أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت ٧٨ شهيدا و١٦٩إصابات خلال الساعات الـ٢٤ الماضية جراء تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية، لترتفع حصيلة الإبادة المتواصلة منذ ١٩ شهرًا إلى 176,947 شهيدًا وجريحًا. فيما أصدر جيش الاحتلال مساءالاثنين، إنذارا للفلسطينيين للإخلاء «الفوري» لمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقال إنه يشن هجوما «غير مسبوق» في المنطقة.ودعا جيش الاحتلال المواطنين إلى التوجه نحو منطقة المواصي غربا، ليوسّع بذلك عمليات التهجير في القطاع، الذي يخضع أكثر من 80% من مساحته لأوامر إخلاء منذ أكتوبر الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت الوزارة في بيان الإحصائي اليومي، إن من بين الشهداء ٧ جرى انتشالهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا منذ 7 أكتوب 2023 إلى 53,977 شهيدًا و 122,970 إصابة.
واستُشهد أكثر من 50 فلسطينيا بينهم أطفال جراء القصف الإسرائيلي على غزة منذ فجر الاثنين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، ومنهم 36 في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج، وسط مدينة غزة.
ووثقت مقاطع فيديو مشاهد مروعة تظهر فيها الطفلة وردة الشيخ خليل وهي تحاول النجاة من بين ألسنة اللهب عقب الغارة الإسرائيلية على المدرسة.وحاصرت النيران الطفلة الصغيرة قبل أن تتمكن طواقم الخدمات الطبية بصعوبة بالغة من إنقاذها وهي على قيد الحياة.
وفقدت وردة والدتها و6 من إخوتها في المجزرة، بينما يرقد والدها في حالة حرجة داخل أحد مستشفيات المدينة.
وفي جباليا شمالي القطاع، أفادت مصادر طبية باستشهاد 19 فلسطينيا بعد أن استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباح الاثنين منزلا مأهولا بالسكان في المنطقة.وتمكن الأهالي وطواقم الإسعاف من انتشال جثامين الشهداء بصعوبة بالغة من تحت الأنقاض.
وأطلقت الأمم المتحدة تحذيرا إنسانيا جديدا بشأن الوضع في غزة، تزامنا مع بدء خطة إسرائيلية أميركية للسيطرة على توزيع المساعدات في القطاع.وقالت الأمم المتحدة إن «التدفق المحدود للإمدادات إلى قطاع غزة لن يوقف المجاعة»، مشيرة إلى أن القطاع بحاجة لدخول ما بين 500 و600 شاحنة يوميا لتوفير احتياجات السكان اليومية.
وأعلنت «مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة أنها ستبدأ نقل المساعدات إلى القطاع المحاصر الاثنين، وذلك بعد ساعات من استقالة رئيسها جيك وود.
وقال وود -وهو جندي سابق في المارينز- في بيان استقالته إنه لا يمكن تنفيذ خطة إدارة المساعدات في غزة مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد والنزاهة والاستقلالية.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية.
في السياق نفسه، أعلنت منظمة الصحة العالمية نفاد أغلب مخزونات المعدات الطبية في غزة.
وكانت إسرائيل قد أغلقت جميع المعابر ومنعت دخول الغذاء والدواء إلى غزة في الثاني من مارس/آذار الماضي، ثم تنصلت كليا من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي واستأنفت الحرب.
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة من خلال قصف مراكز الإيواء وتدمير ما تبقى من المباني وفرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، كان آخرها استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي «الدرج» وسط مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
واستنادًا إلى المعلومات الأولية التي وثقها المرصد الأورومتوسطي، شنّ الطيران الإسرائيلي ثلاث ضربات على مدرسة «فهمي الجرجاوي» الواقعة قرب شارع «الصحابة» في حي الدرج وسط مدينة غزة، والتي تُستخدم مأوى لمئات النازحين من شمالي القطاع ومدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة داخل الفصول الدراسية واحتجاز العائلات بداخلها، وأسفر عن استشهاد31 شخصًا، بينهم 18 طفلًا و6 نساء، تفحمت جثامين معظمهم بالكامل، فضلًا عن وقوع عدد من الإصابات والمفقودين.
وفي إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال «محمد المصري»، أحد الناجين من الهجوم: «في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قصفت طائرات الاحتلال المدرسة بثلاث قنابل على الأقل، كانت مدمرة وحارقة. اشتعلت النيران مباشرة في الصفوف بالطابق الأول، واحتُجز النازحون داخلها بعد أن أغلقت الأبواب بسبب القصف. كان أقاربي داخل الفصل يصرخون طلبًا للنجدة، ولم أستطع فعل أي شيء. حين وصل الدفاع المدني، كانت هناك جثث متفحمة وأشلاء في كل مكان. منذ الفجر ونحن نجمع الأشلاء، وما يزال هناك أشخاص تحت الركام حتى الآن.”
وأفادت النازحة «آلاء عودة»، التي أصيبت خلال الهجوم: «المدرسة كانت مكتظة جدًا بالنازحين لا سيما الأطفال والنساء الأرامل، خصوصًا بعد تهجير سكان شمالي غزة والشجاعية. كنا نتابع أخبار المفاوضات ليلاً، وفجأة ومن دون أي إنذار، قُصف الطابق الأرضي فاحترق بالكامل. وجدت نفسي فجأة تحت الركام، والنيران تشتعل من حولي، والناس يصرخون فوقي».
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف المدارس التي تؤوي نازحين، خصوصًا النساء والأطفال، لا يعد سلوكًا عرضيًا بل سياسة إسرائيلية متكررة ومقصودة، وتُشكّل أحد أوجه جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهرًا.
وفي ذات الليلة، وثّق فريق المرصد الأورومتوسطي قصف طائرات الاحتلال منزلًا للمواطن » أسامة عبد ربه» في «جباليا النزلة» شمالي غزة، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينيًّا، منهم أسرة مالك المنزل التي مسحت من السجل المدني.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يتوسع في القتل ضمن تصعيد واسع واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية في قطاع غزة، في إطار نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهرًا يتّسم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقومات الحياة، بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.