تستهوي غابات محافظة المفرق العائلات والأفراد للتنزه وقضاء وقت من الراحة في أيام العطل والفراغ بعيدا عن ضجيج العمل والمدينة في أيام فصلي الصيف والربيع.
وتستعد الغابات التي تقع في مناطق غربي المحافظة لاستقبال الزوار الذين اعتادوا الذهاب لتلك الأماكن التي زرعت منذ عشرات السنين بأشجار اللزاب والبطم والخروب وغيرها من أنواع الأشجار.
ويقول محمد الزبون أحد سكان المحافظة، إن ما يميز محافظة المفرق هو تنوعها الطبيعي من سهول وجبال وهضاب وصحارى وغابات وغيرها من مظاهر التنوع.
وأضاف إن غابات غربي المفرق تشهد في فصلي الربيع والصيف، حركة سياحية داخلية وخارجية سواء أكانوا مواطنين أم زائرين للمملكة من الخارج لقضاء أوقات لا تخلو من المتعة خاصة وأن هذه المناطق تشكل فضاء واسعا للأطفال.
وتحدثت عائلة «أبو علي» لـ الرأي عن الأجواء الإيجابية التي تسود الأماكن التي توجد فيها غابات المفرق، ففي وقت الصيف تعتبر الغابات أماكن يستظل بها المتنزهون أما في فصل الربيع، فهي أماكن لرحلة البحث عن الأعشاب وقطف الزهور المتنوعة.
ولا يحلو طهي المنسف لعائلة أبو خالد الخزاعلة الا في إحدى غابات المفرق بين الأشجار خلال فصلي الربيع والصيف، مستخدمين النار التي أشعلها الحطب لطهي «طبختهم» مستمتعين بجمالية المكان على وقع وجبتهم المفضلة (المنسف).
وتقول الدكتورة ابتهال الخريشا من وزارة الزراعة، إن غابات المفرق، هي أراض حرجية تعود ملكيتها لوزارة الزراعة، مشيرة إلى أن الوزارة أولت هذه الغابات عناية خاصة وقامت بتشجير مناطق أخرى ليس للحفاظ على هذه الغابات و حسب بل لتوسعتها أيضا و زيادة مساحاتها و مراقبتها من لصوص الأخشاب و الرعي الجائر.
وأوضحت أن ما تمتاز به محافظة المفرق هو وجود سياحة الصحراء الى جانب سياحة المناطق الشجرية (الغابات) خاصة مع وجود الأعشاب البرية الهامة والعطرية الطبية في تلك الغابات كافة مثل: الزعتر البري، الكزبرة، الجعدة، وفي وديانها الشيح والقيصوم والكعوب وغيرهما كثير.
رئيس بلدية رحاب الدكتور حسين الزيود، أكد أن هذه الغابات موجودة ضمن الحدود الإدارية لبلدية رحاب و التي تقع في مناطق المدور والدقمسة والدجنية وأم بطيمة وغيرها من المناطق، لافتا إلى أن غابات المفرق تقع ضمن مسؤوليات وزارة الزراعة لانها أراضي حراج.
ورغم جمالية هذه الغابات التي تمتد حتى حدود محافظة جرش غربا وتوضح للعالم مدى الجمالية الطبيعية لمحافظة المفرق،إلا أنها تفتقر لوجود استراحات واستثمارات سياحية وخدمات تلبي حاجة الزوار وتشجعهم وغيرهم من السياح إلى زيارة هذه الأماكن مرات عديدة وقضاء أوقات طويلة.
وعن قراءة تاريخ غابات المفرق، يقول الباحث الدكتور عبدالقادر الحصان، إن غابات المفرق (الحراج) تم غرسها مكان الغابات القديمة التي تم اجتثاثها من قبل الناس وكذلك لاستخدام أخشابها من قبل العثمانيين لتسيير القطار قبيل الحرب العالمية الأولى لأن الفحم الحجري لم يعد متوافرا نتيجة حصار السلطنة العثمانية وضياع الكثير من ممتلكاتها الجغرافية في أسيا وأوروبا.
وأوضح أنه تم غرس أشجار الصنوبر في العام 1952 في المنطقة الغربية على المرتفعات التي تزيد على 800 عن مستوى سطح البحر لتوافر الأمطار السنوية في فصل الشتاء والتي تعود الى حوض البحر الأبيض المتوسط وتربتها طرية مساعدة لنمو الأشجار وكذلك صخورها طرية وغنية بالمواد العضوية والمعدنية المساعدة على تغذية الأشجار والاحتفاظ بالرطوبة صيفا أيضا.