ملأ نضال قارت الملاعب بنجوميته وهو في ريعان الشباب، لم تكن جهوده عادية انما كبيرة لافتة للانظار، كان رياضيا بكل معنى الكلمة في فنه وموهبته وخلقه وفي تعامله مع الآخرين وفي روحه الرياضية العالية التي اطرت تصرفاته خلال مشوار عطائه مع اللعبة.
نضال كان يمتلك قدرات بدنية عالية جدا جعلته يمارس خمسة العاب رياضية في آن واحد هي كرة القدم، السكواش، الكرة الطائرة، السباحة وجري المسافات الطويلة لكنه وجد ان جهده يتبعثر على الالعاب الخمس فحصر اهتماماته بلعبتي كرة القدم والسكواش وهما اللتان عشقهما منذ نعومة اظفاره.
نضال استهوته كرة القدم وعمره ست سنوات فمارس اللعبة في مدرسة الكلية العلمية الاسلامية وكان يشارك في دوري الفرق الشعبية الذي يضم عددا من النجوم وقد اعتبره الأقرب الى قلبه وهو يقلب ذكريات الماضي الجميل، ومع التطور المستمر في الاداء الفني لنضال اتجهت الانظار نحوه فضمه نادي الجيل الى صفوفه عام 1980 ولعب اول مباراة رسمية معه بعد ان فرغ من تقديم امتحانات الدراسة الثانوية العامة خلال شهر تموز من ذات العام وكانت امام الوحدات خسرها الجيل 0/1.
سفر نضال الى الولايات المتحدة خلال الفترة من عام 83 - 1986 للحصول على بكالوريوس ادارة الاعمال ابعده عن الرياضة الاردنية التي تغلغل عشقها في اعماقه لكنه لم يبعده عن ممارسة كرة القدم والجري لمسافات طويلة والسكواش ليعود بعد ذلك الى عمان وينضم الى الأهلي ليلعب مع فريقه سنتين بمركز قلب الدفاع بيد ان الاصابة لم تجعله قادرا على الاستمرار فابتعد عن الملاعب قسرا والحنين للعودة الى الملاعب يسيطر عليه سيما وان له ذكريات جميلة مع فريقه الاهلي في مبارياته القوية مع الزمالك المصري والزوراء العراقي.
نضال البالغ من العمر «42» عاما سبق له ان لعب ضمن المنتخب العسكري واستدعاه المدرب الاسكتلندي ماكلنين لصفوف المنتخب الوطني في مطلع سني عقد الثمانينات بعد ان عانى المنتخب من ضعف في خط الدفاع لكن سفره للخارج من اجل الدراسة جعله يبتعد عن صفوف المنتخب.
وبرز نضال في لعبة السكواش فانضم لصفوف المنتخب الوطني عام 1979 وشارك في بطولات اسيا، العرب ورابطة اللاعبين المحترفين وهي بطولة عالمية في الفردي وقدم عروضا فنية قوية في لقاءاته مع لاعبين كان يحلم بلقائهم في السابق.
وكان نضال في مشواره في السكواش يجد صعوبة في ممارسة لعبتين في آن واحد كرة القدم والسكواش، فكل لعبة تحتاج الى متطلبات نجاح خاصة فيها ومع ذلك فقد حقق النجاح في اللعبتين معا وكان يشار اليه بالبنان لأنه احسن توزيع جهوده عليهما.
نضال كان عشقه للرياضة غير عادي عانى من اصابة القطع في عضلة الفخد الخلفية عنده فأوفد الى بلجيكا للعلاج على نفقة سمو الامير الحسن الرئيس الفخري لاتحاد السكواش ليطوي بعد ذلك صفحة من مسيرة العطاء عنده بعد ان اعطى بسخاء وانتزع اعجاب الاسرة الرياضية قاطبة.
اللاعب الخلوق نضال كان منتميا بكل معنى الكلمة لناديه وللرياضة، ويرى ان جيل الامس من اللاعبين كانت له تضحيات جسام وعطاء لا محدود والحوافز التي كانت تتوفر لهم لا تقارن مع حوافز لاعب اليوم، فقد حصل كل لاعب من منتخب السكواش على «25» دينارا مكافأة فوز المنتخب بالمركز الرابع اسيويا عام 1987.
نجزم بأن نضال الذي لم تنتزع اعماله الخاصة حاليا وقبل ذلك الاصابة من قلبه حب الرياضة لأنها مغروسة في اعماقه لا يمكن اقتلاعها الا باقتلاع الشجرة والقلب معا.