تونس الخضراء..جمال الطبيعة وأصالة شعب
تاريخ النشر :
السبت
01:00 2017-4-1
تونس- سيرين السيد
قصة مدينة تونس التي احتضنت عدة حضارات تاريخية وثقافية عبر العصور، لتضفي على المنطقة رونقا غريبا تتباهى به باندماج الماضي بالحاضر بشكل غريب في مكنونات مناطقها.. فتصيبك الحيرة اين انت؟ هل انت في دولة عصرية اوروبية ام انت في دولة فينيقية تاريخية.
يأخدك سحر عجيب بالانفتاح الطبيعي فما كانت لتسمى تونس الخضراء الا لجمال طبيعتها الخلابة لتغطى جبالها وسهولها باللون الاخضر، لتشكل مزيجا من احتضان الجبال والسهول الخضراء بقلب حوض البحر الابيض المتوسط باندماج ساحر للاخضر والازرق.
عرفت مدينة تونس بتعاقب العديد من الحضارات التي جلبتها ثروات هذه الأرض وأهمية موقعها الإستراتيجي الذي ساعد على دخولها وانفتاحها التجاري والحضاري لتصبح مركزا ومقصدا تجاريا سياحيا يقصدها الناس من كل مكان.
الرأي وضمن وفد أردني إعلامي زار تونس مؤخرا بالتنسيق مع الديوان الوطني للسياحة في تونس ضمن مبادرة تفعيل السوق السياحية المشتركة بين الأردن وتونس ، حيث التقت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي الوفد ، واكدت. أن عام 2017 سيكون «عام إقلاع» في النمو السياحي في السوق التونسية».
وأشارت اللومي الى ان هناك اقبالا كبيرا وزوارا كثيرون لتونس بعد استقرار الاوضاع الامنية في البلاد ، الامر الذي انعكس على نسبة النمو السياحي حيث سجلت النسبة ارتفاعاً بلغ حوالي 30% ، في وقت شهدت البلاد عودة جيدة للاسواق التقليدية والسياحة، التي تعد ركيزة اساسية للاقتصاد التونسي وتمس قطاعات عديدة مثل الصناعات التقليدية والنقل والفلاحة والصناعة الغذائية».
ووجهت الوزيرة اللومي رسالة «تطمين» خلال لقاء الوفد إلى السائح الأردني على وجه الخصوص والسائح العربي عموما، بأن الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة منذ العام 2016 ، اذ أنها شهدت تحسنا متصاعدا في الربع الأول من العام 2017 ، الامر الذي يعتبر مؤشراً الى عودة السياحة الى اوجها كما كانت في السابق.
من جهته قال مسؤول الاسواق العربية في الديوان الوطني للسياحة في تونس شكري شراد ، ان لكل جهة في تونس موروثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها، فكل منطقة تتميز بأكلاتها وأزيائها التقليدية وطراز خاص بالعمارة والالوان، ويظهر التنوع التراثي جليا على مستوى الصناعات التقليدية حيث كان لصناعة الخزف والفخار أساسا في نابل وجربة، اما السجاد أو الزربية فاشتهرت بهما القيروان والمهدية، وكان لصناعة الجلود أساسا في العاصمة، وامتاز اهل صفاقس وقبلي بالخشب اما عن صناعة النحاس ففي العاصمة والقيروان.
واشار شراد الى ان المطبخ التونسي ، مطبخ متنوع يعكس الثقافة العربية البربرية الاصلية باطباقها الفخارية الطواجنية اللذيدة ناهيك عن اللمسات الغربية الاوروبية الرائعة، فأسلوب الطّبخ المستمد من التقاليد العريقة للشّعب التونسي، يعتبر جزءاً منه وهو خلاصة ثقافات عديدة بربرية، بونيقية ،عربية ،يهودية ،تركية ،ايطالية، الخ.
واضاف شراد ان الطبخ التونسي يعتمد بشكل أساسي على الهريسة « الشطه» و زيت الزيتون ولحم الضأن، والثوم، و الأسماك و العديد من الخضروات والتوابل الأخرى، كما يقدم المطبخ التونسي ما يعرف باسم «مطبخ شمسي» الذي يعتمد بشكل كبير على زيت الزيتون، والبهارات، والطماطم، وأنواع الأسماك، واللحوم، ويقدم الخبز كعنصرأساسيّ في المطبخ التونسي، إذ أنّه يكون مصاحبا لجميع الأطباق تقريبا وعادة ما يتمّ استعماله بالغمس لتناول المرق.
من جهته اكد مسؤول الترويج السياحي في الديوان الوطني للسياحة انور اليرماني، تميز تونس بتنوع منتجاتها السياحية، خاصة بالسياحة العلاجية حيث اشتهرت بالمداواة بمياه البحر الدافئة في شكل حمامات أو دش باستخدام المنتجات المصنوعة من الطحالب البحرية التي يغلف بها جسم المستحم،حيث يتواجد ما لا يقل عن 95 منبع ماء معدني منها 65 منبع ماء ساخن أغلبها يتم استغلاله منذ القدم في حمامات شعبية.
ويضيف اليرماني انه وبفضل الخبرة الطويلة في العلاج والاستشفاء عن طريق المياه الساخنة، تمكنت تونس في عام 1994 أن تتبوأ مركزا مميزا بين الدول باحتلالها للمرتبة الثانية في العلاج بمياه البحر، اكسبها جدارة عالية في هذا المجال في ظل توفر معدات متطورة ذات جودة عالية على الصعيد الدولي، ناهيك عن الطواقم العاملة تحت قيادة طبية مدربة ومهنية.
حيث إختارت تونس تثمين تقاليدها العريقة في المعالجة بالمياه المعدنية، ومن اهم المنتجعات العلاجية الاستشفائية حمام بورقيبة ومنطقة بنزرت الذي يوجد فيه حمام الأربعين، وعيون منطقة قربص و»عين الصبية» وعين العتروس، وتعتبر منطقة الحمامات غنية بالمياه الساخنة، اما منطقة الجنوب فإن منطقة الحامة في ولاية قابس، الواقعة على بعد 400 كم جنوبي العاصمة، تعتبر من أهم المحطات الاستشفائية لسكان تلك المنطقة ولغيرها من المناطق، ويأتيها زوار من ليبيا والجزائر أيضا.
وتتنوع مقومات الجذب السياحي في تونس ، فيجـد السائح في تونس غايته ووجهته مهما تنوّعت وتباينت هواياته ، فاين ما توجهت تجد في جانبيك شواطئها التي يبلغ طولها حوالي 1200 كم على مياه البحر الأبيض المتوسط والمجهزة بمرافق وخدمات سياحية متطورة.
وعلى صعيد الفنادق ، فانها تميزت بمستويات وخدمات عالمية على مستوى جودة الخدمات المقدمة للنزيل ، حيث تتمتع تونس بمناخ معتدل جميل وتتنوع الأنشطة السياحية فيها بين الثقافة والتاريخ العريق والمنتجعات الفخمة والجزر والشواطئ الخلابة، وهي تعد من الوجهات السياحية منخفضة التكلفة وتناسب الجميع.
وتشتهر مدن تونس بانها وجهات سياحية عالمية ، اذ باتت مقصدا للباحثين عن الترفيه وقضاء العطلات ومن اهمها العاصمة تونس « تونس العتيقة» الذي يقسم الحي القديم عن «باب البحر» ومنطقة الحمامات، سوسة، سيدي بوسعيد، بورقيبه، جربة، المنستير، طبرقة والمهدية.
وعلى بعد نحو 70 كم إلى الجنوب من العاصمة تونس، تقع منطقة الحمامات التونسية السياحية التي تضم أحد أشهر المنتجعات في الجمهورية «صدر بعل» بطرازه الكلاسيكي، والذي دخل الجناح الرئاسي فيه العام 2005 موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر جناح في العالم، إذ يمتد على مساحة 1542 متراً مربعاً، من أصل 5500 متر مربع كمساحة إجمالية للمنتجع ، وفقاً لمدير عام فندق صدر بعل سمير نصير.
ويقول نصير ، ان المنتجع يضم الجناح 5 غرف نوم ومسابح داخلية وخارجية وخاصة، وقاعات استقبال وغرفة طعام ومدخلا رئيسيا و بهوا كبيرا وحديقة خارجية متصلة بواجهة شاطئ البحر الأبيض المتوسط ومهبط طائرة مروحية، عدا عن اللوحات الفنية المنتشرة في أروقته، وهي جزء من 2500 لوحة يعرضها المنتجع في أرجائه لفنانين تونسيين وعرب محترفين.
واضاف نصير ، الجناح الرئاسي في «ُصدر بعل» استضاف العديد من المشاهير والشخصيات السياسية، أبرزها الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وولي العهد السعودي وزير الداخلية الراحل نايف بن عبد العزيز ، المغنية والنجمة الأمريكية ماريا كاري ، والممثل العالمي أنطونيو بانداروس والممثلة العالمية أنجلينا جولي.