوقعون وماذا ينتظرون؟ لقد استفزوا الدولة مراراً وتكراراً والنظام صبور ونفسه طويل، ولكنهم اصبحوا يستفزون المواطنين والعشائر والمخيمات وهذا مقتلهم، فوعي المواطنين اكبر من ان يستهدفوه.
خلال الاعوام السابقة، حاول الاخوان حشد مظاهرات مليونية او بعشرات الآلاف ولم ينجحوا، ونعتقد ان هذه المرة، ورغم كل هذا التحشيد ان لا يصل عدد المتظاهرين الى عشرة الاف، واذا حدث ذلك اتمنى ان يخرج علينا قادة تلك الحراكات المشاركة ليفسروا لنا سبب الفرق المتوقع باعداد المتظاهرين واذا ثبت ذلك ان يتوقفوا عن مبالغاتهم وعن جلد الوطن وترويع المواطنين.
وكذلك ان يدركوا حقيقة مهمة اصبح المواطنون يدركونها، وهي ان الديمقراطية والتي يدعون انهم بحاجتها وباحثون عنها، هي ذاتها التي تعطي حقا لغيرهم كما تعطيه لهم في ان يقولوا ويطالبوا، هذا مع ذكر الفارق بين اولئك وهؤلاء، فاذا كانوا وبكل طاقاتهم استطاعوا ان يحشدوا عدة آلاف فليلتفتوا الى بضع الملايين الذين يقفون في الطرف الآخر للمعادلة.