#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }
#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }

التعليم عن بعد..جردة حساب

تاريخ النشر : الأربعاء 10:00 16-12-2020
2230

ضربت جائحة كورونا مختلف القطاعات الحيوية محلياً ودولياً، وفي مقدمها قطاع التعليم بشقيه الجامعي والمدرسي، ما أجبر الجميع ودون سابق إنذار على الولوج الى نظام التعلم عن بعد، بكل تفاصيله الشائكة دونما أدنى استعداد كاف.

دخل قطاع التعليم المدرسي في الأردن تجربة التعلم عن بعد، تحت وطأة الاجراءات الاحترازية الطبية لمواجهة الجائحة والحد من انتقال العدوى بين الطلبة، خصوصاً وأن اعددهم كبيرة، ما يؤشر على مكمن الخطر في حال استمر التعليم الوجاهي.

تداعت الجهات المعنية بالتعليم في القطاعين العام والخاص، وشحذت الهمم لمعايشة تجربة جديدة، وبذل كل طرف قصارى جهده بغية الاندماج والاشتباك الايجابي مع هذه المرحلة ومتطلباتها.

وما أن بدأت رحلة التعلم عن بعد، حتى بدأت التحديات تظهر تباعا أمام جميع الأطراف خصوصا في ظل عدم توفر البيئة الملائمة لمثل هذا النوع من التعليم، ما شكل عائقا أمام تحقيق الأهداف التعليمية والوصول إلى تعليم نافع وذي جودة.

تجربة ليست بالقصيرة منذ بدء تطبيق نظام التعلم عن بعد، كانت حصيلتها وفق خبراء ومختصين ومعنيين تحديات كبيرة ومتنوعة من الصعب تجاوزها في ظل ضعف الامكانات التقنية والمالية والمهارية، وعدم الاستعداد الأمثل لمثل هذه التجربة الاستثنائية.

ويبقى ملف التعلم عن بعد بحسب خبراء ملفا جدليا وشائكا، له مؤيدوه ومعارضوه فمنهم من يرفضه بشكل كلي، وآخرون يرون أنه تجربة مفيدة ونوعية تسهم في وضع لبنة اساسية للتحول مستقبلا الى التعليم الالكتروني بالكامل في حال جرى الاستعداد له بشكل مخطط له.

التجربة مستمرة منذ الفصل الثاني من العام الدراسي الفائت والتحديات مازالت تعيد انتاج نفسها، وتبقى العائق الابرز في وجه نجاح هذه التجربة برغم محاولات الجهات المعنية في القطاع تجاوزها او الحد من تبعاتها السلبية.

اثار نفسية وصحية، واجتماعية ومالية خلفتها تجربة التعليم عن بعد على أطراف المعادلة التعليمية، ما قلل من نجاحاتها، في ظل مطالبات متكررة ومستمرة بضرورة العودة الى التعليم المباشر بشروط صحية صارمة، كونه الخيار المفضل والأكثر فائدة لجودة العملية التعليمية وفق الخبراء.

التجربة مستمرة بحلوها ومرها، ولم تحظ بالتأييد أو المباركة من جميع الأطراف، لكن لا يمكن إنكار انها لم تكن خياراً، بل ضرورة فرضت على الجميع في ظل ظروف كورونا الاستثنائية، الأمر الذي يتطلب التعايش معها لحين عودة الحياة إلى طبيعتها.

الرأي حاولت البحث في تفاصيل التجربة، مع جميع أطراف المعادلة التعليمية، بغية التوصل إلى مؤشرات تقييم هذه التجربة، وتسليط الضوء على مكامن الخلل والقصور ومحطات النجاح التي لم تغب عن المرحلة رغم استثنائيتها.

تقول الخبيرة الأسرية والتربوية الدكتورة سعاد ملكاوي انه: «لضمان الهدف المنشود، وهو استمرارية التعلم وعدم انقطاعه، فقد كانت الحاجة ماسة للحفاظ على صحة ابنائنا الطلبة بفرض هذا النوع من التعليم (عن بعد) والذي يتماشى مع ظروف جائحة كورونا».

وتشير في تصريح الى الرأي الى أنها تعد سابقة بالنسبة للمجتمع الاردني حيث من المعتاد ان المدارس مفتوحة، وان التعليم الوجاهي هو المتوفر لكن، اختلفت الظروف بحيث شكلت إرباكاً كبيراً لأهالي الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة معاً.

وتقول ان أكثر من 70 دولة من دول العالم تداعت لعقد مؤتمر عن بعد بتنظيم من اليونسكو لدراسة سبل ضمان استمرارية التعليم عبر العالم بسبب انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19» المستجد.

ووفق ملكاوي «من خلال خبرتي التربوية والتعليمية وما نشرته من أبحاث حول الموضوع أرى أن تطبيق التعلم عن بعد في المنازل خلال جائحة فيروس كورونا «كوفيد19» ما زال يشكل صعوبةً لدى العديد من الطلبة في الأردن، وهذه الصعوبات تعود لأمور تقنية أو فنية تتعلق بالتعلم عن بعد، أو بالجوانب الأخرى مثل عدم توفر الأجهزة الإلكترونية الكافية عند معظم الطلبة.

وتقول ملكاوي ذلك لتدني المستوى المالي لبعض الأسر وانشغال أولياء الأمورعن متابعة أبنائهم، إما بسبب ظروف العمل والضغوطات التي افرزتها الجائحة، أو بسبب قلة الخبرة التدريسية لهم، فضلا عن الظروف الاجتماعية لبعض الطلبة، والتي تشكل عائقاً أمام تعلمهم، مثل الخلافات الأسرية وحالات الطلاق وغيرها، وكذلك صعوبات التعلم عند ذوي الحاجات الخاصة، والفروقات الفردية بين الطلبة».

وترى أن الحاجة ماسة لتجاوز التحديات وتخطي الصعوبات التي تواجه الطلبة في تطبيق هذا النوع من التعلم، من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية مع القطاع الخاص لتدارك النواقص في البنية التحتية في مجال التعلم، والتي لم تحسب حساباً مسبقاً للظروف الطارئة ومنها جائحة كورونا.

ووفق ملكاوي اثبتت الدراسات والأبحاث التي تم دراستها على المجتمع الاردني بأن الطلاب لم يثقوا بالتعليم عن بعد عبر المنصات الالكترونية، وأنهم فضلوا التعلم الوجاهي المباشر بحكم التعود عليه، ولخلوه من المشكلات التي رافقت التعليم عن بعد وخاصةً في بداية الجائحة.

وتلفت إلى لجوء العديد من الطلبة لطلب مساعدة الأهل في فهم المواد التعليمية وابتعادهم عن التعلم الذاتي لتفكيرهم بالتحصيل الكمي وليس الكيفي، فضلا عن أن بعض الطلبة لم يلتحقوا بهذا النمط من التعليم بسبب إمكانيات أسرهم المادية الضعيفة التي لا تمتلك ثمن الأجهزة الذكية او الاشتراك بخدمة الانترنت.

وتلفت الى ان هناك بعض الطلبة الذين يعانون من صعوبات واضحة في التعلم لم يجدوا في المنصات ما يحقق لهم حاجتهم مع عدم تخصص الأسرة وخبرتها في المجال التعليمي.

وبحسب الدكتورة ملكاوي «مثلما عانى الطلبة مع هذا النوع من التعليم وواجهوا تحديات إزاءه، كذلك لم يتفاعل المعلمون والمعلمات مع هذا النوع من التعليم وذلك بسبب ظروف كثيرة وعديدة أبرزها» ضعف الخبرة التكنولوجية والأكاديمية لهذا النوع من التعليم عند بعضهم، صعوبات في انقطاع شبكة الانترنت، الاعتماد على المنصات التعليمية بشكل مباشر».

هذا الامر وفق ملكاوي أفقد بعض المعلمين القدرة على العطاء واللجوء للنماذج التعليمية التعلمية الجاهزة، وضعف التواصل مع الطلبة واولياء أمورهم، وكان لظروف الحظر الشامل دور سلبي كبير واضح الذي أدخل الطلبة ومعلميهم في حلقة مفقودة، يضاف إلى فقدان البنية التحتية التعليمية لهذا النوع من التعليم أيضاً.

وترى أن أولياء الأمور والأسرة الاردنية بشكل خاص والتي يتواجد لديها طلبة في المدارس والجامعات عانت من ظروف جائحة كورونا، والتي انعكست سلباً على ظروف التعليم، بحيث شكلت هماً وارقاً دائماً عند معظم الاهالي لعدم تعودهم من جهة على هذا النوع من التعليم والصعوبات التي يتضمنها.

وتقول ملكاوي إن هذه التحديات ترجع إلى جملة من الأسباب المتحورة حول ضعف الإمكانات المادية لغالبية الأسر في الأردن، بحيث يتعذر شراء المزيد من الاجهزة الإلكترونية التي يتطلبها هذا النوع من التعليم، وضعف الخبرة في المتابعة والإشراف والتدريس شكل ذلك فجوة واضحة بينهم وبين أبنائهم داخل المنزل لأنهم ليسوا مختصين بالمجال التدريسي.

وتكمل «يضاف إلى ذلك التوتر النفسي الواضح جراء الحظر الشامل، والذي افرز مشكلات وعدم الاتزان في مفهوم الطمأنينة الاسرية لأفراد العائلة والثقافة المجتمعية في الزاوية التعليمية لدى معظم الاسر الاردنية وثقتها بالتعليم الوجاهي على اي نوع آخر من التعليم، حيث تحول التعليم إلى البيت بدلاً من المدرسة ما شكل عبئاً واضحاً على الأهل بجانب وظيفة الاسرة الأساسية.

وجهة نظر معلمين

في الوقت الذي يؤكد فيه معلمون محدودية نجاح التعلم عن بعد وأنه لا بد من العودة الى التعليم الوجاهي، يرى اخرون انها تجربة مفيدة ويجب البناء عليها كونها أثبتت وجودها في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

ويبرر معارضو التعلم عن بعد، موقفهم المضاد، بأن التعليم المباشر هو الأساس في تجويد العملية التعليمية خصوصا في المواد العلمية، فضلا عن اسسه القائمة على ضبط العملية التعليمية وايصال المعلومة للطالب بأفضل السبل وأقصرها.

ويقول استاذ الكيمياء عامر مكاوي من مدرسة الأمير الحسن الثانوية بالكرك إن عملية التعلم عن بعد غير ناجحة ابدا فمادة الكيمياء، إذا لم تدرس بالمختبر فلن يفهم الطالب.

ويضيف في تصريح الى $ إذا لم يكن هناك دراسة وجاهزية للفصل الثاني، وبدء الدراسة وجاهيا، فقد ضاع عليه عام كامل، وسأعيد تدريس الطالب من جديد، ولن اتابع معتمدا على ما قدم على المنصات، بل سأتابع من عند توقف الطالب في الدراسة الوجاهية.

ويؤكد أن المواد العلمية تحديدا تراكمية، وتعتمد على ما أعطي في السنوات السابقة، فإذا ترفع الطالب بشكل تلقائي العام المقبل لن يكون لديه أدنى علم عن معلومات الصف السابق.

ويشير الى أن مادة الكيمياء تحتوي معادلات رياضية، وكذلك الفيزياء، لهذا سأضطر لأن اشرح للطالب أساسيات الرياضيات والفيزياء والكيمياء لتوفير المعلومة مما سيضعنا تحت ضغط كبير.

ويقول مكاوي انه عند عودة الطلبة للدراسة الوجاهية، لابد أن تعتمد الخطة التأهيلية على أن تكون الخطة الدراسية فصلا كاملا، تغذية راجعة للمواد وليس اكمال المنهاج من عند النقطة التي توقف الطلاب عليها خلال عملية التعليم عن بعد.

ويلفت مكاوي إلى تحسن الطلاب في المواد العلمية كما ذكر سببه حل الآباء الاسئلة عن أبنائهم. ويبين أن الطلاب الذين يتابعون العملية التعليمية حاليا هم فقط طلاب المرحلة الأساسية لأنهم يخضعون لمتابعة الأهل أما المراحل الثانوية فلا يتابعون.

ويتابع كوني أدرس الصفوف من عاشر حتى التوجيهي، يوجد في مدرستي 350 طالبا، يتابع منهم الدروس 40 طالبا، فهؤلاء الطلاب يحتاجون للمتابعة من قبل الأهل.

ويشير إلى أن الطلاب أصابهم الملل، فإذا لم يذهب الطالب إلى المدرسة، ويلعب في الساحة، ويركض ويبذل طاقة، فلن تتفتح مداركه مع التعلم عن بعد.

وانتقد مكاوي أسلوب الشرح في المنصات الذي لا يراعي الفروقات الفردية، ولا المجتمعية، قائلا: فعلى سبيل المثال اللغة الانجليزية للصف الخامس تتحدث المعلمة فقط بالإنجليزية، كأنها تخاطب طلاب مدرسة دولية، وتتناسى أن المستوى التعليمي لطالب الكرك والطفيلة يختلف عن طالب عمان.

ويتوقع أنه إذا استمر التعلم عن بعد في الفصل الثاني فإنه سينتج جيلا مدمرا، لايعرف القراءة والكتابة، وحتى الحساب، باستثناء قلة قليلة خضعوا لمتابعة الأهل.

ويقول أستاذ اللغة الإنجليزية في مدرسة كفر سوم الثانوية شريف أبو علوش انه: «لا يوجد بديل للعملية التعلمية في ظل الجائحة، لذلك لابد أن يكون هناك اجتهاد شخصي من قبل الطالب والأهالي والمعلمين قدر الإمكان حتى تمر هذه المرحلة».

ويتوقع ابو علوش أن مستوى الطلاب الدراسي سيكون عند عودتهم متدنيا جدا، وهذا ما نلحظه على الطلبة من الأقرباء فقد تراجع مستواهم الدراسي كثيرا.

ويقترح في الخطة التأهيلية أن يتم تدريس المادة العلمية مجددا، وزيادة وقت الحصة الدراسية لأن الطالب لم يستفد أبدا من الدراسة على بعد والطلاب الذين استفادوا لا تزيد نسبتهم عن 20%.

وتقول الأستاذة في أصول التربية الدكتورة لانا السميرات إن التعلم عن بعد هو إحدى الطرق التي يتم من خلالها الوصول الى المعرفة حينما يتعذر الحضور المباشر للإنسان في المكان المخصص للتعلم او المؤسسة التعليمية.

وتضيف في تصريح الى $ أن التعليم عن بعد موجود منذ زمن بعيد، ومعتمد ما قبل جائحة كورونا لدى العديد من الدول، والتعلم الالكتروني اصبح امرا واقعا وحتميا، ولا بد من تقبله وتطويره باستمرار والتعامل معه في ظل الانتشار الكبير للتقنيات.

وتكمل وفي ظل ظهور ما يسمى بالعقل التقني للمتعلم فان تقييم عملية التعلم عن بعد حتى تكون واقعية وتصيب الواقع بشكل كبير يجب ان ترتبط بعملية تقييم التعلم في الاردن اضافة الى تقييم آليات التقنية المستخدمة والبنى التحتية.

وبينت أن الاولى بحاجة الى الكثير من الجهد والتطوير ضمن العديد من السياسات والخطط التربوية اما الثانية فهي تعتمد على مدى الاستعداد المادي والقدرات التقنية للمؤسسات والطلبة الذين يعتمدون هذا النوع من التعلم.

ووفق السميرات فإن الفشل متعلق بالاستعداد أكثر مما هي ثغرات، ولا يمكن انكار دور التعلم المباشر لان العملية التربوية لا تقتصر فقط على نقل المعرفة البحتة، إلا انه لا يمكن انكار دور التعلم عن بعد، إن تم ضبط ادارته والاستعداد الواقي له في انقاذ عجلة التعليم في الظروف الطارئة.

وترى ان التعلم عن بعد بحاجة الى اعداد وتدريب الكوادر ضمن خطط مخصصة لهذا التعلم وبحاجة الى توفر البنى التحتية والتقنية اللازمة للتعلم.

وتشير الى أن التعلم عن بعد يضعف التواصل الاجتماعي، والنشاط البدني، إلا انه يشرك الاسرة في متابعة الأبناء اكثر من قبل، ويجعل الأهل شركاء في التقييم، ومعرفة سلوك ابنهم، ومستواه الفعلي، إلا أن زيادة هذه الأعباء قد تؤثر سلبا على استقرار العلاقة في البيت بين الاهل واطفالهم، وتزيد من ضغط العلاقة داخل الأسرة الواحدة لاسيما في ظروف انشغال الأم العاملة.

وتلفت الى أن التعليم عن بعد يخضع لكافة مراحل العملية الإدارية. وتقول إن متابعة عملية التعلم عن بعد ومراقبتها اسهل للإدارة من التعلم المباشر، وهذا يعتمد على امكانيات المنصات المستخدمة.

وبحسب سميرات فإنني كمديرة مدرسة، أحضر يوميا العديد من الحصص، وأقيّم اداء المعلمين والطلبة، وأجهز كامل التقارير اللازمة واتابع ملاحظات أولياء الأمور، وأعد الخطط العلاجية لاي مشكلات تواجهنا كما هو الحال في التعلم المباشر.

وحول المنصة المعتمدة تقول انها منصة حية حيث يتفاعل المعلم مع طلبته حسب جدول الحصص الاعتيادي من الساعة ٨ صباحا وحتى الواحدة ظهرا مع اعطاء الطلبة فترات للاستراحات.

وتكمل إننا نستخدم الألواح الصفية، ونسأل الطلبة ونناقشهم ويسألوننا، وتسير العملية التعليمية بشكل اعتيادي تماما، وما اختلف هو مكان وجود الطالب، أما بالنسبة للمراحل الدنيا، فنسقنا توقيت الحصص مع وجود الأم لغايات ضبط الاطفال.

ولضمان استفادة الطلبة تقول سميرات نقوم بتقييم الطلبة كالمعتاد ونطلب واجبات مدرسية ونرصد علامات اضافة الى سجل غياب وحضور الطلبة، مشيرة الى أن هناك العديد من الطلبة سجلوا تقدما أكاديميا ملحوظا، لأنه لا يوجد ما يشغلهم، كما هو الحال في الصف، بينما يتراجع مستوى الطالب اذا اهمل اهله عملية التزامه بالدخول الى المنصة كما هو الغياب عن الدوام العادي ومن الملاحظ على سبيل المثال الطالب الذي كان كثير التغيب او التاخر العام الماضي مازال كثير التغيب عن المنصة.

ووفق السميرات «قبل الحكم على تجربة التعلم عن بعد يجب ان نقيم تعليمنا وطرق تعلم طلبتنا في الاساس، ومشاكل التعلم الوجاهي التي كانت موجودة اصلا اضافة الى حاجتنا الى اعادة بناء السلوك المستقل في ابنائنا، وتحميله المسؤوليات وحل المشكلات بطرق التعلم الحديثة ما قبل كورونا كما في الدول المتقدمة في التعليم».

وترى أنه لو حلت مشكلة الاستعداد التقني من حيث الكلف والتجهيزات المتينة ووضع خطط للمنصات الاكاديمية المعتمدة في المدارس وتدريب الادارات والمعلمين عليها، لن يكون هناك مشكلات كثيرة في التعلم عن بعد من ناحية نقل المعرفة، علما أن التعلم الوجاهي فيه ثغرات اكبر مما هو مسلط عليه الضوء الان، وهذه الثغرات يطول شرحها ويمكن عرضها في وقت لاحق لانها تستحق النقاش فلا امة تصلح الا بالتعليم.

وتشير الى ان خطة التأهيل العلاجية تعتمد على نوع المنصة وطريقة التعلم الالكتروني المتبعة، فهناك مدارس ستحتاج مراجعة لمفاهيم كثيرة لعدم دخول الطلبة او للاعتماد على تسجيلات سريعة على مواقع التواصل وغير ذلك.

وتبين أن هناك مدارس ستتابع الخطط السنوية من حيث انتهت في اخر حصة تعلم عن بعد، ولا حاجة للمراجعات اطلاقا، وهنا يجب على هذه المدارس التركيز على الانشطة البدنية واللاصفية وانشطة التفاعل الاجتماعي بين الطلبة والبيئة المحيطة.

وترى أن عملية التعلم عن بعد تطورت للافضل منذ بداية الجائحة، وهي بحاجة الى سياسات، وخطط وتدريب وتأهيل وامكانات وابداعات تمس وزارة التربية والمدارس والمعلمين والطلبة واهاليهم حتى تكون مرضية.

الثانوية العامة.. تحديات صعبة

تشكل مرحلة الدراسة الثانوية الجسر الذي يلج منه الطالب إلى فضاءات مستقبله، والمحور الأساس في تحديد مصيره، وخياراته التعليمية، ما يتطلب بذل كافة الجهود لتوفير بيئة مناسبة له للتفوق والتميز ضمن أسس تقييم دقيقة وشفافة.

ألقت كورونا بظلالها الثقيلة على القطاعات كافة، ومنها التعليم وتحوله إلى الالكتروني، وهذا ما أنتج تحديات ومعيقات كبيرة واجهت جميع الطلبة بالعموم، وطلاب الثانوية على وجه الخصوص باعتبارها مرحلة مصيرية، تتطلب ظروفا تعليمية ملائمة.

الإشكالية الأبرز التي تواجه الطلبة تتمثل بعدم كفاية التعليم الالكتروني لنيل طالب الثانوية حقه في التعليم من جهة، وبعض الظواهر المرتبطة بالعلامات كـ «الغش» والتي توصلنا الى نتائج غير حقيقية تسهم في خيارات خاطئة من جهة اخرى.

ما زاد من معاناة طلبة الثانوية التحول الى نظام التعلم عن بعد، وهذا لم يحقق الغاية المرجوة منه كما في التعليم الوجاهي، فضلا عن أن السنة الدراسية مستمرة والاختبارات المصيرية ستعقد في وقتها.

وتقول الطالبة في الصف العاشر مايا مرجي: «نواجه تحديات كثيرة من خلال تعلمنا عن بعد، فعندما تنقطع الكهرباء أو الانترنت يحصل قطع في الحصول على المعلومة من المعلمة التي تواصل شرحها للطالبات الأخريات، ومن الصعب إعادة الحصة مرة أخرى، لأن الوقت لا يتسع لذلك، اذ أن بعض المواد ندرسها مرة أسبوعيا وفق نظام التعلم عن بعد بينما الوجاهي فقد كنا ندرس المادة مرتين الى ثلاثة أسبوعيا».

وتتابع: «زاد العبء علينا نحن طلبة الصف العاشر، لأننا في مرحلة توجب علينا تحديد مستوياتنا الأكاديمية وميولنا لاختيار التخصص المناسب لامكانياتنا (...)، وبالتالي علينا أن نقارن علاماتنا في المواد العلمية والأدبية، ولكن العلامة التي نحصل عليها حاليا لا تدل على قدراتنا الحقيقية».

وتشير الى أنها قد حددت بأنها ستلتحق بالخيار الأدبي، وستدرس تخصص اللغات في دراستها الجامعية؛ وفقا لميولها الأدبية.

وتقول إن زميلاتي عانين كثيرا وأصبن بالحيرة، اذ أنهن لم يحددن التخصص الذي يرغبن بعد، لاعتمادهن على تقييم الصف العاشر، وشاء القدر بأن تتغير الأحوال وطريقة التعليم نظرا للظروف الراهنة.

وتقول طالبة الثانوية العامة «الفرع العلمي» في مدرسة حكومية دينا الور: «تعتمد غالبية معلمات الثانوية في مدرستي على منصة «درسك» ويكتفين بإرسال أوراق عمل، وواجبات بيتية».

وتلفت الور الى تفاوت مستويات المعلمات اللواتي يشرحن عبر المنصة، وطريقة إيصالهن للمعلومات، مشيرة الى أن الحصص مسجلة، ويستطيع الطالب الرجوع اليها في أي وقت يناسبه.

وعن آلية التقييم واجراء الاختبارات، تقول الور: «تطرح المنصة 50 سؤالا لجميع طلاب المملكة، وكل طالب يجيب عن 15 سؤالا يتم تحديدها له، باستخدام أجهزة الحاسوب، وذلك يخصص للتقيمين الأول والنهائي أما الثاني فيتم من خلال معلمات مدرستي.

وتلفت الى أن التقييم الإلكتروني الشامل الأول كان متاحًا للطلبة من الساعة العاشرة صباحًا ولغاية الساعة السادسة مساءً، بحسب جدول التقييم المعتمد من الوزارة، وذلك بالإجابة عن جميع الأسئلة خلال المدة المحددة للتقييم، وكانت المدة ساعتين من دخول الطالب إلى التقييم.

وتشير الى أنها لا تعتمد على المنصة بشكل كلي، اذ أنها تستعين بمعلمي دروس خصوصية لمادتي الرياضيات والفيزياء، اضافة الى شرائها بطاقة أونلاين لمادة الأحياء -وهي تحوي حصصا مسجلة لمعلمين كفؤين.

وتشير الى أن الامتحانات التجريبية للثانوية العامة ستبدأ في الثلاثين من الشهر الحالي وفق الآلية المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم.

يشار الى أن شركات الاتصالات أتاحت التصفح المجاني لمنصة «درسك» منذ الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي بالتزامن مع إطلاق المنصة من قبل وزارة التربية والتعليم بعد تعليق الدوام والتحوّل إلى التعلّم عن بعد منذ بداية الجائحة، حيث أصبح بإمكان الطلبة وأولياء أمورهم وكافة المعنيين، تصفح المنصة مجاناً ودون الخصم من أرصدتهم أو حزم الإنترنت على خطوطهم الخلوية أو اشتراكات الإنترنت المنزلية، وذلك في الفترة من الساعة السادسة صباحاً وحتى الرابعة مساءً.

بدورها، تقول مديرة مرحلة ثانوية في مدرسة خاصة رانيا القصار: «نواجه تحديا كبيرا في امتحانات المرحلة الثانوية لصفوف التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر في الظروف الطبيعية، كونها مرحلة مصيرية ستحدد دخولنا الى الدراسة الجامعية، وجاء تحدي التعلم عن بعد وزاد من هذه الصعوبات، اذ أن الفترة المخصصة بالكاد أن تكفي لتغطية هذه المتطلبات، ولتدريب الطلبة على ما سيمرون فيه».

وتضيف: «تردنا شكاوى أولياء أمور كثيرة بأن المدرسة لا تراعي ظروف ومشاعر الطلبة في الوضع الحالي، وما نقوم به لا يصب في مصلحة الطالب، الا أننا ننظر الى الأمور من زاوية أخرى، ونعرف ما سنواجهه خلال السنتين القادمتين، وسنتخذ الإجراء الأكاديمي الصحيح تفاديا لعدم تدريب الطلبة بالشكل الصحيح».

وتلفت الى أن النظام الوطني يحتاج الى تدريب وصولا الى الثانوية العامة، فالصف العاشر مصيري اذ يتم تحديد تخصص الطالب علمي أو أدبي أو غيره (...)، وصف الحادي عشر سيلتحق بالثانوية العامة في السنة الدراسية المقبلة، أما صف التوجيهي عبارة عن قرار ويجب أن يكون مبنيا على أسس صحيحة، ومنطقية، وشكل أكاديمي صحيح، وعلى مبدأي التجربة والخطأ.

وتشير الى أن الامتحان يجب أن ينتج عنه تقييم صحيح للطالب، وفق امكانياته، وقدراته الحقيقية؛ ليتمكن من اختيار تخصص يناسبه؛ ولينجح به في حياته، وليس بهدف الحصول على علامة عالية.

وتلفت الى أنه عندما يساعد أولياء الطلبة أبناءهم في الحصول على العلامات العالية، وعلى اثرها يختارون دراسة التخصص العلمي بالرغم من عدم توافقهم مع ميولهم وقدراتهم وامكانياتهم، عندها سيعانون ثلاث سنوات في حياتهم، ولن يحصلوا على ما يريدونه بينما لو اختاروا فرعا مناسبا وفقا لقدراتهم وامكانياتهم سيحصلون عندها على علامات أعلى.

وتتابع: «نحن ندرب الطالب على كيفية الوصول للقرار الصحيح ليتخرج من المدرسة بأحسن العلامات ويدخل أفضل التخصصات في الدراسة الجامعية، لأنه اذا لم يدرس الطالب، ولم يقيّم طريقة دراسته بشكل صحيح، لن يحصل على ما يريده عند امتثاله لاختباراته المصيرية، وسيواجه صعوبات، وفشل».

وتكمل: «سنة وستمضي، والاختبارات الوطنية والدولية في موعدها ولن تؤجل، ولذلك فاننا نحاول أن تمر بأحسن صورة ممكنة وليس بالشكل المثالي وإنما وفق الامكانيات الموجودة وضمن الفرص المتاحة لنحصل على أفضل ما يمكن لمصلحة الطلبة».

ظاهرة الغش في الامتحانات

في الوقت الذي تعتبر فيه وزارة التربية «التعليم عن بعد» حلا بديلا للتعليم المدرسي المباشر في ظل جائحة كورونا، فإن هناك غيابا شبه كامل للرقابة على امتحانات الطلبة في المنازل، ولأداء المعلمين في المدارس.

ووفق خبراء وطلبة فإن «التعليم عن بعد» لم يحقق العدالة بين الطلبة، وساهم في خلق العديد من المشاكل التعليمية وتراجع التعليم الحقيقي بنسبة 70% واغلاق بعض المدارس.

وحذر خبراء في تصريحات إلى $ من: «ضياع جيل بأكمله، وخصوصا طلبة الصفوف الثلاثة الأولى لغياب البنى التحتية والغش وضعف الرقابة والمتابعة وغياب المبادرات بعد فشل في منصة درسك».

وطالبوا بعودة الطلبة للمدارس جزئيا، وبنسب محدودة مع مراعاة الشروط الصحية أسوة بالدوائر الحكومية والشركات، وأن تكون هناك مبادرات شعبية من المعلمين بزيارات منزلية للطلبة، وأولياء الامور ومعرفة امكانيات الطلبة وظروفهم والمتسربين منهم وتقديم النصح والإرشاد.

ويقول علي الحساسنة وهو صاحب بقالة» لديه أربعة أبناء في المدارس» انهم لم يستفيدوا شيئا من التعليم الحكومي قبل الجائحة لاعتمادهم على الدروس الخصوصية، بينما بعد الجائحة فقدوا كل شيء فهم في الصفوف الأساسية الأولى وبحاجة ماسة للقراءة والكتابة الا ان ذلك لم يتحقق وغابت جودة التعليم.

ويضيف في تصريح الى $ ان اجراءات التعليم عن بعد صعبة وتحتاج لمتابعة وكلف مالية ومراقبة الا ان هذا لايحصل اضافة لعدم الاكتراث الشعبي بالتعليم الذي يحتاج لامور صارمة منها الضبط والمتابعة والتربية والتقييم وهذا للاسف غير موجود.

من جانبها، قالت المعلمة المتقاعدة نجاح العزة إن التعليم عن بعد أفرغ التعليم من محتواه وأضاع هيبته، فهناك أولياء امور ومعلمون يتقدمون للامتحانات بدلا من الطلاب، وهذه كارثة ولايمكن القبول بها.

واضافت في تصريح الى $ انه في حال اصبحت الوزارة مضطرة للتدريس عن بعد، فإنه يجب تفعيل الرقابة على الطلبة مباشرة من خلال زيارة المعلمين للطلبة في حال كانوا من سكان منطقته والاستماع إليهم ومعرفة الصعوبات التي تواجههم، وتقديم تغذية راجعة.

وتشير إلى أن كثيرا من الطلبة يعملون اعمالا خاصة وحرة من اجل مساعدة اولياء امورهم في ظل هذا الجائحة، وما خلفته من فقر وديون ومتطلبات كثيرة.

بدوره، يقول الدكتور صالح سليمان، هو مدير مدرسة حكومية، إن المعلمين في المدارس يتواجدون فقط لتسجيل الحضور دون اي عمل، سوى تقديم حصة واحدة كل اسبوع،مضيفا ان المدرسة اصبحت مقيدة، والامتحانات كلها الكترونية، وهي للأسف وهمية،حيث ان من يقدم الامتحان هم اولياء الامور او معلم او خبير تربوي.

ووفق سليمان فان الفوارق بين التعليم الوجاهي وعن بعد كبيرة، وهذا ليس ذنب مدير المدرسة والمعلم، ويجب ان تتكامل المنظومة من قبل الاهالي بتوفير الاجهزة الحاسوبية التي ارتفع سعرها، ما ادى إلى انقطاع غالبية الطلبة الفقراء عن التعليم.

ويقول الخبير التربوي محمد الخشاشنة إن هناك ملاحظات ضروية لتصحيح البدايات المتعثرة مشروع التعليم عن بعد، والتحديات التي تواجهه،،واضعا توصيات للوزارة والمدارس والطلبة لاعتماد طرق موازية للتعليم عن بعد تدار من معلمي المدارس بتنظيم من ادارة كل مدرسة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ويشير في تصريح الى $ أن هناك تحديات كبيرة لمشروع التعلم عن بعد منها ايجاد قنوات اتصال سليمة وبيئة مناسبة (توفر التقنية لدى المعلم والطالب) وجميع المرافق بهذه المنظومة يعتريها الخلل، وهي لم تختبر بشكل مركزي على مستوى الوزارة ولم تختبر ايضا بشكل فرعي على مستوى المدارس والطلبة.

ويبين ان التعليم عن بعد يتطلب التفاعل بين المعلم والطالب والتركز على دور الطالب في التعلم، والمحاولات الحالية تعتمد على تعليم تقليدي يركز على دور المعلم، ويستدعي أيضا تقويم عملية التعلم ضمن اسس سليمة واقعية صادقة قابلة للتطبيق.

ويلفت الى عدم امكانية تنفيذ برنامج موحد للتعليم عن بعد موحد على مستوى المملكة من قبل الوزارة كون هنالك تفاوت في السير في الفصل الدراسي مدته اسبوعان بين المدارس الحكومية والخاصة، والمواد الدراسية تختلف بين المدارس الحكومية والخاصة كاللغة الانجليزية.

وبحسب الخشاشنة فإن البرامج الاجنبية في المدارس الخاصة خارجة عن اشراف الوزارة، ولا يتوفر لديها مواد للتعليم عن بعد، وهناك تجارب سابقة في استخدام خوادم الوزارة من قبل المعلمين، مشيرا الى وجود 150 الف معلم لادخال العلامات شابها العديد من المشاكل، فكيف ستستوعب دون اشكالات اعداد الطلبة التي تقارب مليون ونصف تقريبا اضافة للمعلمين، وبمحتوى نوعي من (فيديوهات وصور وصوت، وليس التعامل مع برمجية جاهز اضافة إلى أنه لا يمكن الجزم بأن شركات الاتصالات الوطنية وشبكاتها ستتحمل التعلم عن بعد دون أية مشاكل تقنية والاجهزة الخاصة لدى العديد من الاسر (كمبيوترات واجهزة هاتف) اقل من عدد الطلبة في الاسر الكبيرة، والعديد منها غير مزود بخدمة الانترنت.

ويقترح الخشاشنة بان تتهيأ الوزارة لخطط طويلة المدى، والبحث عن وسائل امنة لتواصل طلبة التوجيهي مع معلميهم، ودراسة شمول كافة المواد الدراسية للثانوية العامة بالاختبار المحوسب مع توفير ظروف آمنة للاختبار، واعتماد بديل لسجل نتائج الطالب المدرسية في الاعوام الثلاثة السابقة (تاسع فأعلى) كبديل لاختبار الثانوية العامة ان لزم الأمر فالنتائج محفوظة في شبكة الوزارة.

ويدعو إلى تضمين موضوع التعليم عن بعد ضمن برامج التدريب لجميع المعلمين الجدد والقدامى والاستفادة من تجارب الشركات التجارية الخاصة التي تقدم خدمة التعليم عن بعد والبناء عليها والزام جميع المدارس الحكومية والخاصة باعداد مواقع الكترونية لكل منها، او توفير روابط موحدة تنبثق عن موقع الوزارة ومديريات التربية لذات الغاية، لخدمة عمليات التعلم عن بعد المستقبلية.

من جانبه، يطالب الخبير التربوي ومدير التعليم السابق الدكتور سعيد محمد الرقب بتنظيم وقت الطالب الخاص بالدراسة لمتابعة تعلمه وحل الواجبات اولا بأول والتواصل مع المعلمين بالوسائل المتفق عليها، والتحلي بالصبر كون هذا الاسلوب من التعلم يلقى عليهم اعباءً اضافية تنقل جزءا من مهام المعلم لهم، ومراقبة الطلبة لعدم تضييع الوقت والتهرب من خلال استغلال الحواسيب، وهواتف لغايات غير تعليمية كالألعاب وفيديوهات الاغاني والافلام وغيرها من انواع التسلية غير التربوية وادامة جاهزية وسائل الاتصال وخطوط الانترنت وشحن الهواتف وتوفير قرطاسية للتعلم وتهيئة كتب ودفاتر الطلبة في المواعيد.

ويقول في تصريح الى $ ان الصفوف الثلاثة الاولى لم يستفد منها اي طالب وهم اساس التعليم وكان يجب اعادتهم ولو جزئيا وباعداد محدودة اما تركهم دون تعليم عملي للقراءة والكتابة فهذا للاسف أضاع عليهم فرص كبيرة بالتعليم.

ويقول الاصل ان يتلقى الطالب التعليم مباشرة بينما حاليا من يتولى التوجيه والاجابات هم اولياء الامور، وهذا ساهم في انتشار الغش بصورة كبيرة في الوقت الذي غاب فيه السلوك والالتزام، والاخلاقيات التي تستدعي ترك الطالب يواجه مستقبله بنفسه، وأن يقاس مستواه بحسب النتيجة الحقيقة للاختبار وليس بالغش.

ويطالب الرقب بدور حقيقي للمعلم من خلال تواصله مع الطالب بأي وسيلة كانت من خلال الزيارة المنزلية والمبادرات التعليمية التي غابت عن كل الادارات الميدانية، وتشكيل فرق تجتمع يوميا وتقرر كيف سيتم العمل وايصال رسالة التعليم لابنائنا الطلبة.

ووفق الرقب فإن هناك اتساعا في التسرب من خلال عمل الطلبة لمساعدة اهاليهم، وعشرات الالاف من الكوار التعليمية والقيادات من مديري تربية ومشرفين ومعلمين لايمكن تركهم دون اي عطاء او عمل حتى لو التزم بدوامه اليومي، فالطالب بحاجة إلى توجيه ومراقبة ومتابعة وتقييم والا لن تنجح اي مبادرة تعليمية عن بعد.

ويشير الى ان نسب التعلم لدى طلبة الصفوف الاولى لا تتجاوز الـ 10% وباقي الطلبة لا تتجاوز الـ 50% فقط وغالبية الطلبة غير متابعين وخصوصا طلبة التوجيهي الذين يتلقون الدروس الخصوصية.

ويطالب باعادة التعليم المدرسي حتى لو كان في الساحات الخارجية وبتباعد صحي والتزام وفق الشروط الصحية، مشيراً الى أنه من غير المقبول ان تعمل قطاعات ومنها الصحة بكامل كوادرها بينما التعليم المباشر غير ممكن الامر الذي يتطلب مبادرات لايجاد حلول.

من جهته يرى احمد عبد اللطيف صاحب مدرسة خاصة ان الوضع التعليمي الحالي هو وضع كارثي، فقد ادى إلى اغلاق العديد من المدارس في حين ان الغالبية تأثرت ماليا بشكل كبير ولم تعلن ذلك.

ويقول في تصريح الى «الراي» إن المدارس الخاصة تحملت خسائر مالية كبيرة وفادحة بسبب الالتزامات الهائلة من رواتب ومصاريف وضريبة، مشيرا هنا الى ان الحكومة لم تقم بمساعدتها، في المقابل لم يلتزم اولياء الامور بدفع اقساط ابنائهم وانسحبوا بحجة الدراسة عن بعد.

الأمهات معلمات بديلات

تحديات كبيرة تواجه عملية التعليم عن بعد مثلت هاجسا يؤرق الطلبة وأسرهم، إذ شكلت هذه التجربة ارهاقاً كبيراً لأولياء الأمور من الناحيتين الجسدية والمالية.

التحدي الأبرز يواجه الأسر التي لديها أبناء من مختلف الصفوف، إذ كان عامل تنظيم الوقت بين الابناء من أهم أسباب ارهاق الأسرة وخاصة اثناء عمل الوالدين خارج المنزل، وبات العبء الأكبر منوطاً بالأمهات بشكل خاص.

وتبين دراسات غربية أن 81% من أولياء الأمور يرون أن التعليم عن بعد إذا ما استمر سيكون مرهقاً لهم لأنهم سيحلون عملياً مع الأساتذة في المنزل، وسيتضمن هذا التعليم بشكل أساسي تدخلاً منهم، وخاصة اذا كان لديهم أطفال صغار جدا، اذ يمكن للطلبة الأكبر سناً استخدام التطبيقات والفيديوهات التعليمية، وهو ما لا يتحقق في حالة التلاميذ الاصغر سناً الذين يحتاجون لأحد الوالدين لتحضير أجهزة التعلم والجلوس معهم ليتواصلوا مع مدرسيهم، بالإضافة إلى إلزامهم بالجلوس لمتابعة الحصص ومراقبة سلوكهم أثناء العملية التدرسية.

أم احمد والدة لثلاثة أبناء في المرحلة الاساسية اثنان منهم في المدارس الحكومية، والأصغر في مدرسة خاصة، تقول: أجلس ما يقارب ثماني ساعات يوميا مع أبنائي على المنصات التعليمية، واصبحت معلمة لثلاثة أطفال، ولم يستفد ابنائي من منصة درسك اي شيء، فطريقة شرح المواد لم تتوافق مع قدراتهم التعليمية، ما يضطرني الى دراسة المنهاج، لاقوم بتدريسهم بما يتوفر لي من معلومات من خلال ما تعلمته، وانا طالبة.

وتضيف ولا أنكر ان التعليم عن بعد في المدارس الخاصة يوازي التعليم الوجاهي لما اراه من التزام إدارة المدرسة والكوادر التعليمية في تأدية الرسالة التعليمية على خير وجه، وهذا ما لمسته من خلال متابعتي للمنصات التعليمية اثناء حصص ابني الأصغر في الصف الثاني الأساسي، وذلك باستخدام مصادر تعلمية مميزة للاطفال لتحقيق التفاعل اثناء الحصة.

يقول استشاري علم الاجتماع الدكتور فيصل غرايبة إن أهمية التنشئة الاجتماعية ترجع الى إن البناء الاجتماعي يهدف الى تحقيق التوازن بين التأثيرات الثقافية وأساليب الضغط الاجتماعي لدى الافراد، فيقوم الوالدان منذ الميلاد بتنشئة أبنائهم تنشئة اجتماعية لتحويل الطفل من كائن عضوي الى كائن اجتماعي.

ويؤكد الغرايبة في تصريح الى $ أن الظروف التي مر بها المجتمع من انتشار وباء كورونا، فرضت على مجتمعنا اتخاذ اجراءات صارمة لدرء اخطار هذا الوباء، والتقليل من تداعياته الضارة بالصحة، وألزم جميع الاسر في مختلف مناطق المملكة بالتباعد الاجتماعي، تلافياً لحدوث أي تفاعل بين الأفراد.

ويبين الغرايبة ان التعليم عن بعد لمختلف الفئات العمرية، من طلبة مدارس وكليات وجامعات، نمط الجديد في العملية التعليمية يتطلب من الجهات المسؤولة، أن تعد العدة لأشكال جديدة من التفاعل الاجتماعي، والذي أصبح صورة من صور الحياة اليومية.

ويتابع الغرايبة: على الأباء والأمهات أن يعولوا على أبنائهم للتأقلم بشتى الوسائل والطرق، باستيعاب هذه البرامج، والتطبيقات التعليمية والتربوية، ومساعدة ابنائهم، وخاصة الأطفال صغار السن الذين ما زالوا في المراحل الأساسية.

ويشير الغرايبة إلى أن عملية التعلم عن بعد تتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً من الاباء والامهات وتوفير الامكانيات التكنولوجية فليست جميع الاسر لديها اجهزة وشبكة انترنت بسرعة عالية، فقد يتوفر للطالب الجهاز، الا أنه قد لا تتوفر لديه خدمة انترنت، وإن توفرت قد تكون بطيئة، ناهيك عن اختلاف المستويات المادية والتعليمية بين الأسر، وهنا يحدث الفرق بين الأبناء المتلقين لهذه الخدمات تبعاً لمستويات الاباء والامهات التعليمية والتثقيفية فتنشأ الفروقات بين أسرة وأخرى.

ويؤكد الغرايبة على مضاعفة الجهود في مثل هذه الظروف من قبل الوالدين على أمل الا تطول هذه الجائحة، وتعود المسيرة التعليمية الى وضعها الطبيعي، في أقرب وقت، وعودة التعليم داخل المدارس لحل الكثير من المشاكل، بشرط تطبيق الاشتراطات الصحية والوقائية، والتي تحافظ على أبنائنا الطلبة.

الأثر النفسي

ويقول أستاذ الصحة النفسية والإرشاد الدكتور احمد بني ملحم ان وزارة التربية وضعت الطلبة، وأولياء امورهم في حالة من الضغط والصراع النفسي جراء اعتماد التعليم عن بعد من دون إعداد الطرفين لهذه المرحلة الجديدة.

ويضيف في تصريح إلى $ أن عوامل نفسية وسلوكية واجهت العديد من الطلاب واسرهم بسبب الانتقال من التعليم الوجاهي الى عملية التعليم عن بعد، وهذه العملية يعيشها الطالب في الفترة الحالية، ويعتبر تحدياً يومياً يعيشه الطلبة، وأولياء امورهم، وهو ما نتج عنه توتر شديد وضعف نفسي، وبعض انواع القلق، قد تصل إلى مرحلة الاكتئاب، فعدم وجود معلمين بصورة مباشرة مع الطلبة، أدى إلى انتقال المسؤولية كاملةً الى الوالدين، ناهيك عن المسؤوليات الأخرى الملقاة على عاتق أولياء الأمور، والتي قد تزيد من الحالة العصبية للآباء والأمهات.

ويشير بني ملحم إلى أن اعتماد الدراسة عن بعد عبر المنصات التعليمية، له تأثير سلبي على النمو النفسي والاجتماعي، ومنها ضعف العلاقات الاجتماعية، والإحساس بالاكتئاب، نتيجة الملل والروتين بالاضافة الى التوتر الذي يعيشه المجتمع في الوقت الراهن والخوف من الخروج من المنزل الا عند الضرورة، فجميع هذه الأسباب قد حولت المنزل وهو مكان للراحة والهدوء الى ساحة للعراك بين الآباء والأمهات والابناء.

ويدعو الى ايجاد حلول سريعة لعودة الدراسة الصفية تدريجياً تلافياً للمشاكل والضغوط النفسية التي تسبب التوتر والقلق لدى الطلبة وأسرهم.

عودة جزئية وفق شروط صحية

أوقف الخمسيني نبيل حمدان أبناءه الخمسة عن الدراسة، بعد تحول نظام التعليم من الوجاهي إلى التعليم عن بعد، جراء عدم قدرته على تأمين متطلبات هذا النوع من التعليم،خصوصا أجهزة الحاسوب وشبكة الاتصالات «الانترنت»، فضلا عن عدم تمكنه من متابعتهم وفق هذا الأسلوب الجديد.

ويعجز حمدان -الذي يعمل سائق صهريج لبيع المحروقات- صعوبة بالغة في تأمين متطلبات ابنائه قبل هذه الجائحة، ولم يكن بمقدوره تعليمهم بسبب طبيعة عمله اليومي ودخله المتدني، وعدم قدرته على شراء الكتب والمصاريف اليومية والملابس وغيرها، الأمر الذي انعكس على مستواهم الدراسي لاسباب مرتبطة بضعف اداء بعض المعلمين والاكتظاظ وأخرى مرتبطة بغياب الرقابة عنهم وعجز عن شراء اجهزة الحاسوب وخدمات الانترنت.

ويقول حمدان عن تجربة ابنائه مع التعليم عن بعد: «أصبحت على قناعة تامة بأن الدراسة أصبحت للمقتدرين مالياً، فهم يستطيعون شراء ما يتطلبه هذا الشكل من التعليم مثل الحواسيب وملحقاتها وتأمين حزم الانترنت». ويضيف: «ولا أنكر رغبة أبنائي في عدم متابعة الدراسة للعمل في جمع الخرداوات ولدى محطات الوقود او في استخدام العربات لنقل الخضار من السوق المركزي».

حال حمدان لا يختلف عن حال موسى الكسواني، الذي لديه ثلاثة أبناء توقفوا عن الدراسة، ويقول إن:» أبنائي لم يكملوا دراستهم عن بعد واتجهوا للعمل في محلات لبيع الخضار بعد ان انهارت تجارتي الخاصة، وتراكمت علي ديون كثيرة نتيجة الحظر والجائحة والتراجع الكبير في القوة الشرائية،اضافة الى الالتزامات الاخرى والتي لم اعد اقوى على تحملها».

ويقول إن: «هناك فجوة كبيرة اصبحت بين التعليم والطلبة الذين يأسوا من محاولات التربية الوصول اليهم عبر الانترنت ومتطلبات شراء «تاب» او حواسيب وايصال شبكة الانترنت لمتابعة الدروس بصورة واضحة، مما حدا بالطلبة لترك التعليم واشغال انفسهم باللعب او النوم او السهر او مشاركة أبائهم في اعمالهم».

وفي هذا الصدد أشارت دراسة اعدتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» جدلاً كبيراً مع وزارة التربية والتعليم حيث اكدت أن ثلث طلبة المملكة لايتابعون «منصة درسك»، في المقابل كان رد الوزارة بانها الدراسة «لا تمت للواقع».

بدورها ذكرت المنظمة في بيان صحفي لها أن الارقام مأخوذة من دراسة تجريبية شملت 450 طالبًا وطالبة في الصفوف ما بين الرابع وحتى التاسع من المنتفعين من برنامج «مكاني» التابع لليونيسف، وليست عينة تمثيلية على المستوى الوطني».

وكانت الدراسة خلصت إلى أن ثلث الطلبة الأردنيين لم يتفاعلوا مع منصة درسك التعليمية التي استحدثتها وزارة التربية والتعليم مع إعلان إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا وتفعيل آلية التعليم عن بعد.

الناطق باسم وزارة التربية والتعليم عبدالغفور القرعان قال إن ما ورد بالدراسة لا يمت للواقع، مشيرا إلى أن الدراسة شملت 450 طالبا من مليون ونصف مليون طالب وطالبة في المدارس الحكومية في الأردن.

واضاف في تصريح الى $ إن نسبة الدخول للمنصة بلغ 88.5% حتى الأسبوع الماضي أي أن مليون و324,500 ألف طالب وطالبة يدخلون للمنصة.

الخبير التربوي السابق الدكتور محمد الدعجة قال إن اكثر فئة تضررت من الدراسة عن بعد هي الصفوف الثلاثة الاولى «الاول والثاني والثالث» والتي لايمكن ان ينجح معها اي تعليم لأن تعليمهم ممارسة يدوية ورقابية مباشرة من القراءة والكتابة وهي اساسيات التعليم.

واضاف في تصريح الى $ ان هناك غيابا للعدالة بين الطلبة وخصوصا الفقراء منهم في القرى والمناطق النائية والمخيمات والاغوار والمناطق الشعبية والذي تسرب منهم نسبة كبيرة من التعليم بسبب الفقر وعدم قدرتهم على شراء اجهزة حاسوبية وضعف شبكات الانترنت بل وغيابها.

وبين الدعجة ان التسرب ايام المدارس الاعتيادية كان تحت السيطرة بينما حاليا لم يعد احد يسيطر على هذا التسرب، فقد انحصر التعليم فقط في اداء الامتحانات، والذي يجري للاسف دون رقابة وبالتعاون مع الاهالي الذين يساعدون الطالب في تقديم اجاباته وهذا يدلل على غياب عدالة التعليم وتراجعه تراجعا خطيرا لا يمكن السكوت عنه.

وبين الدعجة أن العودة للمدارس هي الحل العاجل حيث تتواجد الكوادر التعليمية في كافة مناطق المملكة شريطة اتباع التباعد، بحيث يداوم الطلبة يوما بعد يوم او كل يومين وفق شروط صحية رقابية عالية، وهنا يتحقق التعليم جزئيا ويكون افضل بكثير من الدراسة عن بعد. ويلفت الى ان التعليم ليس هو الوحيد للطالب بل يجب أن ينهض الطالب من فراشه وعزلته وانطوائه بالذهاب للمدرسة، وفق برنامج اسبوعي يحدده مديرو التربية والمدارس، بما يمكن الطلبة من ممارسة الرياضة اليومية والانضباط فضلا عن متابعتهم من معلميهم واجراء اختبارات مدرسية ورقية والا لن نصل إلى تعليم ناجح.

ضعف الإمكانات التقنية والمهارية

واجهت عملية التعلم عن بعد جملة من التحديات التي اعترت سيرها، وساهمت في تعطيلها في احيان كثيرة، وعلى رأسها المشاكل التقنية من جهة ضعفها أو عدم القدرة على توفيرها.

وأكد معلمون وأهالي طلبة في احاديثهم إلى $ أن المعضلة الرئيسية في الانتقال الى نظام التعليم عن بعد جراء الظروف الاستثنائية المتمثلة بتداعيات جائحة كورونا، تمثلت بعدم توفر البيئة التقنية والتكنولوجية الملائمة لمثل هذا الشكل من التعليم.

وتشير المعلمة في وكالة الغوث ريم عبدالله الى أن أكثر المشكلات التي تواجه الأهل هي عدم استطاعتهم توفير الانترنت لأبنائهم الطلبة نظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، إذ أن أغلبهم عمال مياومة.

وتلفت الى أن حزم الانترنت التي يستطيعون توفيرها أسبوعيا، تستنفذ سريعا، ولا تكفي لتغطية جميع دروسهم، بالإضافة الى أنه لايوجد في المنزل سوى هاتف محمول واحد، يستخدمه أفراد الأسرة، والتي يصل عدد الطلبة فيها الى ٤ او ٥ ويدرسون من خلاله.

وتوافقها الرأي المعلمة في إحدى المدارس الحكومية رغدة عادل، وتضيف: «غالبية الأهالي لا يشترون حزم الانترنت سوى مرة واحدة شهريا، ومنهم لا يشتريها بعدما فقدوا وظائفهم أثناء جائحة كورونا».

ويطالب الأهالي الحكومة بتقوية شبكات الانترنت، إذا أرادت أن تعتمد نظام التعلم عن بعد في الفصل الثاني، وتوفير شبكات انترنت عامة كحال بلاد أخرى.

وصرّح أولياء أمور عن مشكلات تواجههم أثناء التعلم عن بعد في تصريح خاص الى $ مفادها «أن المنصة لن تحل مكان ومقام المعلم بتاتا، اذ أن الاطفال تحديدا يحتاجون الى تعلم عن طريق اللعب، والمنصات لا توفرها، كما أن الكبار أيضا يحتاجون الى تواصل مع المعلم وجاهيا، والتعلم من خلال القيام بمهارات عملية كاجراء تجارب في مختبر المدرسة.

ويشيرون الى أن التعليم لم يعد مجانيا بل أصبح مكلفا وعبئا على الأهل، وذلك يتعارض مع ما نصت عليه المادة رقم 6 من الدستور الأردني والتي تكفل الحق بالتعليم.

ويقولون إنه من ضمن المشكلات عدم استطاعة جميع الطلبة التعامل تقنيا مع الحصص الالكترونية بالأخص في الصفوف الأساسية الأولى، ويحتاجون الى مساعدة أولياء أمورهم المنشغلين في مهنهم وأعمالهم، بالإضافة الى أن المنهاج المقرر مخصص للتعليم الوجاهي وليس عن بعد، فضلا عن كثرة الواجبات المنزلية.

ويلفت أولياء أمور الى أنه ليس جميع المعلمين على المنصة يتبعون طريقة تعليم مشوّقة،فكثير منهم يعتمدون على قراءة المنهاج فقط.

وبحسب النتائج الأولية لدراسة أجرتها الحملة الوطنية للعودة الى المدارس «نحو عودة آمنة لمدارسنا» بالشراكة مع اللجنة الوطنية لشؤون المرأة من خلال استطلاع رأي شارك به أكثر من 12500 مستجيب ومستجيبة لقياس أثر التعلم عن بعد، فقد تبين أن نسبة ٥٥% من طلبة المدارس الحكومية أشاروا الى عدم قدرتهم على دخول المنصة بانتظام، في حين انخفضت النسبة الى ٣١% في مدارس القطاع الخاص.

وبحسب ذات الدراسة يشعر نسبة ٨١ % من الأهالي أن أداء أبنائهم الأكاديمي تغير للأسوأ، و٧٠% من أولياء الأمور المستجيبين يفضلون التعلم في المدرسة فقط، و٢٦% اختاروا النظام الهجين.

ويظهر الاستطلاع أن نحو ٥٦% من المسؤولين عن متابعة تعليم الطلبة من أولياء الأمور بأنهم يقومون بالمساعدة بحل الاختبارات لأبنائهم عبر المنصات الالكترونية.

وأشار نحو ٧٩% من المسؤولين عن متابعة الطلبة من أولياء الأمور أنهم يقومون بالمساعدة بحل الواجبات المدرسية لهم، كما أفادت ذات النسبة بأن التعلم عن بعد أثر سلبا على العلاقات داخل الأسرة.

وفي هذا السياق، تقول المستشارة التربوية الدكتورة أمينة حطاب: «التعلم عن بعد ضرورة كان لابد منها في ظل جائحة كورونا لكن بعد مرور كل هذه الاشهر، وفي ظل الخبرة التي حصلنا عليها في التعامل مع كورونا، لابد لنا للرجوع للتعلم الوجاهي، لأن عملية التعلم لا تقتضي المعرفة فقط بل هناك مهارات لابد من تعلمها وقيم يجب أن تغرس في نفوس الطلبة».

وتكمل: «يتعلم الطالب من معلميه، ومن تفاعله مع أقرانه من الطلبة الآخرين، وهذا هو التعلم الاجتماعي، كما أن روتين اليوم المدرسي ينظم حياة الطلبة، وحتى الأسرة، بحيث يتم استغلال الوقت بشكل فعال».

وتضيف: «إن التعلم عن بعد، أو التعلم الرقمي لابد منه في ظل الانفجار المعرفي لكنه يحتاج إلى مهارات يجب أن يدرب عليها المعلمون، وأن يتعلمها الطلبة، ومن أهمها مهارات البحث العلمي، والتفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، وأسلوب حل المشكلات، واتخاذ القرار».

وتذكر بعض التحديات التي واجهتهم خلال التعلم عن بعد: «عدم توفر أجهزة التعلم الذكي، واستهلاك حزم النت، لذلك على المسؤولين توفير الدعم المادي من أجهزة ذكية، وحزم نت للطلبة في القرى، والمناطق النائية للاستفادة من هذا النوع من التعليم».

وتلفت الى ان التغيير والتطوير أمر ضروري يجب أن نعد الخطط له، فلم يعد أسلوب التلقين يجدي، لاسيما أن المعلم لم يعد مصدر المعرفة بل يمكن الحصول عليها بشتى الطرق، لذلك لا بد من التركيز على تعليم طلبتنا مهارات البحث، وحوكمة المعلومات التي يحصلون عليها، والاستفادة منها بشكل عملي، وتطبيقي في الحياة، ليصبح التعلم للحياة وعلى مدى الحياة».

ووفق حطاب فإن التعلم بأسلوب البحث العلمي لايحتاج الى كثير من المتطلبات المادية، ولكنه يحتاج إلى تغيير في ثقافة التعلم عند الطلبة، والمعلمين، والادارة المدرسية، وحتى أولياء الأمور، وواضعي السياسات التعليمية.

وتصرّح: «لم تكن التجربة التي عشناها في التعلم عن بعد ناجحة لأسباب كثيرة منها: المادية، والثقافية، والاجتماعية، لكن لم يكن لدينا البديل، أما الان فعلينا التخطيط بشكل واعٍ لأي متغير قد يطرأ على حياتنا، فنحن لا ندري أي جائحة قد تعصف بنا في المستقبل، وقد يكون الحل في الدمج بين التعلم الوجاهي والتعلم عن بعد أو التعلم الرقمي».

وتخلص الى أنه بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، الا أننا نملك العنصر البشري، وهو الأهم في التغيير والتطوير، وهو سبب نهضة الأمم وتطورها، لذلك فإن على الحكومات دعم قطاع التعليم بشكل كبير، لأنه المستقبل الذي نبني عليه آمالنا بغد أفضل بإذن الله.

آثار سلبية على الصحة

ألقت جائحة كورونا بظلالها على كافة القطاعات ومنها قطاع التعليم وجعلته يبحث عن بدائل كثيرة في ظل انتشار هذا الفيروس ما فرض على الطلبة نمطاً جديداً للتعليم.

وشكل نظام التعليم عن بعد تحدياً حقيقياً للطلبة من الناحية الطبية والصحية والاثار الناجمة عن الجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب والهواتف النقالة والشاشات الالكترونية بكافة أنواعها وفق مختصين.

ويعاني الكثير من طلاب المدارس، خصوصا المرحلة الاساسية، حسب أطباء، من ضعف النظر وآلام في الرأس والعظام والمفاصل والذي يؤثر عليهم بشكل كبير اثناء تلقين المواد التدريسية عبر المنصات التعليمية بمختلف اشكالها.

وأظهرت الدراسات ان 60% من الشباب يواجهون نوعا من الصعوبات في التعليم نتيجة لمشاكل في الرؤية لم يتم اكتشافها بعد وذلك وفقاً للجمعية الاميركية للبصريات.

وأشارت دراسة أن العين تسهم في قدرة الانسان على التعلم بما نسبته 83% مقارنة مع الحواس الاخرى.

يقول قصي لطفي وهو طالب في المرحلة الثانوية ان جلوسي أمام جهاز الحاسوب لساعات طويلة اثناء الحصص من الثامنة صباحاً ولغاية الثانية عصراً واستراحة لا تتجاوز خمس عشرة دقيقة عبر منصات ميكروسوفت تيمز قد أثر كثيرا على نظري وخاصة انني اعاني من طول النظر بالاضافة الى كسل بصري في العينين.

ويضيف «في أحيان كثيرة اثناء الحصص لا اتمكن من كتابة العديد من اجابات المواد بسبب ضعف بصري مما اضطر الى الرجوع الى الحصص التسجيلية مرة اخرى والعمل على كتابة ما فاتني من الدروس مما يسبب لي الكثير من التعب والمشقة وخاصة أنني طالب في الاول الثانوي العلمي ومواد الرياضيات والفيزياء ذات أهمية بالنسبة لي.

أما بانا وهي طالبة في الصف الثاني الأساسي فتعاني من ضعف البصر وضعف في قرنية العين فتقول والدتها تغير نظام حياتي كله فأنا امرأة عاملة وقرار التعليم عن بعد كان صادما لي وخاصة ان طفلتي لا تستطيع ان تتعامل مع المنصات التعليمية الحديثة وحدها وخاصة انها تعاني من ضعف النظر الشديد وهي بحاجة الى مساعدتي في العملية التدريسية مما اضطرني الى تقديم اجازة من عملي دون أجر حتى اتمكن من مساعدة ابنتي اثناء الدراسة.

استشاري طب وجراحة العيون الدكتور خلف هوشان يقول: «الضعف البصري لا يؤثر بشكل مباشر على التحصيل العلمي للطلبة وانما احتمالية ان يكون هناك خطأ في قياسات النظارة قد تؤثر سلباً على مستوى النظر».

ويؤكد هوشان ان الاطفال الذين يعانون من الكسل البصري يجعل العديد منهم لا يستطيعون رؤية المواد التدريسية عبر المنصات التعليمية بشكل واضح وسلس لذا لا بد من جلوسهم بطريقة صحيحة وذلك بوضع الشاشة على مستوى العين وتجنب انعكاس الشاشة.

ويشير في تصريح الى $ الى ان كسل العين هو عبارة عن ضعف في الابصار في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ الطفولة المبكرة، مشددا على ضرورة ان يقوم الوالدان بملاحظة هذه المشكلة البصرية ليتسنى لطفلهما أن يرى بصورة طبيعية في مراحل عمره الباقية عن طريق فحص للنظر من قبل اطباء العيون.

ويرى ان التعليم عن بعد للطلبة بمختلف فئاتهم العمرية سيؤدي الى زيادة ملحوظة في اجهاد العين بسبب التعرض لشاشات الاجهزة الالكترونية فترة طويلة وذلك ان العين لا ترمش كثيرا اثناء ممارسة العملية التعليمية عن بعد مشيراً أن العين ترمش عادة في الدقيقة الواحدة من 10-12 مرة واذا ركز الطلبة في تلك الاجهزة واندمج معها تقل عدد الرمشات.

من جهة أخرى يشكو العديد من الطلبة من ارهاق عام في الجسم وآلام في الظهر وصداع نتيجة جلوسهم لساعات طويلة اثناء العملية التدريسية عبر المنصات التعليمية.

تقول أم لجين ابنتي في الصف السادس الاساسي تجلس يوميا قرابة ست ساعات متواصلة في الدراسة امام جهاز الحاسوب واصبحت تعاني من الصداع الشديد وعدم الراحة واضطر يوميا الى اعطائها مسكنات لتخفيف الم الرأس واصبحت الاحظ ان ابنتي تعاني من الارهاق والاعياء الشديد بسبب الجلوس لساعات طويلة امام الحاسوب.

ويقول اختصاصي امراض الدماغ والاعصاب الدكتور عبدالسلام جابر ان التعليم عن بعد واستخدام الاجهزة الالكترونية لا يؤثر مباشرة على جسم الانسان وهي حالة سلوكية وليست مرضية ويضيف ان تأثير المنصات التعليمية يكون عبر زيادة الشحنات الكهربائية التي تحتويها الاجهزة الالكترونية وخاصة اذا مورست لفترة طويلة.

وينبه جابر الى ان الكمبيوتر أكثر هذه الاجهزة تأثيرا فالجلوس أمامه لساعات طويلة وخاصة اثناء فترة التعليم يزيد من الشحنات الكهربائية لدى الطلبة.

أضرار كبيرة على الإبصار

يقول الدكتور عبد الرحمن العبادي أخصائي عيون الأطفال إن: «جائحة كورونا أثرت على العالم بأكمله، وجعلته يبحث عن بدائل كثيرة في ظل الانتشار السريع للفيروس».

ويضيف في تصريح الى $ مع عدم عودة المدارس والتحديات التي تخوضها الدول، يُشكّل التعلّم عن بُعد تحدياً حقيقياً، خصوصاً من الناحية الطبية، والآثار الناجمة عن الجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب أو الشاشة الإلكترونية.

ويشير الى ان الأطباء يربطون بين ساعات البقاء أمام الشاشة والمشكلات الصحية التي قد تنجم عنها، أبرزها تراجع التركيز عندهم لثماني مرات مقارنة بالأطفال الذين لم يجلسوا أمام الشاشة.

وفي هذا السياق يوضح ان منظمة الصحة العالمية حذرت في توصيات لها عام 2019 من استخدام الشاشة لكل طفل دون السنة من عمره، فيما نصحت باستخدامه استخداماً محدداً للفئات العمرية الأخرى.

ووفق العبادي توصي الجمعية الأميركية لطب الأطفال، بعدم استخدام اللوحات الرقمية والشاشات، باستثناء محادثات الفيديو عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 والـ24 شهراً، والتركيز على المحتوى التعليمي عندما يحتم على الأطفال استخدام الشاشات».

ومن أهم المشاكل التي تسببها الشاشات على صحة العين، وفق العبادي «قصر النظر والتي يبدو واضحاً أنها ازدادت بوتيرة كبيرة في السنوات الماضية، وقد كشفت دراسة نُشرت عام 2019 في مجلة الأكاديمية الأميركية لأطباء العيون، أن هذا الارتفاع في مشكلة قصر النظر يعود إلى تغيير بأنشطة العمل.

وبحسب العبادي فإن المسألة ليست مرتبطة فقط في تأثير الشاشة على نمو العين بل وجدت أيضاً أن قضاء الوقت في الخارج، خصوصاً في مرحلة الطفولة، من شأنه أن يُقلّص تطوّر قصر النظر، فضلا عن إجهاد العين اذ يعاني الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً على الشاشات الرقمية أعراضاً متنوعة، ومنها جفاف العين، حكة، تشوش في الرؤية والصداع، فضلا عن اضطرابات في النوم ومخاطر الضوء الأزرق في السنوات الأخيرة، وتبيّن أن قضاء وقت على الشاشة قبل الخلود إلى النوم يؤثر على جودة النوم ونوعيته، علماً أن النوم يعتبر أساسياً وضرورياً لنمو الطفل نمواً سليماً وصحياً، وأي اضطرابات في النوم من شأنها أن تؤثر على تركيزه.

ويشدد العبادي على ضرورة ان يتبع الأطفال والبالغون ارشادات خلال استخدام الشاشة خصوصاً الذين يعانون مشكلات في جفاف العين أو تعبها. تتمثل بـ«اعتماد قاعدة 20-20-20 والتي تعني الحصول على 20 ثانية من الراحة بعد مرور 20 دقيقة على الشاشة، والنظر بعيداً لإراحة العين،فضلا عن وضع منبّه لتذكير الطفل بضرورة النظر بعيداً عن الشاشة كل فترة.

ويضيف «كذلك النظر إلى الخارج بعد الانتهاء من الدراسة واستعمال الشاشة ووضع علامة في الكتب تُذكّر الطفل بأهمية الاستراحة والنظر بعيداً عن التركيز المستمر.

ويشير الى نصائح أخرى تتمثل بضبط إضاءة الشاشة حتى تصبح مريحة للنظر واستخدام وضعية جيّدة عند الجلوس أمام الشاشة، إذ أظهرت الدراسات أن الوضعية السيئة تؤدي إلى شد العضلات والصداع، فضلا عن ضرورة إبقاء الشاشة الرقمية بعيداً عنه بين 18 إلى 24 إنشاً.

سلوكيات خارجة عن المألوف

يقر مختصون وأهالي طلبة بأن استخدام نظام التعليم عن بعد خلف آثارا وتبعات نفسية على الطلبة، تمثلت بردود أفعال وسلوكيات خارجة عن المألوف.

ويشير مختصون إلى جملة من المظاهر التي طغت على سلوك الطلبة منها الغضب والإحباط وعدم التركيز، والتسرب من الحصص،متفقين على أن كل ذلك يعود لاسباب نفسية مردها استخدام نظام التعلم عن بعد والجلوس في المنازل.

وفي هذا السياق تقول أم حسين طوالبة -وهي والدة طفل في الصف الأول في مدرسة خاصة- إلى $: «أصبح ابني سريع الغضب والانفعال، يثور من أبسط الكلمات، قليل التركيز، وكثير الحركة، لاحظت بعض سلوكيات يقوم بها لم ترحني، ككثرة كسر أقلام الرصاص، وتقسيم الممحاة الى أجزاء صغيرة جدا (...).

وتضيف تتعدد ردود الفعل السلوكية مثل استخدام المقص لتشويه شعره بدلا من استخدامه أثناء تعلمه، وهذا كله بسبب ابقائه في المنزل لفترة طويلة، محصورا أمام جهازه اللوحي للتعلم من خلاله.

وتكمل: «كما أنه يشعر بالملل والرتابة، فيفقد قدرته على التركيز والإصغاء الى المعلمة، ويهرب من الحصة الالكترونية متذرعا بأن الحصة قد انتهت وهي لم تنته فعليا بعد».

تقول رئيسة قسم الارشاد النفسي في جامعة فيلادلفيا الدكتورة لينة عاشور: «تحتاج المرحلة العمرية الصغيرة الى طرق مختلفة من التعلم والاثارة، بمعنى أن أفضل طريقة لتنمية مهاراتهم ونضوجهم ونموهم من خلال وجود خبرات جديدة، وبالأخص اذا كانت هذه الخبرات تستخدم أكثر من وسيلة حسية، وحركية، ومعرفية، ونفسية، ستنمي وتخلق وصلات عصبية جديدة، وبالتالي تزداد القدرة المعرفية وخبرة الطالب».

وتضيف: «كلما قللنا من الاثارة أصبح هناك محدودية بالمعرفة، وكلما زدنا الإثارة واستخدمنا وسائل فيها أبعاد مختلفة تتحسن عملية التعلم التي تبنى مجموعة من الأمور عليها».

وتلفت الى أن الذهاب الى المدرسة لا يعتبر عملية تلقي معلومات، وإنما هو مجموعة هائلة من الخبرات الجديدة، تفاعلية وغيرها، تنمي مهارات اجتماعية وتواصلية لدى الطالب منذ لحظة خروجه من باب بيته، وركوبه الحافلة، أو حتى مشيا على الأقدام الى لحظة عودته من خلال النظر الى ما يحدث في الشوارع (...)، إذ أن هناك مثيرات جديدة تبني الخبرات يوميا.

وتشير الى أنه كلما كان الطفل صغيرا نتخيل بأن دماغه صفحة بيضاء، وأية معلومة جديدة يتلقاها ستطوره وستنمي جهازه العصبي.

وتلفت الى انه عند خروج الطفل من بيته سيتعلم مهارات عديدة كحل المشكلات، والتواصل الاجتماعي، واتخاذ القرار.

وتشير الى أن الأداء الأفضل للطالب يتمثل بتعرضه لمثيرات ومهارات كافية، وهذا ينطبق على التعلم وجاهيا، بينما التعلم عن بعد يحد من هذا المبنى لأننا نتحدث عن وجوده في مكان واحد، ولا يستخدم كل حواسه.

وتكمل: «وبالتالي تتولد مشاكل كثيرة منها الشعور بالاحباط والملل وتزيد من حدة القلق ومحدودية التعلم، ويسلّط الطالب التركيز على العلامة التي يحرزها، والواجب الذي قام به، وهذا التفكير محدود يقيس الأداء الحالي فقط، ولا يقيس امكانيات الطفل، وانما يكبتها ويحد منها».

تقول عاشور إن الاطفال تختلف امكانياتهم الفردية، وطرق تعلمهم، اذ أن هناك أطفالا سمعيون، أي يتعلمون باستخدام حاسة السمع، وهناك بصريون، وحسيون، وحركيون، والتعلم عن بعد لا يركز على الفروق الفردية بين الطلبة، وانما يعلمهم جميعا بنفس الطريقة.

وتوضح ان هذا النمط من التعلم لا يناسب كثيرا من الطلبة، وذلك سيؤثر على مدى ادراك الطفل، ومهاراته لدرجة الشعور بالإحباط، والقلق، والانزعاج التي ستلم به اذ انه يتمتع بكثير من القدرات والحركة ويحبس في نطاق ضيق محدود.

ووفق عاشور فان النفسية السلبية لا تلم بالطلبة فقط، وانما تحيط بذويهم لشعورهم بالتقصير، لأن الأداء ليس كما يجب، اذ لا يتمتع جميع الأهالي بنفس مهارات التعليم -وهي القدرة على نقل المعلومة.

وتقول إن: «المعطيات كثيرة لجائحة كورونا، والتي تتضمن المخاوف، والشعور بعدم السيطرة، والخوف من القادم والمستقبل المجهول، والذي سينعكس بالتأكيد على الأطفال الذين هم مرآتنا، وسيظهر عليهم ما نشعر به نحن من قلق واحباط وغيره (...) حتى لو حاولنا عدم اظهار مشاعرنا».

وتدعو عاشور إلى اعتماد مهارات التطور كمهارة حل المشكلات، والتفكير الناقد، والابتكار، والمنطق، والمهارات التواصلية، والاجتماعية منها مهارات التعاطف، والتقبل غير المشروط، والانفتاح.

وتنبه إلى عدم حشو معلومات كثيرة للطلبة بوقت قصير، ولا نجعل فترة التعلم طويلة، لأن فترة الانتباه لدى الأطفال ليست طويلة إذ أن معدلها 15 دقيقة وربما أقل، ولا تتعدى 20 دقيقة، ومن المفترض بعدها تغيير النشاط باستخدام مهارات أخرى كتوجيه الاسئلة له، ووضع مشكلات وعليه استنباط حلولها بمفرده، وذلك لا يقتصر على التعلم فقط، وانما يتعدى الى الأمور الحياتية أيضا، وجلب تعاطفه.

وتشدّد على ضرورة وضع كلمات للمشاعر والتعبير عنها عند شعور الطفل أو والديه بالاحباط والقلق والخوف عليهم؛ ليتعرف الطفل على مشاعره ويستطيع التعبير عنها، وايجاد الحل لما يشعر به، بالاضافة الى ادارة المشاعر كأننا نريد تحويل البيت وهو المكان المحدود الى حياة كاملة، وهي مهمة ليست سهلة، وليس المطلوب القيام بكافة الأمور، وانما المطلوب تمكينه من بعض المهارات من خلال التقليل من التعليمات والتنبيهات الكثيرة بأقل قدر ممكن.

العلاقة المالية «ملف شائك»

تحولت العلاقة المالية بين مدارس خاصة وعدد غير قليل من أولياء أمور الطلبة إلى ملف شائك يدور في حلقة مفرغة منذ ان حلت جائحة كورونا،وما انتجته من تداعيات عديدة، أبرزها تحويل التعليم الى الالكتروني «عن بعد»، ما خلق إشكالية مالية بين الطرفين.

الطرفان (الاهالي, المدارس) كل يجد نفسه صاحب حق وحجة، فالاول يطالب بتخفيض الرسوم باعتبار ان التحول الى التعلم عن بعد، يوفر من النفقات التشغيلية التي كان يتطلبها التعليم المباشر، فيما يرى الاخير انه يستحق كافة الرسوم لان الكلف لم تنخفض بل زادت الاعباء والمتطلبات التقنية التي تحتاج كلفا عالية.

العلاقة المالية بين الاهالي والمدارس لا تزال بين مد وجزر، ولم تفك شيفرة هذه المعادلة المعقدة بعد، بين الطرفين، ما أنتج أزمة لا تزال تنتظر حلولا ترضي اطرافها وتكون عادلة للجميع، خصوصا وأن المسألة الخلافية الأبرز متعلقة بالخصومات على الاقساط.

الملف الصعب بين الاهالي ومدارس خاصة، وما ترتب عليه من انخفاض نسبة تسديد الاقساط المدرسية أنتج أزمة جديدة بين بعض ادارات المدارس ومعلمين، بعد استغناء الاولى عن عدد منهم، وتخفيض رواتب آخرين.

وفي هذا يقول منسق حملة «زودتوها» -للدفاع عن حقوق الطلبة بالمدارس الخاصة وذويهم- المهندس بشار حداد في حديثه الى $: «من اللافت أن بعض المدارس قد منحت خصما على قيمة الأقساط المدرسية بنسب تراوحت بين 20-50% بقرار فردي منها، سواء ذلك كان بشكل مشروط أو غير مشروط».

ويتابع: «في المقابل هناك مدارس لم تلتزم بما أقره رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في شهر تشرين أول الماضي حول تخفيض الرسوم الدراسية بواقع 15% خلال فترة التعليم عن بعد، والذين التزموا بهذا الخصم قد أظهروه بشكل مشروط، أي بأن يكون ولي الأمر قد سدد ما ترتب عليه من أقساط مقدما أو قبل انتهاء السنة الدراسية الحالية».

في المقابل طالبت نقابة أصحاب المدارس الخاصة أولياء الأمور بتسديد الأقساط المدرسية لدفع أجور العاملين فيها، ومواصلة أعمالها خوفا من إفلاسها. وكان نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني أشار في تصريحات صحفية سابقة الى أن المدارس تنفق مبالغ مالية أبرزها صرف أجور العاملين ودفع مستحقات الضمان الاجتماعي، وتشغيل محركات البحث، وغيرها (...) لديمومة عملها. وبين أن المدارس الخاصة في مأزق والنقابة، أرسلت كتبا عديدة الى الجهات المعنية في سبيل مساعدتها على تخطي العقبات، الا أنه لم يتم الاستجابة لمتطلباتها.

بدوره،يقول المعلم رعد قسوس -عضو اللجنة التنسيقية لمعلمي القطاع الخاص-: «لقد تم الاستغناء عن خدمات بعض المعلمين في بداية التحوّل الى التعلم عن بعد (...)، أما الآن فقد يتم تقليل رواتب معلمين في بعض المدارس الخاصة وفق المادة التعليمية التي يدرّسها».

ويلفت الى أن كل مدرسة لديها سياسيها بطريقة التعلم عن بعد، وبالتعامل مع المعلمين وأولياء الأمور، من خلال النسب التي تقتطعها من رواتب المعلمين، أو نسب الخصومات التي تمنحها الى أولياء الأمور، كما أن هناك بعض المدارس لم تقتطع من رواتب المعلمين بالرغم من قلة ساعات عملها.

ويشير الى أن كل مدرسة تبذل قصارى جهدها بطريقتها الخاصة، لتثبت لأولياء الأمور عدم تقصيرها بمجال التعلم عن بعد؛ ليسدّدوا ما عليهم من أقساط مدرسية.

وكانت حملة «زودتوها» أجرت عدة استبيانات ودراسات واحصائيات، وفق حداد، أظهرت إحداها إن التوجهات الحالية لأولياء الأمور بعد مرور فصل دراسي كامل من العام الدراسي 2020/2021 في المدارس، تفضل عودة الطلبة الى التعلم الوجاهي مع بداية الفصل الدراسي الثاني بشكل كلي بنسبة، وصلت الى 76.4%».

وبخصوص اعتماد التعليم الهجين بحيث يكون عدد أيام محددة في الأسبوع لتدريس المواد الأساسية، والمواد التي تحتاج للممارسة المهارية، وباقي أيام الأسبوع تعلم عن بعد للمواد غير الأساسية، وصلت نسبة التأييد من توجهات أولياء الأمور الى 13.8%، في المقابل وبخصوص استمرار التعلم عن بعد لغاية توفير اللقاح لفيروس كورونا وصلت النسبة إلى 6%، أما عن اقتراح تأجيل الفصل الدراسي الثاني على حساب العطلة الصيفية الأول الى منتصف شهر آذار لحين بيان مسألة توفر اللقاح فجاء بنسبة 3.8%».

وبخصوص انخفاض مستوى الأداء التعليمي للطلبة حسب تقييم أولياء الأمور، يشير حداد الى أنها وصلت الى 75.2% وفق دراسة أخرى أجرتها الحملة، وبلغت 65% فيما يخص تدخل الأهل بالمنظومة التعليمية وحل الواجبات والامتحانات.

وأقرت ذات الدراسة بوجود اختراق لخصوصية المعلمين والمعلمات والطلبة مما يؤثر على السلوك، فضلا عن ارتفاع حالة التوتر والعلاقات الأسرية بسبب وجود أكثر من طفل.

وبحسب الحملة فإن الحل المطروح يجب أن يتم عبر الدعوة لطاولة حوار حقيقية تضم جميع الأطراف ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارتا: التربية والعمل والاستثمار، وأولياء الأمور، والمعلمين في المدارس الخاصة، وأصحاب المدارس الخاصة، والضمان الاجتماعي وضريبة الدخل، مع جهات أكاديمية مستقلة وجهات صحية لديها دراسات حول الأطفال؛ للاتفاق على أفضل الخيارات للعودة للدراسة بشكل وجاهي، وكيفية تطبيقه للحفاظ على صحة الطلبة، وبنفس الوقت تقليل الفاقد التعليمي وجانب بناء الشخصية للطلبة الذي فقدوه بسبب عدم اختلاطهم مع المجتمع المدرسي المتعارف عليه.

يتبين مما سبق، أن تجربة التعلم عن بعد، تحتاج إلى وقفة وتأمل من الجهات التعليمية كافة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العملية التربوية، لتقييم الإنجازات والإخفاقات والتحديات على اختلاف أنواعها لمعالجتها وتصويب نظامنا التعليمي بشقيه عن بعد والوجاهي فكلاهما يعتريه الخلل، ولا بد من معالجة حيادية لكل الأخطاء.

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; }
.alrai-culture-art-widget {border-right: 1px solid rgba(217, 217, 217, 1);padding-right:11px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color: color(display-p3 0 0.6157 0.8745);text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 24px;font-style: normal;font-weight: 800;line-height: 39px;text-decoration: none;padding-bottom: 5px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom: 26px;} .alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content: "";position: absolute;left: 0;right: 0;bottom: 0;background: linear-gradient(90deg, rgba(0, 85, 121, 0.05) 0%, rgba(0, 157, 223, 1) 100%);z-index: 1;height: 3px;width: 100%;} .alrai-culture-art-widget .img-row{width: 100%;} .alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom: 58%;} .alrai-culture-art-widget .item-info {padding: 23px 0} .alrai-culture-art-widget .item-info a{color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; text-decoration: none;} .alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child) > a{display: none;} .alrai-culture-art-widget .item-row a{color: #000;color: color(display-p3 0 0 0);text-align: right;text-decoration: none;-webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden;} .alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom: 1px solid rgba(217, 217, 217, 1);} @media screen and (min-width:1200px){ #widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0;} }
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; }
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper {width: 100%;display: flex;} .death-statistics-marquee .breaking-news {background-color: #7C0000;padding: 22px 17px 24px 18px;color: #FFF;text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 22px;font-weight: 700;line-height: 25px;} .death-statistics-marquee .breaking-news-content {background-color: #B90000;padding: 22px 18px 24px 21px;color: #FFF;text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 22px;font-weight: 700;line-height: 25px;width: 100%;position: relative;} .full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row {position: fixed;width: 100%;right: 0px;bottom: 0px;z-index: 100000;} .death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2 {width: 75px;background-color: #757575;color: #fff;height: 60px;display: flex;align-items: center;justify-content: center;} .death-statistics-marquee .title-widget-2 a {color: #FFF;color: color(display-p3 1 1 1);text-align: right;font-family: 'Almarai';font-size: 15px;font-style: normal;font-weight: 700;line-height: 25px;padding: 16px 18px 16px 15px;text-decoration: none;display:block} .death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full) {width: calc(100% - 100px);background-color: #000;} .death-statistics-marquee .content-row marquee {direction: ltr;} .death-statistics-marquee .content-row .img-item {display: inline-flex;height: 60px;align-items: center;vertical-align: top;} .death-statistics-marquee .content-row .article-title {height: 60px;display: inline-flex;align-items: center;color: #fff;padding: 0px 15px;direction: rtl;} .death-statistics-marquee .article-title a {color: #FFF;color: color(display-p3 1 1 1);text-align: right;font-family: Almarai;font-size: 17px;font-style: normal;font-weight: 700;line-height: 25px;text-decoration: none;} .death-statistics-marquee .title-widget-2 {width:100px} #widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}