#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }
#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }

قصة البطولة والتضحيات في سبيل القدس

تاريخ النشر : الثلاثاء 12:00 15-12-2009

م. يوسف سليمان الموسى

بمناسبة افتتاح (مكتبة سليمان الموسى المتخصصة) في مركز الحسين الثقافي- رأس العين، عمدت الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى الى طباعة الإصدار الثاني من سلسلة الأعمال الكاملة للمؤرخ الراحل سليمان الموسى. ويأتي طبع هذا الكتاب بمناسبة اعتماد القدس عاصمة للثقافة العربية.
قرأت (كتاب يا قدس )، تأليف الأميركي لاري كولينز والفرنسي دومينيك لابيير مؤخرا لدى مراجعته واعداده للطباعة طبعة ثانية، وكانت الطبعة الأولى صدرت عام 1973 بعد ان نشرت مسلسلة في جريدة الدستور قبل ذلك.
شدني للكتاب سرده لأحداث عام 1948 التي وقعت بمدينة القدس في فترة عصيبة من تاريخنا الحديث، ولقيام الكاتبين بإبراز دور النضال الأردني والفلسطيني في تلك الأحداث بقسط من الإنصاف لم نعتده من الكتاب الغربيين.
لقد أمضى المؤلفان ثلاث سنوات في جمع مادة الكتاب وسنة رابعة في كتابته، وأجريا 497 مقابلة مع الأشخاص الذين كانت لهم علاقة في هذه الحرب من الجانبين: العربي والإسرائيلي. وسافرا إلى مواقع الأحداث ابتداء من الأردن وفلسطين ومصر وسوريا ولبنان إلى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا بحثا عن المعلومات.
ترجم الجزء المتعلق بدور الأردن في هذا الكتاب الضخم والدي المؤرخ سليمان الموسى، رحمة الله عليه. ونبه في مقدمة الطبعة الأولى عام 1973 إلى أن الكتاب يتعاطف عموما مع باطل الإسرائيليين أكثر مما يتعاطف مع حق العرب... ولكن على الرغم مما وجه إلى الكتاب من نقد، فانه يظل كتابا مهما في بابه، ومن واجب كل عربي أن يطلع على ما جاء فيه لأنه ينبغي علينا أن نتعرف على الأساليب والوسائل التي انتهجها الأعداء في إنشاء دولتهم، وكيف أن أساليب العرب لم تكن كافية لصد غزوة الأعداء .
يروي الكتاب قصة الحرب في 7 شهور من قرار التقسيم إلى الهدنة الثانية في 17/7/1948، ويكتب قصص المجاهدين الذين قاتلوا في سبيل القدس، كما يتحدث عن قصص البطولة التي قام بها الجيش الأردني في سبيل الحفاظ على القدس القديمة، شارحا معارك اللطرون وباب الواد، والحرب من بيت إلى بيت داخل القدس. ونتعرف في الكتاب على مجاهدين كثيرين ذاعت لهم الشهرة مثل عبدالقادر الحسيني ومنهم من استشهد وبقي مجهول الاسم. ونقرأ عن ضباط الجيش الأردني مثل حابس المجالي وعبدالله التل، وعن الجنود الذين جاءوا من بادية الأردن وكيف زغردوا وهم في طريقهم لمقاتلة العدو، وكيف ضحى الكثير بأرواحهم في زمن قل نظيره هذه الأيام. وفي هذا الكتاب ذكر للعديد من الأشخاص الذين عاشوا تلك المرحلة في فلسطين والأردن وما قدموه من تضحية. وفيما يلي تلخيص لبعض الفقرات من هذا الكتاب: قرار التقسيم: في مدينة نيويورك يوم السبت 29/10/1947، جرى التصويت على قرار تقسيم فلسطين في مبنى الأمم المتحدة. وكانت الموافقة على قرار التقسيم بأغلبية ثلاثة وثلاثين صوتا مقابل ثلاثة عشر صوتا ضد التقسيم، بينما امتنع مندوبو عشر دول عن الإدلاء بأصواتهم. سمع ناصر الدين النشاشيبي أباه في القدس العربية يعلن في اللحظة ذاتها: أن هذا القرار يعني الحرب . وفي الوقت نفسه كانت عينا جولدا مائير تمتلئان بدموع الفرح. وقام أحمد سامح الخالدي مدير الكلية العربية في القدس بإغلاق جهاز الراديو وقال لزوجته: إنها الكارثة تبدأ الآن. أما حازم نسيبة، فكان مراسل الإذاعة العربية في القدس، وبينما كان يفكر بخطورة هذا القرار، سمع صرخات الفرح من زملائه اليهود عبر الساحة التي تفصل بين القسمين؛ العربي والعبري.
الضابط السوري: كان الكابتن عزت عبدالكريم يراقب احتفالات اليهود تلك الليلة في تل أبيب من نافذة غرفة الفندق الذي كان يقيم فيه. لقد جاء بمهمة خاصة إلى ذلك الفندق، حيث سيطير بعد ساعات إلى تشيكوسلوفاكيا ليبتاع عشرة آلاف بندقية وألف رشاشة للجيش السوري كدفعة أولى من السلاح الذي كان يأمل العرب بواسطته من تحطيم أحلام اليهود.
الحاج أمين الحسيني: كان الحاج أمين على ثقة من أن انتصار ألمانيا سوف يحقق الهدف الذي وقف حياته السياسية عليه إلا وهو طرد اليهود من فلسطين وطرد لإنكليز من الشرق الأوسط. وفد وضع كل نفوذه الشخصي ونفوذ منصبه الديني تحت تصرف الألمان- ولكن خسارة الألمان للحرب- أطاح بذلك الأمل. تزعم الحاج أمين عرب فلسطين وهو الذي حث على الإضراب مدة ستة أشهر. وعندما قرر الإنكليز اعتقال المفتي، غادر المدينة القديمة متنكرا إلى يافا ومنها ذهبت في زورق صيد إلى لبنان. وعند صدور قرار الأمم المتحدة كان المفتي في فندق عاليه. ومن هناك أعطى التعليمات للبدء بأول عملية في المعركة.
حرق سينما ريكس: سار العرب نحو الأحياء اليهودية وأشعلوا النار في العديد من المتاجر اليهودية. وكان رد عصابة الأرغون سريعا؛ أشعلوا النار في سينما ريكس وكان عمود الدخان واللهب الصاعد أعظم ما شهدته القدس.
مهمة اليهودي أفاريل: على نفس الطائرة المتجهة إلى براغ والتي سافر عليها الضابط السوري عزت عبدالكريم، كان هناك مسافر آخر اسمه الحقيقي أهود أفاريل، وكان في طريقه لشراء عشرة آلاف بندقية للهاغناه. وقد وضع ابن غوريون تحت تصرفه مبلغ مليون دولار في أحد بنوك جنيف.
الانتساب للهاغناه: كان قائد الهاغناه في القدس اسمه اسرائيل آمير. وخلال ثمانية أيام من صدور قرار التقسيم، جند خمسمائة رجل وفتاة لأداء خدمة منتظمة. وكان أداء القسم يتم بوضع يد على التوراة واليد الأخرى على مسدس، ويقسم بالولاء لجيش الهاغناه.
الجهاد المقدس: لم يكن لدى عرب القدس تقليد مماثل. وكان أكثر أبناء العائلات الميسورة لا يميلون إلى حمل السلاح. وأكثر العائلات وجدت عذرا لتجنيب الأبناء دخول الحرس الأهلي، أما التجار الأغنياء، فأرسلوا أبناءهم إلى مدارس بيروت وعمان. عمل الحاج أمين على إيجاد تنظيم مساو للهاغناه، ألا وهو تنظيم الجهاد المقدس، وكان معظم منتسبيه لا يعرفون من الفنون العسكرية سوى المبادىء الأولية. وكان قائد هذا التنظيم كامل عريقات.
الاستخبارات السرية: عند ظهر كل يوم جمعة، كان كبير قساوسة الإنكليز يتلقى نسخة من وثيقة سرية تعطي معلومات عن مواقع القوات البريطانية وتحركاتها المقبلة. وما إن يذهب لتناول طعام الغداء، حتى كانت تمتد يد وتأخذ صورة عنها وتبعثها إلى مخابرات الهاغناه. كانت تقوم بهذا العمل إحدى السكرتيرات. وفي القدس أيضا، كان هناك نحو عشرين عميلا تسربوا إلى جميع فروع الجهاز البريطاني في فلسطين. وكان هيرتزوغ المولود في دبلن مسؤولا عن تجنيد الضباط البريطانيين لدعم النشاطات اليهودية. وسرعان ما أخذت المعلومات التي تجمعها شبكات الاستخبارات اليهودية تزداد حجما، حتى أخذت تضم الرسائل التي يتبادلها المندوب السامي مع رؤسائه في لندن. كذلك كانت الوكالة اليهودية تحصل على وقائع جلسات الجامعة العربية.
اللوازم من انتويرب: كان اليهودي فيدرمان يتجول بين معدات وسيارات من مختلف الأنواع في ميناء انتويرب في بلجيكا. هذه المعدات كانت من مخلفات الحرب العالمية وفيها - بالإضافة إلى المعدات العسكرية ?أجهزة الراديو والهواتف والملابس العسكرية والخيام والخوذات وغيرها. كانت الوكالة اليهودية قد أرسلت فيدرمان ليشتري أسلحة من أجل إعداد جيش قوامه ستة عشر ألف رجل.
عبدالقادر الحسيني: بعد أن نسف اليهود ثمانية بيوت للعرب في القطمون، بدأت لجنة الدفاع المحلية تنظم حرسا وطنيا. واستدعى عبدالقادر الحسيني أحد أشد رجال المفتي إخلاصا وهو ابراهيم أبو دية. وفي 3/12/1948 أخذ عبدالقادر وأبودية وإميل الغوري يتجولون في شوارع القطمون ويخططون لتركيز مئة مناضل في الحي. وعند غروب الشمس، عقد ثلاثتهم اجتماعا مع وجوه الحي في فندق سميراميس. وفي اليوم التالي، كانت الاستخبارات اليهودية على علم بهذا الاجتماع، فكان القرار تدمير فندق سميراميس.
فندق سميراميس: كانت العاصفة شديدة تلك الليلة وامتلأت الشوارع بالمياه. واعتقد الشباب العرب الثلاثون الذين كانوا يقومون بالحراسة تلك الليلة أن اليهود لن يقوموا بهجوم تلك الليلة فذهب أكثرهم إلى منازلهم. وفي الوقت ذاته كان أربعة رجال من اليهود قد أعدوا حقيبتين مليئتين بثمانين كيلو من مادة TTN وكان عليهم أن يحملوها بسيارة إلى الدور الأرضي من فندق سميراميس. سمع سامي أبو صوان أصوات اليهود، فذهب وطلب بالهاتف النجدة من الشرطي البريطاني وفجأة ثار إنفجار هائل أفاق على دويه جميع سكان القطمون. وسقط في الانفجار 26 قتيلا، وكان بين القتلى سالازار؛ القنصل الإسباني.
هارون بن جازي: كان مفتاح معركة القدس يقع في منحدرات باب الواد. وجاء هارون بن جازي يكتشف الموقع في زي الرعاة. ولكنه لم يكن راعيا بل كان شيخا من شيوخ قبيلة الحويطات وابن عم عودة أبو تايه رفيق لورنس. جاء هارون بطلب من عبدا لقادر الحسيني بهدف شن الهجمات المنظمة على القوافل اليهودية. وبدأ عبد القادر مع رجاله بتنظيم الهجمات على اليهود، وكانت تزداد عنفا وضراوة. وكان رجال عبدالقادر يعمدون إلى سد الطريق أمام قوافل اليهود ثم يبدأون الهجوم عليها. واستعمل اليهود السيارات المصفحة لحماية قوافلهم، ولكن العرب كانوا يهاجمون القوافل بقنابلهم ويشعلوا النار في السيارات وينسفونها بالألغام.
أساليب اليهود في التسلح: عمد رجال الهاغناه إلى سرقة مدفعين كبيرين كان الأتراك قد تركوهما، وقام مهندس بولندي بنشر فوهتي المدفعين إلى عدة قطع، وحولها إلى مدافع صالحة للاستعمال. وأطلق عليها اسم دافيدكا. ثم جيء لها بقنابل خاصة تتألف من أنبوب ماء محشو بالمتفجرات والمسامير. وفي مستعمرة إلى الشمال من تل أبيب أنشأ اليهود مصنعا لصنع الذخيرة. وقد بلغ من نجاح ذلك المصنع أنه أنتج حتى تموز 1948 ثلاثة ملايين طلقة. وبالقرب من مستعمرة الخضيرة، كان هناك مصنع آخر يصنع القنابل لمدفع هاون صغير. كما كان الإنكليز أنفسهم مصدرا للحصول على السلاح حتى أن ضابطي صف يربطانيين جاءا بسيارة نقل محملة بالذخيرة مقابل زجاجة كونياك. وقد عزز مخزون الهاغناه من السلاح قيام رجالها بعدد من الغارات على مخازن السلاح البريطانية.
ترتيبات العرب للتسليح: عمل العرب على الإفادة بدورهم من أسلحة الإنكليز. فقد عرض عليهم ضابط صف بريطاني أن يغمض عينيه مقابل ألف جنيه، إذا ما هاجموا مخزن أسلحة كتيبته. وكثيرا ما كانت هناك ترتيب مسبقة لتشليح سيارات النقل البريطانية أثناء سيرها مقابل بضعة جنيهات.
اسماعيل صفوت باشا: كان هذا هو القائد العراقي الذي عينته الجامعة العربية في كانون أول 1947 قائدا أعلى لكل القوات العربية في فلسطين. وقد أعلن أن قواته ستدخل إلى تل أبيب رافعة رايات النصر. وحذره الضابط الأردني وصفي التل الذي خدم في الحرب العالمية الثانية من أن زحفه المنتظر نحو تل أبيب يمكن أن ينقلب إلى نكبة بسبب سوء حالة قوتنا . وكان سوء الوضع واضحا في قيادة اسماعيل صفوت التي لم تكن تملك جهاز إرسال يصلها بقواتها في ميدان القتال.
جيش الإنقاذ: سار الشباب العرب باتجاه القدس من حارات القاهرة وأسواق حلب وضفاف دجلة وشواطىء الخليج. وأخذت دمشق تستقبل جموع الشباب الذين بادروا لتلبية النداء، وكانوا يمرون في الشوارع ينشدون ويطلقون العيارات النارية في الهواء. وفي معسكر قطنا قرب دمشق، أخذ المتطوعون يحتشدون حتى بلغ عددهم نحو ستة آلاف.
تبرعات يهود أمريكا: ذهبت غولدا مائير إلى أمريكا لجمع الأموال وليس في حقيبة يدها سوى عشرة دولارات. وقالت في اجتماع مع ممثلي اليهود في ولايات أمريكا الثماني والأربعين، أنهم بحاجة إلى 25 مليون دولار كي يبتاعوا الأسلحة ويواجهوا الدروع العربية. وأن توفير المبلغ هو الذي سيقرر إذا كان يهود فلسطين سينتصرون. وعند نهاية حملة التبرعات، بلغت قيمة ما جمعته 50 مليون دولار. وقد استقبلها بن غورديون في مطار تل أبيب وقال لها: سوف يسجل التاريخ أن الدولة اليهودية ولدت بفضل إمرأة يهودية.
فوزي القطب وعبد النور جنحو: في ظلمة الليل، دخن فوزي القطب أول سيجارة في حياته: كان على وشك أن يعطي القدس اليهودية رد عبد القادر الحسيني على تدمير فندق سميراميس وعلى تفجير باب الخليل. يمكن القول أن هذا الرجل نذر حياته لتفجير منازل اليهود، وكان دائما يسعى إلى تحسين القنابل التي يصنعها. وعندما اكتشف الإنكليز نشاطات القطب، هرب إلى دمشق، ثم ذهب إلى ألمانيا حيث اشترك في دورة تدريب الصاعقة الألمان. وفي مرسيليا دس نفسه بين 1500 مهاجر يهودي في طريقهم إلى فلسطين. وكانت أول مهمة كلفه بها الحسيني أن يملأ سيارة بيك أب بنصف طن من المتفجرات سرقت من الشرطة البريطانية. وقد تبعه عبد النور جنحو في سيارة ثانية كي يشعل بسيجارته طرف الفتيل المطل من باب السيارة، ولم يلبث أن هز المدينة انفجار مروع دمر مبنى جريدة البالستين بوست.
عزمي الجاعوني: على بعد ميل واحد إلى الغرب من القدس، وقف الحارس اليهودي في نقطة روميما للتفتيش، يستقبل قافلة سيارات النقل القادمة من تل أبيب. وأطل من باب المصفحة شاب أشقر الشعر يرتدي معطفا يستعمله أفراد شرطة فلسطين وقال للحارس: هذه السيارة معي. وفتح الحارس حاجز المرور وسمح للسيارات أن تواصل السير إلى قلب القدس. لكن الشاب الأشقر لم يكن إنجليزي الجنسية بل عربيا اسمه عزمي الجاعوني وكان على وشك أن يقوم بعملية مرعبة. وكانت القافلة تضم الإنكليزيين براون وماديسون، وكانا يسوقان سيارتي نقل وراء مصفحة الجاعوني، حيث كانت كل سيارة تحمل ما يزيد على طن من مادة تي.إن.تي والتي أعدها فوزي القطب. وقد زاد القطب فوق المتفجرات مادة من ابتكاره وهي خليط من مسحوق البوتاس والألمنيوم عبأه في عشر تنكات زيت. في الصباح الباكر ثار الانفجار العنيف وتهاوت واجهة المبنى ذات الطبقات الست وتهاوى الفندق القريب، كما تهاوت بنايتان أخريان ثم بدأت ألسنة اللهب تتصاعد فوق الركام. كان ذلك الانفجار الرهيب الذي وقع صباح يوم الأحد 22 شباط 1948 أكبر ضربة وجهها العرب إلى الحي اليهودي.
جلوب باشا: ليس من شك في أن جون جلوب قائد الجيش العربي هو أعظم المستعربين البريطانيين. لم يوجد قبله من استطاع أن يعرف البدو ولهجاتهم المتعددة مثله. بل إنه عرف عن كثب أغانيهم الشعبية وعاداتهم وتقاليدهم. وأحب البدو حتى صارت حياتهم حياته. وأخذ جلوب يقطع الصحاري على ظهر هجين في مقدمة جنوده، يتحمل ما يتحملونه من شظف العيش، وينام ملتفا بفروته على أرض الصحراء متخذا من الصخر وسادة له. في آذار 1939 تسلم جلوب قيادة الجيش العربي وبادر لإنشاء قوة عسكرية ميكانيكية من الجنود البدو، وأخذ يعزز تلك القوة حتى ارتفع عدد رجالها من ألفين عام 1939 إلى ستة عشر ألفا عام 1945.
الملك عبدا لله بأمر بإنقاذ القدس: قرأ جلوب رسالة الملك المغفور له عبدالله بن الحسين المستعجلة: ان جلالة الملك يأمر بزحف قوات الجيش من رام الله الى القدس . ولحقتها رسالة ثانية بعد نصف ساعة: ان جلالته ينتظر القيام بعمل عاجل. أخبرونا بسرعة أن العملية بدأت .
الجيش العربي: في تلك الأيام، كانت الكوفيات الحمراء التي يعتمرها جنود الجيش العربي أعظم ما يطمح إليه الشبان الأردنيون. وفي طليعة هؤلاء، كان أكثر الطامحين شبان من بني صخر والحويطات في المملكة. كان كل هؤلاء متطوعين، تلقوا تدريبا عاليا حتى أصبحوا القوة العربية الوحيدة التي تثير المخاوف في نفوس الهاغناه.
عبدالله التل: وقف الرائد عبدالله التل على جبل الزيتون ينعم النظر في المدينة الجاثمة تحت المنحدر : أعظم مدينة في العالم كما بدت له حينذاك. وضع التل أمامه خارطة كبيرة للمدينة القديمة وأحاط موقع الحي اليهودي بسلسلة من الدبابيس الحمراء التي تدل على مواقع جنوده. وبدلا من هجمات المناضلين المتفرقة، اعتزم التل أن يحاصر الحي من جميع جوانبه بصورة منظمة دقيقة. وكلما سقطت نقطة من الحي كان يأمر بتدميرها، حتى لا يستطيع أعداؤه العودة إليها. وكانت دبابيس التل تتقدم إلى الأمام ببطء ولكن بثبات. وقد اختار هذه الخطة حتى يوفر حياة الكثيرين من رجاله. كذلك وضع عبدالله التل سياراته المصفحة ومدافعه من عيار ستة أرطال على جبل الزيتون لتعزيز هجماته، والتي كانت تقذف مائتي قنبلة يوميا على الحي اليهودي.
حابس المجالي: وقف المقدم حابس المجالي وضباط قيادته يدرسون مصادر القنابل التي أخذت تنهمر على مواقعهم. وبعد فترة من الزمن توقف القصف وارتفعت من الوادي أصوات خطوات عسكرية، أدركوا أن اليهود بدأوا هجومهم. التفت المجالي الى إمام الكتيبة الذي كان يقف إلى جانبه وقال له: هلم وادع الله ان يمنحنا نصرا آخر.
ان استعراض مادة الكتاب بهذه الصورة المجتزأة فيه إجحاف بالجهد الكبير الذي وضع في تأليفه وتعريبه. وقد استقبل الكتاب حين نشره والدي في الدستور باهتمام واستثار العديد من الردود. وكان والدي قد رافق المؤلفين، بطلب من عبد الله التل نفسه، لدى لقائهما المقاتلين العرب، الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء، وكان يترجم لهما ، وفي ذات الوقت يسجل في دفاتره مادة ساعدته لدى وضعه كتابه المشهور الذي يصور ملحمة البطولة الأردنية: (أيام لا تنسى: الأردن في حرب 1948).
أسوأ هزيمة تلحق باليهود: في الختام، نقرأ في المقدمة التي وضعها سليمان الموسى لكتابه المعرب (يا قدس )، ما يلي: يعطي الكتاب جنود الجيش الأردني حقهم الذي استأهلوه بوقفاتهم الصابرة وهجماتهم الباسلة، سواء في القدس او في باب الواد. ويمضي الكتاب في سرد دور الجيش الأردني الى حد القول أن الهزيمة التي ألحقها حابس المجالي بالقوات الإسرائيلية المهاجمة كانت أسوأ هزيمة عرفتها قوة إسرائيلية في الحروب الثلاثة التي خاضها اليهود مع العرب من 1948 الى 1967 .
تستأهل أمانة عمان الكبرى، ولجنة تكريم المؤرخ سليمان الموسى، التي يرأسها الأستاذ الدكتور على محافظة بممثليها عن وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى ورابطة الكتاب الأردنيين، الشكر على جهودهم في العمل على إعادة طباعة الأعمال الكاملة لسليمان الموسى، والثناء يذهب أيضا لجهود الدائرة الثقافية في أمان عمان الكبرى لاختيارها إصدار هذا الكتاب بمناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية لتظل جذوة النضال حية في النفوس بتقديم صورة حية عن جهاد أبطال الأردن وفلسطين في حرب عام 1948.
E-mail: [email protected]

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
.alrai-culture-art-widget {border-right: 1px solid rgba(217, 217, 217, 1);padding-right:11px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color: color(display-p3 0 0.6157 0.8745);text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 24px;font-style: normal;font-weight: 800;line-height: 39px;text-decoration: none;padding-bottom: 5px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom: 26px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content: "";position: absolute;left: 0;right: 0;bottom: 0;background: linear-gradient(90deg, rgba(0, 85, 121, 0.05) 0%, rgba(0, 157, 223, 1) 100%);z-index: 1;height: 3px;width: 100%;} .alrai-culture-art-widget .img-row{width: 100%;} .alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom: 58%;} .alrai-culture-art-widget .item-info {padding: 23px 0} .alrai-culture-art-widget .item-info a{color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; text-decoration: none;} .alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child) > a{display: none;} .alrai-culture-art-widget .item-row a{color: #000;color: color(display-p3 0 0 0);text-align: right;text-decoration: none;-webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden;} .alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom: 1px solid rgba(217, 217, 217, 1);} @media screen and (min-width:1200px){ #widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0;} }
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper {width: 100%;display: flex;} .death-statistics-marquee .breaking-news {background-color: #7C0000;padding: 22px 17px 24px 18px;color: #FFF;text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 22px;font-weight: 700;line-height: 25px;} .death-statistics-marquee .breaking-news-content {background-color: #B90000;padding: 22px 18px 24px 21px;color: #FFF;text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 22px;font-weight: 700;line-height: 25px;width: 100%;position: relative;} .full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row {position: fixed;width: 100%;right: 0px;bottom: 0px;z-index: 100000;} .death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2 {width: 75px;background-color: #757575;color: #fff;height: 60px;display: flex;align-items: center;justify-content: center;} .death-statistics-marquee .title-widget-2 a {color: #FFF;color: color(display-p3 1 1 1);text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 15px;font-style: normal;font-weight: 700;line-height: 25px;padding: 16px 18px 16px 15px;text-decoration: none;display:block} .death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full) {width: calc(100% - 100px);background-color: #000;} .death-statistics-marquee .content-row marquee {direction: ltr;} .death-statistics-marquee .content-row .img-item {display: inline-flex;height: 60px;align-items: center;vertical-align: top;} .death-statistics-marquee .content-row .article-title {height: 60px;display: inline-flex;align-items: center;color: #fff;padding: 0px 15px;direction: rtl;} .death-statistics-marquee .article-title a {color: #FFF;color: color(display-p3 1 1 1);text-align: right;font-family: Almarai;font-size: 17px;font-style: normal;font-weight: 700;line-height: 25px;text-decoration: none;} .death-statistics-marquee .title-widget-2 {width:100px} #widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}