خافق بالمعالي والمنى عربي الظلال والسنا يا علمي يا علم العرب اخفق، واشرق في الأفق الأزرق نحن الشباب لنا الغد ومجده المخلّد ابيات من النشيد الذي ظل طلاب المدارس في الخمسينات وقبلها وبعدها من القرن الماضي يرددونها الى ان انطفى بريقها، وتلاشت الاصداء في المدى، وابتعد طلاب المدارس هذه الايام عن النشيد وحفظ القصيد. فمعاني العزة والفخار وطلب العلا والعروبة والغد المشرق طرأ عليها كثير من التغيير والتبديل، وهبت عليها قاصفات من المصائب والنكبات، فثقافة الامس ليست ثقافة اليوم المتمثلة بالانترنت وما فيه من الويلات للشباب، كما انها ثقافة الخلوي والهمبرجر وخلافه. ولهذا فالعلم والشباب صنوان لعزة الشعوب وكرامتها، تحافظ عليها لانها روحها ووجودها، واذا كانت احدى الولايات الاميركية المتحدة ما تزال تحتفظ بعلمها الاحمر الذي كانت تحارب تحته قبل الاتحاد، فلا عجب ان وافق مجلس النواب الاميركي الاربعاء 22/حزيران الماضي على اجراء تعديل دستوري يحظر حرق العلم الاميركي، لكن معارضي التعديل يرون انه ينتهك حق حرية التعبير الذي يتمتع به الاميركيون. ولو ان اميركيا من احدى الولايات رفع علمها القديم لزج به في السجن، وذهبت بذلك حرية التعبير التي يتغنون بها، ولكن المهم في هذا الامر هو احترام العلم رمز الدولة وشعارها الذي نقاتل دونه. كما ان من المهم القول بان تأييد الرئيس بوش لهذا التعديل يأتي على خلفية سياسية، وهي احتلال العراق، حتى لا يتمادى الاميركيون اذا ما تظاهروا ضد اطالة هذه الحرب في العراق، بالتفكير بحرق العلم الاميركي، وربما يحاسب من يفعل ذلك في اي دولة في العالم في عصر القوة الاميركي هذا. اما نشيد العلم الذي كنا نتغنى به في الصغر فهو يؤكد عروبة العلم وهدف هذه الامة وحلمها في الوحدة والقوة، ولا يعترف بالقطرية والتجزئة فهو عربي الظلال والسنا، يخفق بالطموح والامل الذي كان يراود ذلك الجيل الطموح. اما الشباب فقد كان رواد نهضة هذه الامة يعلقون عليهم الامل الكبير في وحدتها وتماسكها ولمّ شملها واستقلالها. فالغد كان واعدا بالخير والتحرر من الاستعمار، والشباب هم عدة المستقبل وأمله المرجو، عليهم تبعات الكفاح من اجل اهداف امتهم واعادة امجادها الذاوية. ولهذا فنحن الان نعلق الامل على هؤلاء الشباب الذين وصلت نسبتهم حسب المفهوم العالمي من سن (15-34) حسب تقديرات سنة (2001) الى (23%) من مجموع السكان الذي زاد عن خمسة ملايين نسمة، كما وصلت نسبة من هم دون سن الثلاثين سنة حسب تقديرات العام ذاته الى (74%) من مجموع السكان. اما الشباب العربي فقد وصلت نسبته الي مجموع سكان الوطن سنة (2000) الى (2ر19%) اي ما يعادل (58) مليون نسمة د. محمود قطام: الولاء والانتماء لدى الشباب الاردني واثره في بناء الشخصية «المجلس الاعلى للشباب ـ عمان ـ 2003 ـ المقدمة». واذا كانت احصاءات الحكومة اليابانية تشير الي ان خمس اليابانيين قد تخطوا سن الخامسة والستين، وان هذه النسبة ستزيد لتصل الى الثلث عام 2040، فان استباق علمائهم وابداع افكارهم المستوحاة من افلام الخيال العلمي، وليس من افلام الاثارة والكرتون، قد تجعلهم يستخدمون الإنسان الآلي (الرابوط) في حراسة المكاتب والمراكز التجارية والبنوك ضد اللصوص بالتقاط صورهم وانذار الحراس الآدميين مباشرة حين اقتراب الخطر. وتعزز الشركة المنتجة اهمية الحارس الآلي هذا الى ارتفاع نسبة المسنين في المجتمع الياباني، ما يعني تناقص الاعتماد على البشر القادرين على الحراسة فعليا من فئة الشباب. ومن هنا فعنصر الشباب هو المحرك الرئيسي للانتاج وهو الفاعل في بناء المجتمعات وحفظ امنها وتقدمها وعلينا اذا اردنيين وعربا ان نولي هذه الفئة كل عناية ورعاية بابعادهم قدر الامكان عن مواطن الزلل والارتقاء بطموحاتهم وآمالهم وتزويدهم بالايمان وحب الاوطان، وغرس روح الجندية في نفوسهم بتدريبهم في معسكرات الشباب، واعادة خدمة العلم باي شكل من الاشكال لمحاربة الفراغ الذي يشعرون به، ولا سيما الاعداد الكبيرة من الباحثين عن عمل، وتوفير التمويل اللازم من عوائد الخصخصة لبناء قرى صغيرة لهم ومشاريع تعاونية قد تعينهم على اعباء الحياة بدلا من انتظار الدور للتعيين، ومحاولة معرفة رقم الترتيب لدى ديوان الخدمة المدنية. ولكن على الشباب انفسهم الا يعتمدوا على الوظيفة الحكومية وان يأخذوا بالمبادأة والمبادرة للاعتماد على انفسهم، لان الوظيفة لضمان لقمة العيش لم تعد مجدية في هذه الايام، وان يكون الطموح رائدهم في هذه السن المبكرة من العمر ليظل ذلك عنوانا لحياتهم في المستقبل كما فعل الياباني (يوشيروا ميورا) الذي يستعد من الان لتسلق قمة ايفرست مرة اخرى عام 2008 سنة الالعاب الاولمبية في بكين، بعدما تسلقها عام 2003، وكان الرجل الاكبر سنا حينذاك، ونزل منها تزلجا في مغامرة كانت موضوعا لفيلم وثائقي انتجته هوليوود، عنوانه «الرجل الذي نزل من قمة ايفرست».
