في قلب مدينة القدس المحتلة، وفي تصعيد غير مسبوق، يتعرض المسجد الأقصى المبارك لهجمة شرسة من قِبل المستوطنين الإسرائيليين، الذين ينفذون اقتحامات متكررة لباحاته تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. تترافق هذه الاقتحامات مع أداء طقوس تلمودية علنية ومحاولات لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، بما في ذلك محاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد.
إن استمرار هذه السياسات لدولة الاحتلال يشكل تحديًا خطيرًا للسلام في المنطقة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فاعل لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، وضمان تحقيق السلام العادل والشامل.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة، تتجلى نوايا سلطات الاحتلال في تقويض فرص السلام العادل والشامل وفرض واقع جديد يتناقض مع القرارات الدولية. هذه التصرفات لا تقتصر على الاعتداء على المقدسات الإسلامية، بل تشمل أيضًا الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين، مما يعكس نية واضحة في تقويض فرص السلام.
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، وتغيير الطابع العربي والإسلامي للقدس، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة. وقد أدانت الأردن هذه الانتهاكات بشكل متكرر، محملةً دولة الاحتلال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويلعب الأردن دورًا محوريًا في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية التي أكدها الاتفاق الموقع بين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عام 2013. وتتولى وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، حيث تشرف على أكثر من 800 موظف يعملون في صيانة ورعاية المسجد الأقصى والمقدسات الأخرى.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، يقود الأردن جهودًا حثيثة في المحافل الدولية للدفاع عن القدس ومقدساتها، حيث نجحت الدبلوماسية الأردنية في استصدار قرارات من مجلس الأمن ومنظمة اليونسكو تؤكد على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، وتدين الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
إن استمرار هذه الانتهاكات يشكل تحديًا خطيرًا للوصاية الهاشمية ولدور الأردن في حماية المقدسات، مما يستدعي تحركًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا فاعلًا لدعم الجهود الأردنية في هذا الصدد، وضمان الحفاظ على هوية القدس العربية والإسلامية، ومنع محاولات تهويدها وتغيير معالمها التاريخية والدينية.