يرتقب أن يجري وفدان من روسيا وأوكرانيا في إسطنبول أول محادثات مباشرة منذ ربيع العام 2022 بشأن إمكان إنهاء الحرب المستمرة بين الطرفين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة اليوم الخميس، بينما امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحضور الى المدينة التركية.
على الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إنهاء القتال بسرعة، تبدو مطالب موسكو وكييف متباعدة.
- أراض لروسيا
طالبت روسيا مرارا بالاحتفاظ بالمناطق التي تحتلها في جنوب وشرق أوكرانيا، وبأن تتنازل كييف عن مزيد من الأراضي.
وتطالب موسكو كييف بالتخلي عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت ضمّها على رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل، هي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا. وتضاف هذه المناطق الى شبه جزيرة القرم التي كانت موسكو قد أعلنت ضمّها في العام 2014.
وطالب بوتين العام الماضي أوكرانيا بسحب قواتها من أجزاء من تلك المناطق التي لا يزال جيشها يسيطر عليها، كشرط أساسي لأي تسوية سلمية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد بأن الاعتراف بملكية موسكو لهذه الأراضي "ضروري" لأي مفاوضات.
وأكدت كييف أنها لن تعترف على الإطلاق بسيطرة روسيا على أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
لكن زيلينسكي قال إن كييف قد تضطر لمحاولة استعادة هذه الأراضي بالوسائل الدبلوماسية، مقرا فعليا بإمكانية احتفاظ روسيا بالسيطرة على بعضها في أي اتفاق سلام محتمل بين الطرفين.
- مطالب روسيا بشأن الناتو
تصرّ روسيا على رفض أي امكانية مستقبلية لانضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي، كما أعربت مرارا عن رغبتها في إبعاد زيلينسكي من منصبه.
لم تخف روسيا أن الخطوة الأخيرة كانت جزءا من أهدافها لدى بدء الغزو مطلع 2022، حيث دعا بوتين في خطاب متلفز جنرالات أوكرانيا إلى الإطاحة به في انقلاب عسكري وبدء محادثات مع موسكو.
وطرح الرئيس الروسي في آذار/مارس فكرة وضع أوكرانيا تحت "إدارة موقتة" مدعومة من الأمم المتحدة، وجدد بذلك دعوته إلى إقالة زيلينسكي.
دأب المسؤولون الروس طوال الحرب على الدعوة إلى "نزع السلاح" واقتلاع "النازية" من أوكرانيا، متهمين كييف بأنها تمثّل "نظاما نازيا جديدا".
ورفضت كييف والغرب وخبراء مستقلون هذه الاتهامات.
كما سعت روسيا مرارا الى تقليص عديد الجيش الأوكراني، وتريد إعلان أوكرانيا دولة محايدة ووقف تزويدها بالأسلحة من قبل الدول الغربية.
- ضمانات أمنية لأوكرانيا
يدعو زيلينسكي منذ أشهر إلى "ضمانات أمنية" لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام محتمل، تحول دون تعرّضها لهجوم روسي جديد في المستقبل.
يتمثل مطلبه الرئيسي في انضمام أوكرانيا إلى الناتو، أو أن تخضع أوكرانيا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف المتعلقة بالدفاع المشترك.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعبد انضمام أوكرانيا إلى الحلف، وهي خطوة تعدها روسيا "غير مقبولة".
عوضا عن ذلك، تدفع كييف نحو شكل آخر من الالتزام العسكري الغربي لردع موسكو.
تقود بريطانيا وفرنسا مناقشات حول احتمال نشر قوات أوروبية لضمان الالتزام بأي وقف لإطلاق النار. على رغم ذلك، يشدد زيلينسكي وكييف على ضرورة أن تحظى أي ضمانة أمنية تحصل عليها، بدعم من الولايات المتحدة.
وسبق لموسكو أن أكدت رفضها نشر قوات من دول الناتو في أوكرانيا تحت أي صيغة كانت.
- وقف إطلاق النار
يريد زيلينسكي وقفا فوريا وغير مشروط لإطلاق النار في البر والبحر والجو، وهو وافق على مقترح أميركي بهذا الشأن في آذار/مارس، لكنه لم يلق تأييد الرئيس الروسي.
بدلا من ذلك، أمر بوتين بهدنتين قصيرتين أولهما خلال عيد الفصح والثانية على هامش احتفال روسيا بالنصر على النازية في التاسع من أيار/مايو. انخفضت الهجمات الجوية خلال الفترتين، لكن أوكرانيا اتهمت موسكو بانتهاكهما مئات المرات.
في الخطاب الذي ألقاه في وقت متأخر نهاية الأسبوع الماضي، ودعا فيه الى محادثات مباشرة مع أوكرانيا، قال بوتين إنه لا "يستبعد" الاتفاق على شكل من أشكال وقف إطلاق النار بين الطرفين.