#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }
#Alrai_LB_01_HomePage_full_ad { width: 728px; height: 90px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:0 auto; @media screen and (max-width:768px){ #Alrai_LB_01_HomePage_full_ad{ display: none } } }

الإنسان الأعلى بين نيتشه وسلامة موسى- زهير توفيق

تاريخ النشر : الجمعة 12:00 10-12-2004

نشر سلامة موسى المفكر النهضوي العربي سنة 1910 كتابا متواضعا بعنوان «مقدمة السوبرمان»، وهو المؤلف الأول في نتاجه المعرفي الذي امتد طوال خمسين عاما، وأنتج فيه أكثر من أربعين كتابا.
و«مقدمة السوبرمان» كراسة تمهيدية أشار فيها موسى لمجمل الأفكار والمعارف والتيارات الفكرية الحديثة في الغرب التي ستشغل فكره فيما بعد لتكون نواة مؤلفاته اللاحقة، وكتبت هذه الكراسة في لندن إبان ملازمة هذا المفكر لأعضاء الجمعية الفابية -خاصة الأديبين : ويلز وجورج برنارد شو- اللذين تأثر بأفكارهما الاشتراكية الإصلاحية، والنزعة الإنسانية السلمية والإصلاح بالتطور والتدرج، ونبذ العنف والتطرف، وهذا الكتاب كما يقول المفكر المغربي كمال عبد اللطيف في دراسته لخطاب سلامة موسى في «سلامة موسى وإشكالية النهضة» كان بمثابة «الوثيقة الأولى التي يقدمها لنا سلامة موسى حول اقتناعه المطلق بالغرب فكره وسلوكه وتاريخه، ويدعونا عن طريقها إلى تبني الطريق الغربي للنهضة والتقدم» والكتيّب عبارة عن مقالات وإشارات وخواطر تستوحي فكرة السوبرمان دون إحالات مرجعية أو إشارة نصية لنيتشه، ما عدا مقالة بعنوان«نيتشه والمسيحية» يشير فيها إلى هجوم نيتشه الشرس ومعارضته للأخلاق المسيحية كالشفقة والرحمة والبر بالضعفاء والمساكين بما يتناقض وموقف سلامة موسى الوسطي المسالم الذي تشربه في مصر ولندن عند الجمعية الفابية، ومن النص نستنتج بان سلامة موسى على دراية بفكرة الإنسان السوبرمان وإرادة القوة عند نيتشه، ولكنه لم يكن مستعدا لا فكريا ولا أخلاقيا لاستلهام نيتشه العدمي الجبار والفيلسوف الأصيل الذي دفع أفكاره المتطرفة لنهاياتها القصوى، لتقويض أسس الميتافيزيقيا الغربية، وكل ما يمت لها بصلة من أخلاق وعقل وقيم دينية ولم يتحمل سلامة موسى اطروحات نيتشه في الله والدين والأخلاق السماوية، ولا شراسته في الهجوم عليها وتفكيكها من جذورها كشرط أولي لارتقاء الإنسان الأخير(الراهن)، إنسان القرن التاسع عشر والقرن العشرين إلى الإنسان المطلق، السوبرمان المتمرد على كل شيء بديل المطلق والإله المتعالي، وتمكن سلامة موسى من الإفلات من تأثير نيتشه ، وتبنى سوبرمان برنارد شو، وهو الإنسان الممكن تحقيقه في المستقبل القريب بفعل تطور علم البيولوجيا والجينات الذي يسميه «علم اليوجينيه».
وشتّان بين الإنسان السوبرمان عند نيتشه المستمد أصلاً من الفيلسوف المادي فيورباخ الذي يقول أن «الإنسان هو إله الإنسان» وسوبرمان سلامة موسى المستمد من برنارد شو المسالم الوسطي، المؤمن بالداروينية كعقيدة وقاعدة برهانية لفهم تطور الإنسان الحالي وتحقيق الأفضل بالانتخاب الطبيعي، وبتعميم نظرية التطور على الواقع الاجتماعي، لاستخلاص مبادىء وقيم معيارية من نظرية علمية بالمماثلة والقياس كما فعل قبله شبلي الشميّل الذي قدم نظرية «النشوء والارتقاء» عن طريق بوخنر، ويتم هذا بالانتخاب الاصطناعي؛ أي بتعقيم البلهاء وأصحاب العاهات، وتشجيع الأقوياء والأذكياء على التزاوج لإنتاج ذرية خارقة، وفي الوقت نفسه إعطاء كامل الحرية الأخلاقية للمنحرفين والسكارى والفاسدين «لان حرية الأخلاق -كما تتصور الداروينية- تدعو إلى انقراض الفاسد منها وبقاء الصالح وليس من مصلحة الإنسان أن يعيش في قفص الواجبات الأخلاقية لان من طبيعة الأخلاق الفاسدة أنها تقتل صاحبها».
هذا هو جوهر السوبرمان في خطاب سلامة موسى الوضعي العلموي؛ أي المستند إلى العلم كمجموعة من الاكتشافات والاختراعات التي توفر الرغد والسعادة والرقي، وليست رؤية بروميثيوسية ثورية تتعلق أولا وأخيرا بالمنهج العلمي والعقل الناقد.
ولذلك بقي خطابه الوضعي خطابا مبتذلا يدور في حدود الداروينية الاجتماعية، والمعطى الأوروبي الغربي الذي بشر به كحضارة كونية، وهي النقطة المركزية التي تمرد عليها نيتشه ودمر قيمها وأخلاقها والأغرب من ذلك استنباط سلامة موسى من مقدماته البيولوجية والعرقية نتائج ساذجة وعنصرية لتحقيق الإنسان السوبرمان، وتتعلق بمطالبته بزواج المصريين من الأوروبيين الأجانب المقيمين في مصر لأنهم من الجنس الآري؛ (أي من الجنس المتفوق) الذي ينتمي إليه المصريون مع فارق اللغة «فالمصري يكتسب إذا تزوج من الأوروبيين ولكنه ينحط كل الانحطاط إذا مزج دمه بدم الزنوج» ولا يستدعي خطاب سلامة موسى جهدا خاصا لاستنباط رسالته وتفكيك شفرة الخطاب، فما دامت البيولوجيا وعلم الجينات في تطور، وقياسا على تطور الإنسان من أسلافه القرود (بالمقياس والمماثلة) فانه حتما سيكون أرقى في المستقبل خاصة إذا تزاوج من الأوروبيين (الجنس الراقي) وعليه فنتيجة القياس الفاسد هي أن الإنسان المصري السوبرمان المنشود (الغائب) هو الأوروبي الغربي الراهن (الشاهد) أي صاحب القامة الفارعة والشعر الأشقر والعيون الزرق والرأس الكبير الذي يدل على حجم الدماغ على اعتبار أن التطور عند سلامة موسى وجورج برنارد شو هو تطور عضوي بيولوجي وليس تطورا حضاريا وإنسانيا.
أما نيتشه فقد قدم خطابا فلسفيا على جانب كبير من التماسك والثورية، ودفع مقدماته إلى نهاياتها المنطقية دون أدنى اعتبار لأي قوى دينية أو سياسية، وتحمل كامل مسؤوليته عن أفكاره المتطرفة التي اختلطت بحياته الشخصية، فكان عدميا وعبقريا إلى حد الجنون، والسوبرمان الذي حلم به كان الإنسان بالمطلق، الذي لا ينتمي لعرق معين أو يدعي التفوق كما كانت تتصور النظريات العنصرية لتبرير الاستعمار وإخضاع الشعوب، عندما قسمت الشعوب إلى أجناس متفوقة وأجناس منحطة لا تستحق الحياة، وبقيت العرقية والجرمانية بعيدة تماما عن فلسفة وأخلاق نيتشه رغم تعرضه لـ (اليهودي) كنموذج للرجل الضعيف الذي عمل نيتشه على سحقه وإحلال رجل الأرض القوي مكانه.
ورغم تعرف نيتشه على نظرية التطور إلا أنها بقيت محدودة التأثير ولم تحتل المساحة البرهانية لتفسير كل شيء كما فعل سلامة موسى، أو برنارد شو، رغم أنه ينقل مقطعا من برنارد شو هو بالأصل لنيتشه، ويتعلق بالمقارنة بين القرد والإنسان الحالي كإثبات للتطور الجاري الحتمي.
إذن من هو الإنسان الأعلى عند نيتشه وكيف يكون؟
ينطلق نيتشه فيلسوف التمرد والهدم في كتابه «هكذا تكلم زرادشت» من الإنسان الحالي أو الأخير، ويقول على لسان نبيه زرادشت الذي تكلم باسمه «أنا أعلمكم الإنسان الأسمى فالإنسان شيء يجب تجاوزه وشرط تكونه هو تمرد الإنسان الحالي على كل القوى المفارقة للأرض، ومن هنا يعلن نيتشه تمرده المطلق والعدمي»: لا لذلك الإله الوديع. لقد صرنا بشرا ولهذا فإننا لا نريد إلا ملكوت الأرض ولا بد من إسقاط كل الأصنام والسلطات الخارجية المتعالية المطلقة التي تستعبد الإنسان وتخنق إرادته القوية، فما علينا إلا أن نؤمن بالحياة، أما سلطة الإله فقد ولت وما علينا إلا أن نسد الفراغ الذي خلفه؛ أي أن نصنع الإنسان الأعلى، ويعلن نيتشه بصريح العبارة أن الإنسان الأعلى هو الإله الجديد، السوبرمان أو الإنسان الخالق الذي يسند ذاته بذاته، وبهذا يبدو سوبرمان سلامة موسى ليس إلا قزما عاديا تم رفضه وتجاوزه عند فيلسوف الهدم والتفكيك نيتشه.

.alrai-related-topic { width: 100%; } .alrai-related-topic .wrapper-row { gap: 27px; flex-wrap: nowrap } .alrai-related-topic .item-row { padding-right: 1px; width: 280px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info { padding: 15px 15px 28px 16px; border: 1px solid rgba(211, 211, 211, 1); height: 118px; } .alrai-related-topic .item-row .item-info a { color: #000; color: color(display-p3 0 0 0); text-align: right; font-family: Almarai; font-size: 15px; font-style: normal; font-weight: 800; line-height: 25px; text-decoration: none; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; display: -webkit-box; overflow: hidden; } @media screen and (max-width:768px) { .alrai-related-topic .wrapper-row { flex-wrap: wrap } .container .row .col-md-9:has(.alrai-related-topic) { width: 100%; } .alrai-related-topic { margin-top: 10px; } .alrai-related-topic .item-row { width: 100%; } }
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
.alrai-culture-art-widget{border-right:1px solid #d9d9d9;padding-right:11px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1 a{color:color(display-p3 0 .6157 .8745);text-align:right;font-family:Almarai;font-size:24px;font-style:normal;font-weight:800;line-height:39px;text-decoration:none;padding-bottom:5px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1{margin-bottom:26px}.alrai-culture-art-widget .title-widget-1::after{content:"";position:absolute;left:0;right:0;bottom:0;background:linear-gradient(90deg,rgba(0,85,121,.05) 0,#009ddf 100%);z-index:1;height:3px;width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-row{width:100%}.alrai-culture-art-widget .img-ratio{padding-bottom:58%}.alrai-culture-art-widget .item-info{padding:23px 0}.alrai-culture-art-widget .item-info a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:first-child)>a{display:none}.alrai-culture-art-widget .item-row a{color:#000;color:color(display-p3 0 0 0);text-align:right;text-decoration:none;-webkit-line-clamp:3;-webkit-box-orient:vertical;display:-webkit-box;overflow:hidden}.alrai-culture-art-widget .item-row:not(:last-child){border-bottom:1px solid #d9d9d9}@media screen and (min-width:1200px){#widget_1703 .alrai-culture-art-widget{border-right:0px;padding-right:0}}
.alrai-epaper-widget{margin-top: 20px; max-width:250px}
Tweets by alrai
.alrai-facebook-embed{margin-top: 70px;}
#Alrai_LB_01_HomePage_2 { width: 300px; height: 250px; background: color(display-p3 0.9333 0.9333 0.9333); margin:23px auto; } #widget_1895 #Alrai_MPU_01{ margin-top:42px;}
#widget_2097 .alrai-section-last-widget {padding-top:35px;margin-top:0;} .alrai-section-last-widget .row-element .item-row .img-ratio{ display:flex; } /* Horizontal scroll container */ .alrai-section-last-widget .full-col { overflow-x: auto; overflow-y: hidden; -webkit-overflow-scrolling: touch; width: 100%; } /* Flex container - critical changes */ .alrai-section-last-widget .content-wrapper { display: flex; flex-direction: row; flex-wrap: nowrap; /* Prevent wrapping to new line */ align-items: stretch; width: max-content; /* Allow container to expand */ min-width: 100%; } /* Flex items */ .alrai-section-last-widget .item-row { flex: 0 0 auto; width: 200px; /* Fixed width or use min-width */ margin-right: 7px; display: flex; /* Maintain your flex structure */ flex-direction: column; } /* Text handling */ .alrai-section-last-widget .article-title { white-space: nowrap; /* Prevent text wrapping */ overflow: hidden; text-overflow: ellipsis; display: block; } /* Multi-line text truncation */ .alrai-section-last-widget .item-row .item-info a { display: -webkit-box; -webkit-line-clamp: 3; -webkit-box-orient: vertical; overflow: hidden; white-space: normal; /* Allows line breaks for truncation */ } /* Hide scrollbar */ .alrai-section-last-widget .full-col::-webkit-scrollbar { display: none; } @media screen and (min-width:1200px){ .alrai-section-last-widget::after { transform: translateX(0); } } @media screen and (max-width: 768px) { .alrai-section-last-widget .row-element .content-wrapper { flex-direction: row !important; } .alrai-section-last-widget::after{ transform: translateX(100%); right:0; left:0; } }
.death-statistics-marquee .article-title a,.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{text-align:right;font-family:Almarai;font-style:normal;font-weight:700;line-height:25px;text-decoration:none}.death-statistics-marquee .breaking-news-wrapper{width:100%;display:flex}.death-statistics-marquee .breaking-news{background-color:#7c0000;padding:22px 17px 24px 18px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px}.death-statistics-marquee .breaking-news-content{background-color:#b90000;padding:22px 18px 24px 21px;color:#fff;text-align:right;font-family:Almarai;font-size:22px;font-weight:700;line-height:25px;width:100%;position:relative}.full-container .marquee-container-widget:not(.relative-widget) .wrapper-row{position:fixed;width:100%;right:0;bottom:0;z-index:100000}.death-statistics-marquee .marquee-container-widget .title-widget-2{width:75px;background-color:#757575;color:#fff;height:60px;display:flex;align-items:center;justify-content:center}.death-statistics-marquee .title-widget-2 a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:15px;padding:16px 18px 16px 15px;display:block}.death-statistics-marquee .content-row:not(.content-row-full){width:calc(100% - 100px);background-color:#000}.death-statistics-marquee .content-row marquee{direction:ltr}.death-statistics-marquee .content-row .img-item{display:inline-flex;height:60px;align-items:center;vertical-align:top}.death-statistics-marquee .content-row .article-title{height:60px;display:inline-flex;align-items:center;color:#fff;padding:0 15px;direction:rtl}.death-statistics-marquee .article-title a{color:#fff;color:color(display-p3 1 1 1);font-size:17px}.death-statistics-marquee .title-widget-2{width:100px}#widget_1932{position:static;bottom:0;width:100%;z-index:1}