أبو ظبي - زياد الرباعي
تعبر منطقة الحصن إلى بيت الحرفيين لتحكي تاريخ الحرف المحلية التي تناسب طبيعة أبو ظبي البيئية بأنواعها الثلاثة الصحراوي والبحري والجبلي بدءا من النسيج وما ارتبط بمواد خام من صوف الأغنام ووبر الجمل وشعر الماعز وعسف النخل إلى ترويدة البحر فالنفط لتناظر العالم عمرانا وفنا وتجارة عبر رؤى وتطلعات صاغها مؤسس الإمارات الحديثة المغفور له الشيخ زايد من سلطان آل نهيان الذي تحتفل الإمارات بمرور 100 عام على مولده.
شريط المنطقة الحرفية لا يجوز عبوره عند المسؤولين في المنطقة إلا بعد دخول بيت القهوة الذي يعد فنجانه ذا دلالة ومعنى في التاريخ والتراث والعرف الاجتماعي الماضي والحاضر.
فصناعة القهوة العربية ( السادة ) قصة المصدر والجودة والمواد المضافة كالهيل والزعفران..الخ والصانع والمعزب وآلية التحضير والصباب والضيف وما يرافقها في التحضير والتقديم ودورها الاجتماعي في الضيافة وحل الخلافات والزفاف وكافة طقوس الحياة اليومية.
بعد الضيافة والعرض المقدم من القائمين على بيت القهوة تدخل بيت الحرفيين الذي يشكل الوعاء الحافظ للتراث الحرفي للامارات وعلى ترويدة بحرية عبر عرض مرئي في قاعة تحدث فيها رئيس دائرة الثفاقة والسياحة محمد خليفة المبارك لفريق يمثل الإعلام العربي والدولي بينها «الرأي » ووكيل دائرة السياحة والثقافة في أبو ظبي سيف سعيد عن أهداف البيت ودوره في ربط الماضي بالحاضر وخاصة بمنطقة الحصن والمجمع الثقافي.
وعلى إيقاع الصوت يتحدث رجل يحترف صناعة الخوص من سعف النخيل وفروعه عن عمله في صناعة العديد من المنتوجات التي تلبي احتياجات المواطن في بيته وعمله من أوان لوضع الأطعمة والسلال وحصير الفرش والمروحة اليدوية التقليدية.
تعبر إلى قاعة المشاهدة لترى ثلة من النساء يعملن في النسيج اليدوي ( السدو ) الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة الصون العاجل للتراث ، فيصنعن كما هو الحال عبر تاريخ الامارة البسط وزينة الخيم والبيت والجمال والسروج والاحزمة.
وثمة نساء يمارسن التطريز «التلي» من خيوط القطن والحرير والذهب والفضة لتزيين الاثواب ووسائد البيت وزخرفة المقتنيات فيه.
وما يترفق مع الحرف اليدوية في بيت الحرفيين ظهرت عبر تاريخ الامارت صناعة الأدوات والمراكب البحرية الصغيرة لصيد السمك واللؤلؤ. ويعمل بيت الحرفيين وفق ما خطط له على صون الممارسات والحرف التقليدية وتمكين المعرفة والمهارات الخاصة بها ونقلها للأجيال لضمان استدامتها في المستقبل وتعزيز وجود الحرف التقليدية بين مختلف الانشطة، إضافة لذلك سيكون لبيت الحرفيين دور ومكان في عقد الورش التدريبية لمختلف الفعاليات .