الميثانول سبب جديد يضاف الى اسباب اغتيال الحياة، القائم على الجهل او الادمان، والبادي ان هذا السبب ما يزال في بدايات عمله، فالعدد 17 مجموع الذين ماتوا وتبين بعد التحاليل والبحث عن اسباب وفاتهم، بانها هذه المادة الكحولية السامة، خلال 4 اشهر ليس بالعدد الكبير الذي يدعو الان الى قلق يدعو الى اتخاذ موقف او قرار غير عادي، فهذه المادة كما تشير حالات الوفاة استخدمت ولاسباب رخصها بديلا عن الكحول، تناولها من لم يقدر على توفير ثمن المشروبات الروحية التي ارتفعت اسعارها كثيرا، كونها سلعة لا ضرورة لها، وليست فقط غير اساسية، هكذا فان الجهل ومعه الادمان كانا السبب الرئيس الذي ادى الى وفاة هذه الفئة التي رغم المؤشرات التي تبين وضعها الاجتماعي الا اننا نأسف على فقدانها. نعود الى الميثانول لنكتشف بعد تحليله، انه مادة سامة اثيرية، تماثل الكحول الايثيلي الذي يتوافر في الصيدليات بصورة نقية تماما، خاصة بالاستعمالات الخارجية كمطهر للجروح، الا انه يمكن ان يصبح مادة تؤثر على الانسان بالطريقة ذاتها التي تؤثر بها المشروبات الروحية، والتي تحتوي هي نفسها على نسبة محددة من هذه الكحول، التحليلات اثبتت ان هؤلاء ال 17 الذين ماتوا تناولوا الميثانول كبديل للمشروبات الروحية، دون علم بانه مادة سامة تؤثر على الجهاز التنفسي وبالتالي تفضي الى الموت، او في ابسط الحالات الى فقدان البصر، والمعروف ان مادة الميثانول مادة صناعية تستخدم في انتاج الدهانات، مما يعني سهولة توافرها وعدم الحاجة الى وضع ضوابط تحدد تداولها ما دامت بطبيعتها الاصلية مادة صناعية عادية، الا اذا تم تحويل استخدامها لتكون بديلا للكحول. مديرية المختبرات والادلة الجرمية، تبحث الان عن الجهات التي بدأت تسويق هذه المادة، خارج اطار محيطها الصناعي، بعد ان اعدتها للتسويق في عبوات تتناسب واستخداماتها الجديدة كمادة مسكرة، وهي في هذا الصدد تناشد المواطنين اولا بالحيطة من استخدام مواد مطهرة مشتراه من خارج الصيدليات، ثم الانتباه لاولئك الذين يسوقون هذه المادة بطرق غير طبيعية توحي بسوء الاستعمال الذي نادرا ما يكون خارج البيئة الصناعية، الا لاسباب خاصة تستدعي الاحتياطات الوقائية، بحيث لا يتعرض المستخدم لاحتمالات التسمم الذي تسببه هذه المادة حتى عند الاستخدام الخارجي، اما اذا وصلت الى الدورة الدموية، كشربها مثلا، فان الاثر السمي لها لا يتوقف الا بعد نهاية الحياة وموت الانسان كما حدث لهؤلاء ال 17 حتى الان. نذكر الاغو ومعه البنزين ، كمادتين مخدرتين يستعملهما مدمنون على هذا النوع من التعاطي للمواد المؤثرة على الجهاز العصبي، دون الاخذ بعين الاعتبار الاثار الجانبية المترتبة على هذا الاستعمال، الا ان هاتين المادتين لم تعصفا بحيوات حسب علمنا حتى الان، في حين ان الميثانول ان زادت جرعته، ادت الى الوفاة الحتمية، وهذه المادة سهل الوصول اليها، تماما كما البنزين والآغو، فكيف السبيل الى وضع ضوابط تضبط تداول هذه المادة القاتلة المطلوبة بالحاح من قبل المدمنين؟ يحتاج الامر الى اكثر من حث المواطنين على الابلاغ عن أي حالة ذات صلة بتسويق هذه المادة، فالغالبية العظمى منا لا تعرف هذه المادة، في حين ان المروجين لها يعرفون زبائنها بدقة تجنبهم عرضها على كل من صادفوه في طريقهم وبالتالي فهم يعرضونها على من يبحث بشغف عنها ولن يفضح امرهم، يمكن القول ان الميثانول مادة مخدرة قاتلة، لذا يمكن مطاردة مروجيها بنفس اساليب مطاردة مروجي المخدرات. [email protected]
