يعني الأصل السامي المشترك لكلمة حاتم: أقصى الشيء، أو طرفه الأخير، وتعني حاتم بالعربية: حاكم، وحتم بالشيء: قضى به. وجذر الكلمة الآرامي: حتم وكذلك العربي والعبري: أي اختتم أو أنهى أو أغلق، ويفيد المعنى: «الوصول إلى مبتغى الأمر ومنتهاه».
وقد ورد في دفاتر الطابو العثمانية (حاطم) بالطّاء. وورد فيها أيضاً أنها مزرعة، وليست قرية. كما ورد اسمها في هذه الدفاتر بالخاء المعجمة (خاطم). وأضيف اسمها كمزرعة إلى الملك، حيث وردت في بعض دفاتر الطابو العثمانية باسم (مزرعة خاطم الملك)، و(مزرعة حاطمة الملك).
وتقع بلدة حاتم على بعد ستة عشر كيلومتراً غرب مدينة إربد، وترتفع عن مستوى سطح البحر نحو خمسمائة متر، ويحدها من الشمال: إربد، وسمر، وكفر سوم، ومن الجنوب: مدينة إربد، ومن الغرب: ملْكا، ومن الشرق: سما الروسان وكفر جايز. وتقع فلكياً على خط الطول 35 درجة و47 دقيقة شرقاً، ودائرة العرض 32 درجة و39 دقيقة شمالاً. وتتبع بلدة حاتم إدارياً لواء بني كنانة، أحد ألوية محافظة إربد، وتضمها بلدية السرو التي تضم أيضاً: سما الروسان.
يرجع تاريخ بلدة حاتم إلى آلاف السنين، ومن المناطق التاريخية فيها: منطقة الخربة، وهي منطقة قديمة كانت مأهولة أيام الرومان، وتوجد فيها قبور وآثار رومانية، ومن مناطقها أيضاً: الرقة، والحرة، والرأس، والبيرق، والخوانيق، وكوخ أبي العبد.
وتوجد في بلدة حاتم عيون ماء عديدة، هي: الصادف، وسارة، والحمود، والقصير، وحاتم. وقد ظلت عامرة حتى عام 930هـ/1523م، فقد وجد في ذلك العام أن سكانها قد هجروها وتمكنوا في غيرها من القرى، إلا أنهم ظلوا يزرعون أراضيهم فيها. وكان سكانها الذين نزحوا عنها يشكلون ثماني عشرة أسرة، أي حوالي 80-90 نسمة.
وتشير دفاتر الطابو العثمانية إلى أن معظم الأسر التي كانت قد نزحت عن بلدة حاتم عادت إليها، وذلك في منتصف القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، فقد ورد في دفتر الطابو رقم (401) تاريخ 950هـ/1543م أن القرية «فيها ثلاث عشرة خانة ومجرد واحد، حاصلها في قسم من الربع: ألفان وثمانمائة آقجة. من الحنطة: اثنتا عشرة غرارة قيمتها ألف وخمسمائة وستون آقجة. من الشعير: اثنتا عشرة غرارة قيمتها ثمانمائة وأربعون آقجة. ورسم الخرنوب: مائتا آقجة. رسم المعزة: مائة آقجة. وخراج الزيتون: خمسون آقجة».
وزاد عدد سكان حاتم قليلاً في أوائل القرن الحادي عشر الهجري، فقد ورد في دفتر الطابو العثماني رقم (99) تاريخ 1005هـ/1543م أن في قرية حاتم «تسع عشرة خانة وثلاثة عشر مجرداً، وحاصل قسم من الربع. من الحنطة: عشر غرارات قيمتها ألف وخمسمائة آقجة. من الشعير: عشر غرارات قيمتها تسمائة آقجة. من المال الصيفي: ستمائة آقجة. وخراج الأشجار من الخرنوب: خمسمائة آقجة. ورسم المعز والنحل: مائة آقجة...».
وقد ورد ذكر مزرعة خاطم الملك في الدفتر رقم (401) بينما وردت المزرعة باسم حاطمة الملك في الدفتر رقم (99)، وهما المزرعة نفسها، ويبدو أنها كانت في أراضي حاتم.
ويبلغ عدد سكان حاتم (5474) نسمة ينتمون إلى عشائر: القنانوة، والعودات، وهم ينتسبون إلى الصحابي: المقداد بن الأسود الحضرمي، وينتمون إلى عشيرة الغرايبة. والضامن، والرواشدة، وهم فرع من الرواشدة في الكرك، وأصلهم من البرارشة. واليونس، والبكار، وهم فرع من عشيرة العبيدات. والذنيبات، وهم فرقة من الإمامية وأصلهم من الحجاز. والعمري، وهم ينتسبون إلى الخليفة عمر بن الخطاب. والخطيب.
ويعمل سكان حاتم بالزراعة، وخاصة زراعة الزيتون والعنب والتين وغير ذلك. كما يعملون في الوظائف المختلفة. ويوجد في بلدة حاتم أربع مدارس، اثنتان للذكور، واثنتان للإناث. وفيها ثلاثة مساجد أكبرها مسجد القادسية، كما يوجد فيها مركز صحي شامل