عمان - رويدا السعايدة وغدير السعدي
لم ينسَ الشباب، كعادتهم في مكارم الأخلاق، أن يخصوا الرأي في عيدها بالتقدير والثناء عليها وعلى الأدوار التي اضطلعت بها على مدار خمسين عاماً من عمرها الذي هو جزء من تاريخ هذا الوطن الأعز.
وهم لم يتركوها تحتفل بعيدها الذهبي، وهي الشاهدة على عظمة هذا الوطن وذاكرته الحية على مدار خمسة عقود، أمضتها، وستمضيها سادناً للحق والحقيقة، ومنافحة عن الوطن وحارسة لأحلام أبنائه وآمالهم ومعاناتهم وقضاياهم وهمومهم.
فسطر عدد من ناشطيهم كلمات في استذكار الرأي ومآثرها وأمنياتهم لها وتمنياتهم عليها، فغمّروها بصادق المشاعر التي تعبر عما يكنّونه لها من حب وإكبار وإجلال..
للشباب حصة فيها
ويؤكد الشاب ابراهيم القرالة أن مرور خمسين عاما شكلت فيها الرأي أنموذجا إعلاميا مميزا في عالم الصحافة.
ولم يكن هذا التميز فقط على الصعيد المحلي بل تخطته لتكون صحيفة مميزة عربيا شكلت قصة نجاح على مدار العقود الماضية التي كانت مليئة بالتميز والعطاء والمهنية الصحفية والاعلامية في خدمة الوطن والمواطن.
ويشدد على أن الرأي شكلت منارة في فضاء الإعلام الأردني وكانت السباقة في تغطية الأحداث المحلية والدولية وتسليط الضوء على هموم المواطن الأردني ونقل صوته لصناع القرار.
وينبه القرالة إلى تركيز الصحيفة على الإنجازات وقصص النجاح من شباب الوطن، فكان لها الأثر الإيجابي بتسليط الضوء على الآلاف من قصص الإبداع والتميز لشباب وشابات هذا الوطن في مختلف المجالات العلمية والأكاديمية والريادية وأعطت مساحة كبيرة لهم بتخصيص ملحق خاص للشباب يسلط الضوء على مشاكلهم وإبداعاتهم والمواضيع التي تهمهم، فكانت وما زالت منبرا حرا تمثل صوت الوطن والمواطن وشبابه المعطاء.
ويرى القرالة في صحيفة الرأي قصة مسيرة وعطاء وقصة نجاح مميزة، وضعت الأردن على خريطة الصحافة العربية والعالمية..
إذ كانت الصحيفة الحاضنة لعديد من الكتاب والقراء من مختلف الأطياف، لتكون ذلك المنبر الحر على الدوام، شعارها المصداقية في نقل الخبر، ولتكون صحيفة الوطن والمواطن الأولى، تواكب كل ما هو جديد..
فقد كانت الرأي على الدوام ينبوعا لا ينضب من المعرفة والثقافة والخبر حتى أصبحت جزءاً من ثقافة المواطن الأردني المتابع لها ورقيا أو إلكترونيا.
ولا ينسى القرالة أن الرأي كانت من الصحف المطبوعة السباقة التي واكبت التقدم التقني وأطلقت نسختها الإلكترونية عبر موقعها الالكتروني في وقت مبكر، لتواكب التقدم في تحول الصحافة من صحافة مطبوعة إلى صحافة رقمية..
حيث شكلت الرأي بمواضيعها ومقالاتها وأخبارها مرجعا للعديد من الصحف الإلكترونية الأخرى، وبقيت رمزا للمهنية الإعلامية والحرفية في نقل الخبر ومساحة للرأي الحر، والمرجع الأول للعديد من القراء، وبخاصة في ظل اكتظاظ عالم الإنترنت من الصحف الرقمية التي كثير منها لا يمارس المهنية في عملها الصحفي..
وهو يأمل أن تبقى الرأي على الدوام نجمة مضيئة في سماء الأردن تضيء على هذا الوطن بالكلمة الحرة والانجازات والنجاح والتميز والعطاء.
على رأس الحدث
الشابة دعاء الرواشدة، خريجة هندسة شبكات في الجامعة الهاشمية، ترى أنه مما لا شك فيه أن الرأي مؤسسة إعلامية راسخة وقد كانت، وما زالت، كوكبا دريا في الفضاء الإعلامي.
وهي تتمنى لها، بهذه المناسبة، أن تظل على الدوام على ما عوّدتنا عليه؛ على رأس الحدث ومصدر الخبر اليقين.. موضوعية في الطرح محايدة في نقل الرأي، تقف من النقيضين على مسافة واحدة.
وتأمل أن يكون همّها «الارتقاء بالمجتمع» من خلال إتاحة المعلومة الصحيحة المفيدة و«الذود عن العقل الجمعي من آفة الخبر الكاذب والإشاعة المضللة».
الرأي تستحق الدعم
الناشط الشبابي فيصل صويص يقول إن الرأي هي «مسيرة عطاء من جيل إلى جيل»، ويلفت إلى أنه اختار هذا العنوان الذي اختاره عميد الرأي الأستاذ محمود الكايد حينما طلب من الأساتذة عبدالله حجازي والمرحوم حازم مبيضين ورمضان الرواشدة وباسل الرفايعة عام ١٩٩٦ إصدار كتاب بمناسبة عيد الرأي الـ ٢٥».
ويشير صويص إلى أنه، في عيد الرأي الخمسين، هذه الصحيفة ليست فقط مجموعة من الحروف والكلمات التي تطبع لنا مع فجر كل يومبل هي خيمة الصحفيين وبيت الثقافة والخبرة وعنوان للقلم الحر والمواقف الوطنية.
ويستطرد بالقول «فمنذ ولادتها وانطلاقتها ب ٢ أيار عام ١٩٧١ خاضت الرأي معارك فكرية شرسة ضد من كانوا يحاولون النيل من الدولة الأردنية و مع مرور الأيام والسنوات استطاعت أن تكون رقماً صعباً في عالم الصحافة على الصعيد المحلي والعربي والعالمي ونقلت صوت الأردن ووقفت إلى جانبه بالسراء والضراء في انجازاته وتحدياته وكانت عنوانا حقيقيا للعروبة».
الرأي كما يراها صويص، خرّجت العديد من أهل الصحافة والإعلام والسياسة وتطورت مع تطور الأيام فأنشأت صحيفة الـ«جوردان تايمز» الناطقة بالإنجليزية وأصبح لديها مركز تدريب متخصص وموقع الإلكتروني وتنوع كبير وغني في محتواها وأعدادها، وأصبح كل قسم فيها مثل غرفة العمليات يحاول العاملون فيها الحفاظ عليها بكل الوسائل لتبقى عند ثقة الأردنيين.
ويرفع صويص الصوت عالياً في عيدها الـ٥٠ مع كل الأردنيين ليقول للحكومات إن الرأي، كما شقيقاتها من الصحف الأردنية، تعاني اقتصادياً، وعليكم أن تتحركوا فوراً لمساعدتها..
فـالرأي وكل الصحف الأردنية وقفت معنا و مع هذا الوطن وكانت عند حسن الظن، «والواجب الوطني والأخلاقي اليوم أن نقف معها ونساعدها لتبقى نجمة ساطعة في عالم الصحافة ومنبراً حراً يقف مع الوطن وينقل نبض الشارع كما هو ».
ويوجه في عيد الرأي تحية أردنية للآباء المؤسسين الذي تعبوا لتصل لهذه المرحلة المتميزة و«تحية لجميع الزملاء والزميلات الذين يقدمون جهدهم ووقتهم من أجل أن تستمر مسيرة الرأي بنجاح وتألق وإبداع».
تطور مأمول
الشابة رنيم الدويري باحثة دكتوراه صحافة وإعلام بجامعة القاهرة، تأمل أن تعمل الصحيفة على مواكبة التكنولوجيا الحديثة والاستفادة مما تتيحه من تسهيلات للعمل الصحفي وتدريب الصحفيين واستقبال وجوه جديده من الصحفيين الجدد المواكبين للتطبيقات وأسس النشر عبر الإعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، كل هذا من خلال أجهزتهم الذكية.
وهي تعي أهمية ابتكار أنماط جديدة للإعلان وتطوير موقعها الإلكتروني والاقتراب من التفسير والتحليل والتحقيقات الصحفية، التي نجدها نادرت في المواقع الالكترونية.
وتطمح أن تقتنع إدارات الصحف بما تحمله التكنولوجيا من فرص للصحف الورقية والحفاظ على حصتها الإعلانية وسط سوق من المنافسة؛ إلى جانب ذلك الاقتراب أكثر من هموم المواطن وإعطائه فرصة المشاركة في صناعة الخبر.
صحيفة الرأي من وجهة نظرها، كانت وما تزال ناقلة لهموم المواطن الأردني، و«نأمل لها الإبداع وتطوير نفسها ودعم صحفييها والعاملين لديها لصناعة صحفيين متمرسين قادرين على تحقيق نقلة نوعية وتحقيق تعايش بين القديم والجديد والتقليل من الأعباء المالية».
قراءة الجريدة في كل صباح سيبقى له نكهة مميزة
الشابة فيّ الصرايرة، طالبة هندسة ميكانيكية في جامعة مؤتة، تعتقد بأنه في الوضع الراهن أصبح الإعلام الكتروني مؤثرا جدا أكبر بمدى أوسع مما كان عليه قبل ١٠ أعوام، لكن ما يميز الصحف مثل الرأي، هو المصداقية وجودة المعلومات.
ولا تنكر مدى وعي المواطن الأردني في عملية تحليل الخبر ونسبه تحت قائمة الإشاعات أو الأخبار المغلوطة والقديم منها، لكن هذا الشيء هو ما يميز الجريدة اليومية بأن هنالك كادرا بأكمله يعمل على التحقق من هذا الشيء من رئيس التحرير إلى الكاتب والمحلل والصحفي، فالكل يعمل تحت اسم واحد وسقف واحد لإخراج الخبر بأحسن جودة و لقراءة أكتر متعة بدون أي ملل او تكرار».
وهي تتمنى لـالرأي المئوية، لأنه مهما أحدث التطور التكنولوجي من تغيرات على حياتنا كشباب، فقراءة الجريدة ومطالعة الأخبار في كل صباح سيبقى له نكهة مميزة لا يمكن للتكنولوجيا ولا حتى الإعلام الإلكتروني تقديم شيء مشابه.
الرأي شعار المصداقية
الدكتور حمزة المبيضين يقول أن خمسين عاما من العطاء والجهد والإبداع في نقل الأخبار المحلية والعربية والدولية، كانت ولا زالت الرأي تحظى باهتمام جميع المؤسسات والفعاليات الشعبية والشبابية لما تملكه من تطور في صياغة الأخبار وتناولها للمواضيع المختلفة التي يحتاجها ويتابعها المواطن الأردني..
فلاحظنا جميعا التطور الذي يطرأ على الرأي فأصبح هناك اهتمام في عدة زوايا ومنها القطاع الشبابي وإنجازاتهم وأيضا المجال الريادي الذي أصبح محط اهتمام المجتمع.
وهو يشير إلى أن الرأي توفر كل سبل الدعم لتطوير الإعلام ورفده في الخبرات، ومن هنا «نقول لكم أنتم الذين سطرتم الريادة التي سار عليها من جاء من بعدكم وأن الريادة ليست بالأجهزة والمعدات، وإنما أيضا الريادة بالإنسان المخلص والمعطاء».
ويتمنى على الرأي المعطاءة في ظل صراع الإعلام الإلكتروني، أن تحافظ على هذا التطور لما تملكه، من نقل لأخبار دقيقة بعيدة عن الإشاعات التي نلاحظها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإن الثقة بهذا الصرح الاعلامي تزاد يوما بعد يوم لما تنقله من أخبار دقيقة وواقعية.
ويتابع: الرأي، عندما نقول هذا الإسم، فنحن نقف احتراما أمام قامة وطنية إعلامية بامتياز عاصرت النهضة التي حصلت في الدولة الأردنية بجميع مجالاتها وكانت العين والخبر الموثوق طيلة هذه السنوات والعقود.
فـ الرأي بتقديره، «استطاعت بالشفافية والنزاهة والموضوعية أن تنقل الخبر والصورة كاملة، دون أي توجهات، للشعب الأردني، وهذا ما جعلها قريبة من قلوبهم ورفيقتهم اليومية في قهوة الصباح والمصدر الموثوق للخبر والاحداث التي تجري من حولها»
واستطاعت ان تعاصر خلال ٥٠ عاما بظل القيادة الهاشمية من جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه الى جلالة الملك عبدالله الثاني،النقلة النوعية التي قام بها الهاشميون للسعي نحو أردن افضل وبلد معروف بدبلوماسيتيه وجماله وتواضع عائلته الحاكمة بين شتى البلدان وفي ظل ما نعيشه من تشويه لنقل الصورة الحقيقة ومن تضليل إعلامي».
ويأمل المبيضين من الرأي أن تبقى على العهد كما عرفها الأردنيون دوماً؛ بيت الخبر الموثوق ومصدره الصحيح والأساسي وأن تسعى لتواكب التطورات العصرية في مجال الإعلام وأن تبقى دوماً كما عرفناها دامجة لفئة الشباب في عملية صنع القرار وفي عملية نقل الصورة الاعلامية بأياد شبابية يواكبون التطور ويجارون عصر السرعة بأفكارهم في هذا المجال وقدراتهم.
