author

160x600

لا شيءَ أسوأ من «الوصول إلى المعرفة متأخراً»! فجأة تَتوتّر الهويات، وترتسم على الوجوه ملامحُ الأقلياتِ والطوائفِ والأعراقِ والجِهات. حينها، تخرج الرموزُ عن وَقارِها وجَلالِها، وتتحرّك بين الجموع في الشوارع، وترتسم من جديد حدودُ الأحياء المغلقة وحاراتها للهويات المجروحة، دينية كانت أو عرقية أو ثقافية أو اجتماعية. في القرن العشرين، الذي لم نُنجز فيه وظائفنا الحضارية جيداً، تزاحَمت، بأشكال مرعبة محاولاتُ الهداية القَسرية للناس، من فئات تعتبر نفسها فِرقاً ناجية، أو جَماعاتٍ تحتكر امتلاكها للحقيقة؛ ومع كلّ محاولة، كانت هويّات الأفراد تتصاعد...

الاثنين 2022 04 18 00:14

«أممٌ غير متحدة»..!

الولايات المتحدة وحلفاؤها يمارسون غضباً سياسياً غير مسبوق، كرد فعل على ما أسمته روسيا «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا. وفي المقابل، فإن ما قامت به روسيا، على فداحته وتناقضه مع القانون الدولي، هو عمل مألوف، سبق ومارسته كثير من الدول القوية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحليفاتها الأوروبيات، طوال فترة الحرب الباردة وما بعدها، ومن دون أن يرافق ذلك هذه الحملة الإعلامية الرافضة لاجتياح دولة أخرى، فما معنى ذلك..؟ ليس هذا هو المهم؛ فما قامت وتقوم به الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو، من حصار وعقوبات اقتصادية ضد روسيا، يُنذر بتغييرات كبرى على...

الأربعاء 2022 04 13 00:03

«رَخاءٌ أميركيُّ» من دون «حروب»..!

في منتصف صَيف آب من العام 1971، أعلن الرئيس الأميركيّ ريتشارد نيكسون عن سياسة اقتصادية جديدة، أطلِق عليها اسم برنامج خلق «رخاء جديد بدون حرب». وهي مبادرة عُرفت شَعبياً باسم «صدمة نيكسون»، وكانت، عملياً، هي بداية النهاية لنظام «بريتون وودز» لأسعار الصرف الثابتة للعُملات، الذي تم التوافق عليه في نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي نظام «بريتون وودز»، جرى تحديد القيم الخارجية للعملات الأجنبية، فيما يتعلق بالدولار الأميركي، بما يعادله من الذهب، بحيث يكون كل 35 دولاراً مساوياً لأونصة من الذهب. وفي نهاية ستينيّات القرن العشرين، أي بعد نحو عقدين من...

الاثنين 2022 04 11 00:15

«الامبراطورية الغاضبة»..!

من الطبيعي، مع حملة «الإعلام الغربيّ»، الذي أصابه سُّعارٌ غير مسبوق، ألّا يكترث أحد لما قاله الرئيس البيلاروسي «ألكسندر لوكاشينكو»، قبل أيام، عن «أن أميركيين وأوروبيين يقودون القوات الأوكرانية ميدانيّاً»، باعتباره الحليف الأقرب لروسيا، أو لبوتين، بحسب ما يريد ذلك الإعلام. بل ومطلوب أيضاً أن يصدّق الجميع بأنّ الجيش الأوكراني، ومقاومته، قادران على صدّ العملية العسكرية الروسية، بمجرّد دعم عسكري خارجي من دول حلف الناتو الكثيرة. هذا الجيش الأوكراني، الذي لم يخُض، منذ استقلاله عن جيش الاتحاد السوفيتي السابق في ا?عام 1991، سوى حَربَي العراق (ضمن...

الثلاثاء 2022 04 5 23:49

البَحثُ عن «الحَقيقة» و«أدواتها»..

كثيرون تفاءَلوا، قبل نحو عقدين، مع مطلع الألفية الجديدة، بثورة الاتصال الحديثة، وربطها باتّساع حرية الرأي والإعلام، سيّما وأن نشرَ «الخبَر» أصبحَ في متناوَل أيّ يد، وأيّ وَعي، وأيّ ثقافة؛ ولكن أيّ خبَر، وأيّ حقيقة..؟. وأذكرُ أنّني كتبتُ هنا، قبل أكثر من عقد، ضدّ هذا التفاؤل، وعن عصر «الصراع على الصورة». فـ«مخرجات الوسائل الإعلامية..»، أو حتى «وسائل التواصل الاجتماعي»، لَم تعُد تعكس الواقع كما هو، بما في ذلك الصورة. فصار الواقعُ، أو الحقيقةُ، تحتاج إلى تنقيب مُضنٍ، عنه وعنها، وسطَ ركامٍ مِزق من الصور المُرك?بة، ووسط فَيضٍ من الكلام المرافق لها،...

الاحد 2022 04 3 23:36

«الحَربُ» و«السِّكّينُ» و«التُّفّاحةُ»..!

لَو لَم تكن روسيا، وأوروبا، وأميركا، هُم الأطراف الفعليّة الحرب الدائرة في أوكرانيا، لَما امتدّ تأثيرها إلى باقي أنحاء العالَم؛ بدليل أنّ حروباً كثيرة، في إقليمنا العربيّ، منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولَم يشعر بها العالَم، على نحو ما نراه اليوم. وهنا، يتحسّس كثيرون مفاصل نظام الأمن العالَمي، الذي صنعته تجربتا الحربين العُظميين، الأولى والثانية، في «عصبة الأمم» و«هيئة الأمم». فالانتهاك المتواصل، خلال الحرب الباردة، للمبادئ الإنسانية، وللحقوق، وللسلم العالمي، التي أرسَتْها مرارةُ وفداحة الحرب الثانية، أوصَلَت فكرة «مجلس الأمن»، وميزة...

الجمعة 2022 04 1 21:52

«الجغرافيا السياسيّة».. و«مَصائرُ الدَّولَة العَاديّة والقارّية»

المحاولَة الروسيّة، في أوكرانيا، تُعيد، من جديد، طرحَ سؤال «مَصائرُ الدَّولَة العَاديّة والقارّية». لا يزال الفكرُ العربيُّ أسيراً، ومفتوناً، بآخر إصداراته، في علوم الجغرافيا السياسية، بكتاب «شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان»، للمصري جمال حمدان، بأجزائه الأربعة، التي صدرت في العام 1967، والتي يمزج فيه بين الجغرافيا والتاريخ والسياسة والعلوم الطبيعية والإنسانية والتطبيقية الأخرى، فتمثّلت رؤيته في؛ «شخصية مصر الطبيعية»، و«شخصية مصر البشرية»، و«شخصية مصر التكاملية»، و«شخصية مصر الحضارية». وتَلَتها محاولاتٌ بائسة، من آخرين، للتأصيل لغزو...

الاحد 2022 03 27 23:04

بحر آزوف وأوكرانيا؛ حيثُ تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ

اليوم، بِإعلان القوّاتِ الروسيةِ سيطرتها على مرفأي (ماريوبول) و(برديانسك)، الأوكرانيّين، على بحر آزوف، فإنّ هذا البحر يصبح بحيرة داخليةً روسيةً مغلقةً، بعد أن ضَمّت شبه جزيرةَ القرم الاستراتيجية في العام 2014. قبل نحو تسعة أعوام (2013)، كتبتُ هنا في «الرأي» عن (بحر آزوف)، في صفحة مرافىء المتوسط، تحت عنوان (بحر آزوف؛ في مَطْلِعَ الشَّمْسِ ومَغْرِبَها تَتَابَعُ الأسبابُ). إذ كنتُ حينها أتتبّع مرافىء المتوسط، وامتدادات ذلك المتوسط العَجيب، الذي يصل إلى آخر الدنيا، بمضائِقهِ، ليشكّل بذلك سُرّة العالَم القديم والجديد معاً. على الرغم من الضخّ...

الأربعاء 2022 03 23 00:13

عَن (القَولِ وصَاحبه)..

في المأثورِ العربيّ، قوَلٌ فَريدٌ، مفاده: (لا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ قَالَ، وَانْظُرْ إِلَى مَا قَالَ). وهُوَ كَلامٌ ينسبه البعض إلى عَلِيٍّ بن أبي طالب، باعتباره أحد مصادر الحكمة في التراث العربيّ. وفي ظَنّي، أنّ هذا «النسب» ليس كذلك، بل هو قول ينتمي إلى فترة صراع مأزومة في التاريخ الثقافيّ العربيّ، قوامها ضرورة التفريق بين (القولِ وصاحبه). لَحظةٌ مأزومةٌ، تماماً كتلك اللحظة المأزومة، التي تعيشها الثقافة والمجتمعات العربيّة الراهنة. وفيها، أنّ أزمةَ الخطابِ العامِ لا تتحاوَر كأفكار، فيما بينها، بل بين أشخاص، يتوجّب عليهم أن يكونوا إمّا...

السبت 2022 03 19 22:56

عَن مسلّم بسيسو.. وَسِيرةِ السِنديانِ العَتيق

رَحلَ النَبيلُ في وَضَحِ النهارِ. فلم يُفسِحْ لَنا قَولاً على قَولهْ. هَادئاً كَيَمامْ. خَفيفاً كَغيمةِ صَيف. لَم يُثقِلْ على أحدٍ.بِهدوءِ قِدّيسٍ، وبِخَفَرِ عَذارَى، رَحلَ مسلّم بسيسو..بِعُمرٍ صَاخبٍ بالرجالِ، والحِبرِ، والبارودِ، والأسرارِ الكَبيرةِ، وضَجيجِ العربِ، لَوَّحَ (أبو دَرويش) لَنا جَمعياً، قبل أيامٍ، بعينية الغائرتين، صامتاً، ومَضى..***مِن بيسانَ، في كَبدِ الأردنِّ، إلى بيرِ السَبعِ في كَبدِ العُروبةِ والعُربان، إلى غزّةَ وبحرها الشَفيفِ، إلى القُدسِ ومطرانها، فالقاهرة فعمّانَ، فالقُدسُ ثانيةً، إلى يافا ومستوطنةِ (نيتر)، حين...

الاثنين 2017 10 30 23:00

صفحة 6 من 7

1 2 3 4 5 6 7