خالد حياصات - الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى وبعد.
يعيش الانسان وفي نفسه عدة نماذج من الانفس والتي تختلف من انسان لآخر في اثرها ونوعها ومنها النفس الامارة بالسوء، النفس اللوامة، النفس المطمئنة والنفس الغافلة.
والنفس الأمارة بالسوء هي التي تدعو صاحبها للقيام بأعمال وافعال سيئة، وتتحرك هذه النفس بلا ضوابط وبلا معايير ولا تنظر الى الافعال هل هي حرام ام حلال فتراها تسير الى كل ملذات النفس وشهواتها الآنية دون مراعاة مخافة الله عز وجل ولذلك يقول سبحانه وتعالى (ان النفس لأمارة بالسوء)، ولذلك فان لهؤلاء الناس قلوب لا يعقلون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم اعين لا يبصرون بها وطبع الله على قلوبهم الا من هداه الله ونوّر بصيرته وازاح اللثام عنه.
وهناك النفس اللوامة وهي التي تكون بين النفس الامارة بالسوء والنفس المطمئنة لقوله تعالى (لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة) وهذه النفس التي تلوم صاحبها على فعل المنكر والمكروه وتجعله يرجع الى ربه وهذه المرتبة محمودة في الاسلام لأنها تردع الانسان عن فعل الاعمال السيئة وتلومه وتحاول ان تعيده الى اصله حتى ولو فعل الاعمال المنكرة فان مجال التوبة في الاسلام مفتوح ولا يقفل الا عند الموت.
اما النفس المطمئنة فهي التي تترك جزءا من الحلال خوفا من الوقوع في الحرام لقوله تعالى (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
وهذا هو المستوى المقبول والمستوى المميز والمستوى الامثل في سلوك المسلم لأن النفس تسعى بشكل ثابت ومتزن للقيام بالافعال والاعمال الحسنة والايجابية والابتعاد عن كل الاعمال المكروهة والمحرمة لأنها متيقنة ان النتيجة الحتمية هي دخول الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
واخيرا النفس الغافلة وصاحبها يسير ولا يدري ما يدور حوله حتى الشيطان «الوسواس» يشجعه على ذلك حتى لا يفيق من غفوته التي وضع نفسه فيها.
وفي النهاية نرجو الله ان نكون من اصحاب النفس المطمئنة، وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين.
الأنفس: أمارة بالسوء.. واللوامة والمطمئنة.. والغافلة
12:00 13-11-2004
آخر تعديل :
السبت