وزيرة التنمية: تعاظم الإنجازات الحقوقية لمصلحة الطفل
خبراء يدعون إلى تبني منظومة متكاملة لنجاح تنمية الطفولة
بدأت في عمان أعمال المؤتمر الوطني الثاني لتنمية الطفولة المبكرة بعنوان «الطفولة المبكرة، نمو آمن..تعلم دائم» الذي ينظمه المجلس الوطني لشؤون الأسرة بالتعاون مع منظمة بلان انترناشونال وبدعم من مؤسسة فان لير.
ويهدف المؤتمر الذي افتتحته وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى مندوبا عن رئيس الوزراء الى فتح مجال تبادل الخبرات وعرض التجارب وعوامل التقدم في مجال تنمية الطفولة المبكرة وتقديم التوصيات بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي، بمشاركة واسعة من خبراء ومختصين على المستوى الوطني والإقليمي والدولي ومن عدة دول عربية ودولية.
كما يهدف المؤتمر الذي سيستمر ليومين لعرض أولويات العمل الخاصة بمرحلة الطفولة المبكرة وترسيخ مفهوم النهج متعدد القطاعات لتنمية الطفولة المبكرة وإيجاد بيئات صديقة للأطفال ومقدمي الرعاية بما يتفق وقانون حقوق الطفل في الأردن.
وقالت بني مصطفى، إن أهمية المؤتمر وما يتضمنه من محاور وجلسات تأتي لمواكبة المستجدات المتعلقة بقطاع الطفولة والأسرة والنهوض بهما، مبينة أن الاهتمام بالطفولة المبكرة يعد استثمارا طويل الأمد في بناء مجتمع قوي ومزدهر.
وأشارت إلى تعاظم الإنجازات الحقوقية لمصلحة الطفل، حيث شهدت الفترة الأخيرة تشريع سلسلة من القوانين التي تمنح حقوقا عادلة وسوية لمصلحة الفئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع كالمرأة والطفل وذوي الإعاقة بعدالة واهتمام، ويعتبر سن القوانين والتشريعات التي تحفظ التوازن الأسري وتعمق الاهتمام في مجالات حقوق الطفل مساهما في إنشاء جيل واع متمتع بالصحة النفسية وبالحقوق الاجتماعية.
وأوضحت أن الأردن يعد من الدول التي حققت العديد من الإنجازات الكبيرة في مجال الطفولة ما وضعه في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال وما زالت الجهود مستمرة لتخطي جميع التحديات التي تواجهه.
من جهته، قال أمين عام المجلس الوطني لشؤون الأسرة الدكتور محمد مقدادي، إن هذا المؤتمر جاء كفرصة للتشارك في الرؤية والمسؤولية في دفع عجلة تنمية الطفولة المبكرة باعتبارها المحور الأساسي في رؤية التحديث الاقتصادي الأردنية 2022 التي وضعت الإنسان في صميم أولوياتها وأكدت أهمية بناء رأس مال بشري مؤهل ومتين كركيزة رئيسية لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، بالاضافة لرؤيتها في بناء منظومة تنموية تستثمر في المراحل الأولى من حياة الإنسان تحديدا في الطفولة المبكرة إدراكا لما لهذه المرحلة من أثر عميق على تشكيل القدرات الذه?ية والمهارات السلوكية والاجتماعية التي تؤهل الأطفال ليكونوا فاعلين ومنتجين في المستقبل.
وبين مقدادي أنه وتماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي للأعوام 2023-2033، تم تكليف المجلس بإعداد «السياسة الوطنية لرعاية الطفولة المبكرة» كجزء من اتفاقية التعاون بين الحكومة الأردنية والبنك الدولي تحت إشراف اللجنة الوزارية لتمكين المرأة مع المؤسسات الوطنية من وزارات ومنظمات المجتمع الدولي والمحلي إلى جانب أعضاء الفريق الوطني لتنمية الطفولة المبكرة الذي تم تشكيله خلال 2018 بهدف تطوير منظومة شمولية ومتكاملة ترتكز على مبادئ الرعاية الشاملة والتعلم المبكر والصحة النفسية والاجتماعية وتم تصميم هذه المنظومة لتواكب الت?جهات الاستراتيجية لرؤية التحديث الاقتصادي.
بدوره، أكد مدير وحدة متابعة الأداء الحكومي والإنجاز في رئاسة الوزراء الدكتور رأفت الدعسان أنه بحلول عام 2033، مـن المؤمل أن يكون لدى جميع الأطفال في الأردن نظام متكامل ومنصف وعادل يتمحور حول الطفل لتطوير الرعاية الصحية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، في إطار الحوكمة الفعااـة لتمكينهم من إطلاق العنان لقدراتهـم وإمكاناتهم والقـدرة على التكيف وجعلهم مواطنين إيجابيين وسعداء ومنتجين.
وأشار الى أن هذا القطاع يتسـم بالتعامل مــع مرحلة حساسة في رحلـة النمو، حيث أن 85 بالمئة مـن نمو مقـدرة الدماغ تكون قبل عمر ثلاث سـنوات، موضحا أن الخدمات التي يتطلبها هذا القطـاع ليست متاحة على نطـاق واســع وهي مجزأة إلى حد كبير وغير كافية ومتباينة فـي الجودة وأحيانا لا تتناسب مع دخل الاسرة، حيث أن هناك حاجة لتحسين البيانات وتوظيف القوى العاملة والتدريـب وتوحيـد المرجعيـات والحوكمـة والتواصل والتوعيـة والترخيـص والبرامـج التربوية المخصصـة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد خبراء ومختصون على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في جلسة حوارية، خلال المؤتمر، على أهمية تعزيز برامج تنمية الطفولة المبكرة وربطها بالسياسات الوطنية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، داعين إلى تبني منظومة متكاملة لنجاح هذه البرامج تبدأ بالطفل نفسه وتستمر بتعزيز قدرات مقدمي الرعاية وتمكين المجتمعات، وصولًا إلى تبني سياسات عامة داعمة وشاملة.
وقالت المستشارة الاجتماعية والاقتصادية، المهندسة شيرين العبادي، إن «مسح دخل ونفقات الأسرة في الأردن، الذي أُجري آخر مرة عام 2017-2018، قدم لنا نتائج مهمة جدًا، أهمها أن عُشر السكان الأقل إنفاقًا هم أسر أكبر حجمًا، وفيها نسبة أعلى من الأطفال، ما يعني أن عددا جيدا من أطفال الأردن يعيشون ضمن أسر ليست قادرة دائما على تلبية احتياجاتها الأساسية».
بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية للبرامج في «فان لير»، رشدة مجيد، أن تحقيق بداية جيدة في حياة الطفل يتطلب توفير مجموعة من السياسات والخدمات الشاملة، مشيرة إلى أن صحة الطفل تبدأ من رعاية الأمهات قبل الولادة، وتمر عبر رعاية حديثي الولادة، والتطعيمات الأساسية، وصولا إلى دعم الصحة النفسية للأهل، مع ضرورة توفير مياه نظيفة وشبكات صرف صحي ونظافة عامة.
وأكدت المديرة القُطرية لمنظمة بلان إنترناشونال، حميدة جهامة، أن من أهم ما يميز عمل المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية هو التزامها الدائم بربط مشاريعها وتدخلاتها بالرؤى الوطنية القائمة. وقالت: «في ظل شح التمويل والتغيرات العالمية التي نشهدها جميعا، أصبح من الضروري أن ننظر إلى الاستدامة كجزء أساسي من عملنا وكركيزة لكل ما نقوم به، سواءً في مرحلة التخطيط أو التنفيذ».