د . جهاد سمور
ان اكتشاف علاجات جديدة اوجدت الامل بالحد من الاجهاض المتكرر لزهاء 35% ممن عانين مشكلة الإجهاض المتكرر سابقا اي عدم اكتمال الحمل واسقاط الجنين قبل الأسبوع العشرين من الحمل ثلاث مرات متتالية أو أكثر .
وتزداد نسبة حدوث الاجهاض مع تقدم العمر عند سن الخامسة والثلاثين وما فوق وتشكل الوراثة 5% من أسباب الإجهاض المتكرر ويحدث نتيجة لوجود خلل في الكروموسوم بنسبة 75% لدى أحد الزوجين أو كليهما في أول 12 أسبوعا.
و السبب الآخر للاجهاض وجود عيوب خلقية في الرحم مما يجعل انغراس النطفة داخل الرحم كالحاجز الرحمي ويتم العلاج عادة لهذه الحالة جراحيا. وقد تؤدي الالتهابات البكتيرية أو الفطرية الشديدة التي تصيب الرحم، وعمليات التنظيف للرحم والعمليات الجراحية بشكل عام إلى التصاقات داخل الرحم مما يؤدي أيضا الى صعوبة بقاء الحمل واستمراره. .
ان الالتهابات الخاصة بالمهبل وهي من الممكن أن تزيد من نسبة حدوث الإجهاض المتكررعيوب في الدم مثل الثرومبوفيليا التي يكون فيها ميل أكثر في دم هؤلاء السيدات للتجلط في الدورة الدموية بالمشيمة وتؤدي الى نقص تدفق الدم فى الجنين وقد تؤدي الى صغر حجم الجنين والإجهاض المتكرر.
السكر والغدة الدرقية. - ويلعب أيضا الخلل في جهاز المناعة لدى الأم دورا، وبما أن نصف الجنين يأتي من الأب، فإن جهاز المناعة لدى الأم يتفاعل مع هذا الجسم الغريب ويهاجمه ويرفضه ويحاربه وينتج أجساما مضادة له، فينتج الإجهاض المتكرر. ومن أمراض جهاز المناعة مرض الذئبية الحمراء التي تكون أجساما مضادة ضد نفسه وضد الجنين فيعيق الجسم عن أداء وظائفه في المحافظة على الجنين فيحدث الإجهاض. ويشكل مرض المضاد للفسفولبد 15% من أمراض المناعة ويحدث فيه خلل في تجلط الدم. ومن الأسباب الأخرى نقص هرمون البروجسترون، الذي يمكن اللجوء عند حدوثه الى علاجات التثبيت المتعارف.
ان آخر ما توصل إليه العلم بهذا الصدد قالت دراسات أجرتها جامعة ليفربول البريطانية ان النساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر قد يتمكنّ من الإنجاب بصورة طبيعية، بتناول نوع من الأدوية المضادة للالتهاب، وهذه الأدوية تعمل بواسطة وقف إنتاج خلايا مناعية معينة يبدو أنها المسؤولة لدى بعض النساء عن منع التصاق الجنين بالرحم في المراحل الأولى داخل الرحم.
وتشير الإحصاءات الطبية إلى أن 2% من النساء لديهن مثل هذه الحالة، ولا يعرف سبب الإجهاض لدى نصفهن بينما وجد لدى النصف الآخر عدد كبير من الخلايا المناعية والتي لا ينبغي أن تتجاوز نسبتها 5% من الخلايا الموجودة في بطانة الرحم. ويعتقد الخبراء ان هذه الخلايا تهاجم الجنين النامي وتمنعه من الالتصاق برحم الأم، وبذلك يقع الإجهاض.
وترى الدراسة التي أجريت بأخذ عينات من جدار الرحم لمعرفة عدد الخلايا القاتلة فيها لـ110 نساء يعانين من الإجهاض المتكرر بمعدل ست مرات لكل منهن دون أن يعرف السبب، ومن ثم إعطاء أية امرأة يظهر لديها عدد يتجاوز المعدل الطبيعي للخلايا جرعة مقدارها 20 مليجراما من حبوب «البردينيزولون» لمدة 21 يوما من بدء الدورة الشهرية. بعد الـ21 يوما من العلاج أخذت عينات ثانية من جدار الرحم ووجد أن مادة الستيرويد قد قلصت بشكل كبير نسبة الخلايا المناعية القاتلة في جدار الرحم. وبعد التأكد من أن العلاج يقلص عدد الخلايا المناعية فإنه يبقى أمام العلماء معرفة إذا كان سيحقق نجاحا مماثلا في الحد من الإجهاض. علما أن فريق البحث حقق بعض النجاح في علاج عدد من النساء باستخدام هذه الطريقة.
واحدة من هؤلاء الحالات عانت واحدة من 19 إجهاضا في حياتها وهي الآن أم لطفل ونجحت التجربة أيضا مع خمس نساء أخريات كما يقول الباحثون، والتجربة رغم أهميتها لكنها بحاجة إلى مزيد من البحث على عدد كبير من النساء بإعطاء دواء للبعض وعدم إعطائه للبعض الآخر. ماذا نفعل مخبريا؟ الفحوصات للعيوب الجينية عن طريق اختبار الكروموسومات للزوجين ويمكن عن طريقه معرفة إذا كان هناك خلل جيني واحتمالية تكرار هذه المشكلة في المستقبل. .
اختبارات تتم على الجنين وعمل فحص كروموسومات. - فحص الأجسام المضادة في الدم نتيجة بعض التحسس فيه وهي تسمى انتيفسفولبب. - هناك نوع من العلاقة بين تنكيسات المبيضين والإجهاض المتكرر، وهؤلاء السيدات يزيد هرمون الـLH في دمهن، وبالرغم من أن إنقاص معدل الهرمون قبل الحمل لم يؤدّ إلى تحسن نسبة استمرار الحمل، لذلك يتوجب عمل فحوصات على جهاز الالتراساوند لمعرفة طبيعة المبيضين. علاج الأجسام المضادة: في بعض الحالات التي توجد فيها الأجسام المضادة والميل للتجلط، يبدأ العلاج بالأسبرين والهيبارين من بداية الحمل وحتى الشهر الثامن ولا توجد مضاعفات على الجنين من الهيبارين لأنه لا يخترق المشيمة إلى الجنين.
ان العلاج بالهرمونات لبعض الحالات قد تستفيد من إعطاء هرمون البرجستيرون. - الوقاية والمساعدة على الحد من الإجهاض وتكرره. - التزام الراحة التامة في الفراش وعدم الإجهاد بأية أعباء منزلية حتى تتوقف علامات الإجهاض. - عدم رفع أو حمل الأشياء الثقيلة وعدم رفع الأطفال. - الابتعاد عن الحركة الكثيرة أو السريعة والمفاجئة وخصوصا الرياضة بهذه الفترة والراحة إذا كانت السيدة عاملة بوظيفة تحتاج الى الجهد الكبير. استخدام الأدوية المثبتة للحمل والتي غالبا ما تلعب دورا من تقليل الانقباضات الرحمية. الأفضل عدم تكرار فحص السونار وتكرره، الأمر الذي يساعد على الضغط المتكرر على الرحم. تجنب الاتصال الجنسي خلال فترة الخطر وتأجيلها لمدة أسبوع بعد زوال أعراض الإجهاض.
