خالد حياصات - الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على نبيه الذي اصطفى وبعد. فقد اقر الاسلام للانسان حاجات ألا وهي حاجات الجسد والروح والعقل، فحاجات الجسد هي الحاجات الاساسية التي لا يستطيع انسان ان يستغني عنها من طعام وشراب ومسكن وملبس وزواج..
اما حاجات الروح فهي التي تربط الروح بخالقها سبحانه وتعالى من صلاة وصوم وزكاة وحج وقرآن كريم وكل شيء يقرب الى الله سبحانه وتعالى، ويوجد حاجات للعقل والتي تتمثل بالتفكر والتدبر والتأمل.
وان الاسلام اعتبر اشباع هذه الحاجات الثلاث عبادة ويكون الاشباع من خلال الفرد والجماعة، وتشبع الحاجات الجسدية مع الحاجات الروحية عندما يأكل الانسان يشبع حاجة الجسد وحاجة الروح من خلال اداب الطعام من تسمية وأدعية.. الخ.
وتعتبر الحاجات الثلاث متصلة مع بعضها البعض بحيث تشّبع في آن واحد معا، وان الحرمان من حاجة فيها تعوض الى اشباع حاجة اخرى لقوله عليه السلام (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فان له وجاء).
ولذلك فان مفهوم الحاجات في الاسلام يختلف عن مفهوم الحاجات في الفكر الوضعي من خلال ان اشباع هذه الحاجات تعتبر عبادة لله سبحانه وتعالى كما خلق العقل للانسان ليستخدم في التفكير والتأمل لقوله تعالى (ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) ولذلك فان الانسان المسلم مطالب بالبحث والتفكير والتأمل والوصول الى اسرار هذا الكون من اكتشافات واختراعات تفيد الانسانية وتساعده على العيش في هذه الحياة.
كما ان هذه الحاجات متصلة مع بعضها البعض وانها قد تشبع في آن واحد فمثلا الذي يدرس العلوم الشرعية يشبع حاجات الجسد والروح والعقل.
والذي يتمعن في هذه الحاجات يجد ان لها من الشمولية والتكامل ما عجزت عنه النظريات الوضعية اذ ان الحاجات مرتبة هرميا لا يمكن الانتقال الى حاجة متقدمة الا اذا اشبعت الحاجة التي قبلها وهكذا حتى يصل الى قمة الهرم بالاضافة الى ان اشباع هذه الحاجات هي عبادة لله تعالى بعكس الحاجات الوضعية.
