يُشكل عام 2020 علامة فارقة لمواليد 29 شباط، وهو ما يُطلق عليه ب (السنة الكبيسة)، ذلك أن هذا التاريخ يتكرر كل أربع سنوات فقط، في حين يعتبره آخرون بأنه يوم عمل إضافي لكن بدون أجر؛ بيد أن كثير من الناس يتشائمون منه بإعتباره نذير سوء، في حين أن البعض الآخر يتفائلون بهذا اليوم المميز.
رغم نُدرة مواليد هذا اليوم وفق الإحصائيات العالمية، إلا أنه بالنسبة لهم تاريخ له خصوصية من حيث موعده ومواليده، ويحتفون به على طريقتهم الخاصة؛ فهناك من يُقيم حفلات كبرى يدعون إليها الأقارب والأصدقاء، وثمة من لا يُعير له بالاً، بإعتباره يوم عادي كزهير أمين الذي يعمل بجمع الخردة.
ما بين التفاؤل والتشاؤم يبقى هذا التاريخ مثار جدل بين الناس، فالكثير يشعر بالإرتياح لأنه من مواليد التاسع والعشرين من شهر شباط، بينما هناك من تتملكه هواجس الخوف والقلق، لدرجة توقع حدوث مكروه.
بعض الأساطير العالمية تشير إلى خصوصية السنة الكبيسة، ففي بعض المجتمات يجعلون المرأة هي التي تطلب يد العريس وعليه قبول طلبها؛ بينما في اليونان يُعتبر الزواج وفق معتقداتهم بهذا العام مصدر لتعاسة الأزواج.
ربما تلك المعتقدات تُناقض ما وصل إليه مواليد السنة الكبيسة من شهرة عالمية، مثل: سائق سباقات السيارات «ماستين غريغورى» الشهير، والمطرب الجزائرى «الشاب خالد»، والممثلة الأمريكية «ديانا شور»، ومطرب الراب الأمريكى «جا رول»، والممثل الأمريكى «دنيس فارينا»؛ فالكثير من هؤلاء وصلوا إلى الشهرة العالمية بدون منغصات.
تؤيد ذلك المحامية نور عبدالله وهي من مواليد 29 شباط، فهي إلى جانب شعورها بالسعادة في محيطها الأسري، فإنها حققت نجاحاً في مسيرتها العملية في مهنة المحاماة؛ وتشعر بالسعادة لأنها من مواليد شباط في السنة الكبيسة؛ وما يُشعرها بالفرح أن الأهل والأقرباء يستذكرونها في هذا اليوم ويحتفون بميلادها.
بعض العائلات وثّقت مواليد أبنائهم في مثل هذا اليوم في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كعائلة هينركسن في النرويج، التي أنجبت أبناءها الثلاثة في التاسع والعشرين من شباط/ فبرايرعلى التوالي، في أعوام 1960 و1964 و1968.
أما حكاية السنة الكبيسة واليوم «الزائد»، فقد أنشأها يوليوس قيصر للمرة الأولى عام 45 قبل الميلاد، لإنهاء فوضى التقاويم المتغيرة بحسب أهواء أصحاب السلطة؛ فبحساب سرعة دوران الأرض حول الشمس، وجد أنها تستغرق 365 يوما و6 ساعات وبضع دقائق، لذا قرر أن يصبح عدد أيام السنة 365 يوما فقط، ويتم إدراك الفارق كل أربع سنوات بزيادة يوم واحد لتصبح السنة الرابعة 366 يوماً.
لا تُعدّ السنة الكبيسة حلاً مثالياً لمشكلة التوافق الزمني بين التقويم والدورة الفلكية للأرض؛ لأنّ المبدأ الذي تقوم عليه السنة الكبيسة بإضافة 24 ساعةً مرّةً كلّ أربع سنوات، يعني أن تتجاوز السنة التقويمية السنة الشمسية بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية كل عام، حسب علماء الفلك.
المهم أن ما يميز السنة الكبيسة عن غيرها، أن مواليدها يتحفون بأعياد ميلادهم مرة كل أربع سنوات، لكن ثمة إختلاف بين من يُعطي هذا اليوم أهمية بالغة، وبين من يعتبره نذير شؤم فلا يقترب من ذكره؛ سننتظر أربعة أعوام أخرى حتى يأتي شباطاً بيوم إضافي يُضفي عليه ألقه وتميزه!!
