عمان – حيدر المجالياتفق علماء الأمة الإسلامية المشاركون في المؤتمر الدولي (نقض شبهات التطرف والتكفير) الذي نظمته دائرة الإفتاء العام، أن مواجهة الفكر التكفيري، لا يكون إلا بالفكر المعتدل، القائم على الحجة والدليل، ونقض شبهات التكفير، التي أثرت في عقول بعض الشباب المسلم، وقادتهم إلى الإنحراف الفكري، وبالتالي إستحلال دماء المسلمين.«الرأي» سجلت عددا من آراء العلماء، والمفكرين، عبر حوارات ثنائية، لتبين الدور المناط بهم، في ظل ما تشهده المنطقة من حروب ونزاعات.مفتي القدسالمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، سماحة الشيخ محمد أحمد حسين الذي قال: إن القضية الفلسطينية، أصبحت اليوم، ضحية لدعوات التكفير، من قبل الجماعات التكفيرية المتطرفة، نظراً لإنشغال الأمة العربية والإسلامية بمواجهة هذه الجماعات.وأضاف إلى «الرأي»:نحن نرى الجيوش العربية وقد إنشغلت بالإقتتال، والحروب الداخلية البينية، مما يستنزف قوة الأمة وطاقتها، وبذات الوقت؛ يشغلها عن الإهتمام والمتابعة للقضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية ذات الأولوية.وزاد: نحن في بناء فكري من خلال عقد المؤتمرات، والندوات، ومنها مؤتمر»شبهات التكفير والتطرف» الذي نشارك فيه بعمان، وهو تراكم لجهود علماء الأمة، بما يخرج عنه من توصيات ودعوات، لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف؛ وبالتالي تحقيق الغاية المطلوبة، سواء في أرض المملكة الأردنية الهاشمية، أو في أي بلد عربي وإسلامي، من أجل هزيمة ذلك الفكر التكفيري المتطرف، وردّ الأمة بكاملها إلى المعين الصافي الذي تستقي منه إحكامها الشرعية.وأشار ، إلى ضرورة توجيه الخطاب لجيل الشباب، بالحجة والدليل، وذلك لعدم إنسياقهم نحو دعوات التكفير الهدّامة، التي تنخر في عضُد الأمة لتدميرها وتفكيكها، كما يوجّه إلى الأمة ككل وإلى مجتمعاتها العربية والإسلامية، وخاصة الأمة أو المجتمعات المرتدّة أو التي تعيش الجاهلية، لافتاً إلى ما نشهده من تكفير وإختطاف لعقول الشباب، مغاير للحقيقة والصواب.وبين أن هذا المؤتمر ياتي في السياقات التي تكشف حقيقة ديننا الإسلامي، وتبين أحكامه لكل الأمة، كما ترد وتفند كل دعاوي هؤلاء التكفيريين أو المتطرفين، الذين يقصون كل من لم يكن معهم من أبناء الأمة.وفيما يتعلق بموضوع المؤتمر وأهميته، قال: إنه دليل واضح للتركيز على موضوعات التكفير والتطرف على وجه الخصوص، حتى تكون الصورة واضحة وجليّة تماماً، أمام أبناء الأمة وفق الحقائق الدقيقة والصحيحة، لدينهم وأحكامه الشرعية.الدكتور مولاي عمر صوصيبدوره أشار أستاذ العلوم الشرعية بمملكة المغرب وإمام مسجد الحسن الثاني الدكتور مولاي عمر صوصي، إلى ضرورة تفسير المصطلحات الشرعية، وتكييفها للواقع الذي نعيش فيه، بالدليل الشرعي، وإعادة النظر بالإسلوب من خلال مواجهة فكرية علمية إعلامية.وكان الشيخ صوصي طالب بتغيير مصطلح (حدّ الردّة) وإستبداله ب(عقوبة الردة) لان إقامة الحد في زمان ومكان، تختلف بطبيعة الحال عن الزمان والمكان الذي نعيش فيه اليوم.ويرى الصوصي أن الموسيقى والغناء النظيف ليس حراماً، وهو الذي يعكس رسالة لا تخدش الحياء العام، وتوصل رسالة هادفة إلى المجتمع والأمة، مستدلاً على هذا الرأي من الآية الكريمة :» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (87 سورة المائدة).وأشار إلى أهمية (العاِلم/ الداعية) الإعلامي، وهو الذي يستطيع إيصال الرسالة المقنعة للجمهور، وقد يستعين كذلك ببعض العلماء، من أصحاب الفكر المعتدل في العلوم الشرعية المختلفة، من أجل إيضاح الفكرة بصورة سهلة مقنعة مقبولة.ونوه إلى أن الفكر المعتدل التنويري الذي يعايش الإنسانية وقيم التسامح والمحبة، بالفكر وليس بالذل والهوان والإنكسار أمام الثقافة الغربية، وهذا لن يتأتى إلا من خلال زاويتين الأولى: المشاركة بالمؤتمرات والندوات والملتقيات، والثانية: على مستوى الأفراد في الدعوة والتبليغ، وعبر إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي.الدكتور فرّاج المطيريبدوره كشف المفكر الكويتي الدكتور فرّاج الردّاس المطيري مزاعم التكفيريين عبر لجوئهم إلى تطبيق شبهة (التتّرس)، والتي يستحل بها قتل المسلمين في عملياتهم الإرهابية، مشيراً إلى أن التعريف الدقيق للمسألة: أن يتترس الكفار بأسارى المسلمين حال الحرب، ليتقوا بذلك زحف المسلمين عليهم أو رميهم.لكن الحكم الشرعي حسب المطيري لم يتحقق، وبالتالي بطلان مزاعم التكفيريين؛ مفنداً خطأ إعتقاداتهم فيما يتعلق بقتل غير المسلم المعتدي أو الكافر على أرض إسلامية، حتى لو تم قتل المسلمين، من خلال ثلاث مغالطات وشبهات، الأولى:عدم وجود حروب مباشرة بين المسلمين والكفار، والثانية: أن تكون الحرب قائمة، وأما الشرط الثالث، عدم وجود ضرورة لضرب الكفار بسبب الخوف من الإعتداء.الدكتور ماهر الخضيريمن جهته يرى القاضي في المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية الدكتور ماهر الخضيري، أن وجود الدليل الدامغ على مزاعم التكفيريين، خير رد على أقوالهم وإجتهاداتهم، ولذلك فإن المُناظر على أساس (الحجة بالحجة) أكثر وقعاً وإقناعا للمتلقي، فيكون الميل لصاحب الدليل الإقوى، وهنا يأتي دور العلماء لنقض الشبهات التي يحملها الفكر التكفيري المتطرف.وذكر الدكتور خضير أن هذا النقض يدخل في صلب الأفكار المنحرفة التي تلوي عنق النصوص الشرعية، في سبيل تشريع القتل والإرهاب بإسم الدين، والدين منها براء.وشدّد على دور الإعلام في هذه المسألة، وهو إيضاح الصورة الكاملة والحقيقية والواقعية، عن وسطية الإسلام، والإشارة بوضوح إلى أن التنظيمات المتطرفة تستغل الإعلام إستغلالاً منحرفاً، وبدعم جهات لها مقاصد في تشويه صورة الإسلام؛ بحيث تركز الرسالة الإعلامية على الغرب، وفئة الشباب.وبين أن الطروحات والأفكار التي دارت في أروقة المؤتمر، جاءت بفكر عملي جديد، وبنهج سليم، مستند إلى الإدلة الشرعية التي يؤمن بها اتباع الدين الإسلامي، كما أن الدعوة لإنشاء مرصد إعلامي إسلامي من خلال إستخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وبلغات مختلفة، يعزز الدعوة الفكرية، عبر دور الإفتاء، والدعاة والعلماء أصحاب الفكر المعتدل، المشهود لهم بالعلم والصلاح.وحول رؤية المؤتمر للجماعات اليهودية المتطرفة وما تقوم به من إقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، أكد الخضيري، إننا نرى أن ما تقوم به هذه الجماعات الصهيونية، من تهويد لمدينة القدس، والإعتداء السافر على المقدسات الإسلامية والمسيحية، هو إرهاب وتطرف، لا يقل أهمية عما تقوم به التنظيمات الإرهابية، التي تشوه وتعتدي، على الإسلام والمسلمين.وأشار إلى أفعال اليهود الإرهابية التي طالت بالحرق والقتل الإطفال والشباب والناس في الشوارع، وهذا ما إعتبره العلماء رأس الإرهاب، مما يعطي ردّات فعل من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، للدفاع عن أنفسهم، من غلو وتطرف المستوطنين.
علماء: مواجهة الفكر التكفيري لا يكون إلا بالفكر المعتدل
12:00 21-5-2016
آخر تعديل :
السبت