أكد مفتي عام المملكة، الدكتور أحمد الحسنات، أن تكريم جلالة الملك بإنعامه عليه بوسام الاستقلال من الدرجة الأولى، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين، وتقديرا لإسهاماته في نشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال والحفاظ على مبادئ الشريعة الإسلامية، هي لفتة كريمة من لدن جلالته له شخصيا ولجميع العاملين في دائرة الافتاء التي تضم علماء اجلاء قدموا للوطن نتاج علمهم.
واعتبر الحسنات في تصريح خاص «للرأي» ان التكريم إنما هو تكليف لجميع العاملين في دائرة الافتاء من مفتين وباحثين شرعيين ليكون دافعًا في المستقبل لزيادة العمل والإنتاج، متأملا أن يكون الجميع في دائرة الافتاء أهل لهذا التكريم وأن يكون دافع وحافز للاستمرار في تقديم المنهجية العلمية الدينية الوسطية والتي تعبر عن روح الإسلام ووسطيته.
ونبه الى ان دائرة الافتاء وضمن الجهود التي تبذلها لبيان وسطية الإسلام تبنت منهجًا وسطيًا، يعبر عن جمال الإسلام وعن روح الإسلام، وأن تكون رسالتنا رسالة رحمة للناس، مبينا ان مرجعية العمل في الافتاء ترتكز على قول الله سبحانه وتعالى لما أراد أن يصف رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وصفها بقوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، ولما وصف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
وبين الحسنات ان دائرة الإفتاء العام تصدر يوميًا ما يزيد عن ألفي فتوى عبر جميع وسائل التواصل، ترتفع في أيام المناسبات مثل رمضان وأيام ذي الحجة التي فيها صيام ذي الحجة وفيها أحكام للأضحية وأحكام الحج، إلى 3000 يوميًا، وتقدم الدائرة فتاوى مباشرة، حيث بإمكان المستفتي أن يحضر إلى أي مكتب من مكاتب الإفتاء ويأخذ فتوى شفهية مباشرة، بالاضافة الى تقديم خدمة الفتاوى عبر الهاتف، ويوجد في الدائرا حاليا 19 خط لتجيب على المستفتين كما هناك خدمة الافتاء عبر رسائل SMS، وعبر الموقع الإلكتروني، وصفحات دائرة الافتاء على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وختم حديثه بتوجيه رسالة للشباب قائلا: إياكم ثم إياكم أن تغتروا بالشعارات البراقة، هنالك كثير من الشعارات التي ترفع الدين شعارًا ولكنها في حقيقتها قد تكون تسيء للدين، ابحثوا عن جهة مرجعية مشهود لها بين الناس، وأعتقد لو أنكم سألتم وبحثتم ونحن ها هي فتاوينا وها هي منشوراتنا موجودة لن تجدوا فيها ما يفتنكم عن دينكم، داعيا الشباب أن تكون دائرة الإفتاء العام بمشايخها ومفتيها وباحثيها هي المرجعية الوحيدة الدينية لهم، وان لا يلتفتوا لأي مرجعية دينية أخرى، وأن لا يلتفتوا إلى أي شعارات تحمل الدين، موضحا ان بعض الاشخاص الذين يريد تحقيق مآرب خاصة مستغلا عواطف الناس يعمل بالدين، داعيا الشباب للبحث والتعامل مع أصحاب التدين الحقيقي.
