الملحق - خالد عطيه فنان يمتلك أصابع حرة يعبر بها عن ذاته فيظهر ما ينطوي عليه جوفه من كنوز ويجسد من خلالها جسر اتصال مع الآخرين فهو لم تمنعه إعاقته من سبر غور نفسه والآخرين فلم يقف الصمم عائقا أمام تنمية مواهبه وإطلاق العنان لتفجير طاقاته الكامنة، فالصمت بالنسبة له قوة يستند عليها لفهم ما يدور حوله من مجريات أحداث، فقد افتقد النطق والسمع غير أن إرادة الله عوضته عن ذلك بقدرته الفنية والتي يستعين بها بالفراشاة والألوان والتي يعتبرها لسان حاله للتعبير عن شجون نفسه والاتصال مع الآخرين.
ولد عطية في عمان عام 1964فاقد السمع والنطق، وانتقل إلى مصر ليعيش طفولته المبكرة هناك واستمتع بهوايته المفضلة والمتمثلة بالرسم والدهان، وعاد إلى عمان ليتدرب على أعمال النجارة في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة السلط، وليتمكن بعد ذلك من العمل بالنجارة لبضع سنوات، وفي عام 1987دخل ميدان الرسم واثبت جدارته فيه وأبدع بكل معنى الكلمة على الرغم أنه لم يتلقى أي تعليم في الفنون الجميلة ولم يتسلح بأي من المعرفة في هذا المجال ليتمكن من العمل فيه. ويعتبر عطية الفن موهبة وهواية معا يمارسها في عمله من خلال رساماته المختلفة في الاتجاهات التجريدية والكلاسيكية ذات الموضوعات الإنسانية والبيئية.
ويحرص أن تكون رسوماته مستوحاة من البيئة المحلية إلى حد كبير، إذا يكتمل عمله الفني بعد أن يضع الفكرة التي يريد أن يبلور حولها الرسمة ويمحصها بالتفكير ثم يبدأ في تنفيذ الرسمة بالألوان الزيتية والمائية وكذلك الفحم، وأحيانا تدخل كل هذه الخامات في رسم لوحة واحدة.
وعندما يتمعن الناظر في رسوماته يدرك أن الألوان المفضلة بالنسبة له هي البني والأبيض والأصفر كونها تشكل الطابع العام للوحاته، والتي يرسمها على القماش والزجاج.
واستطاع عطية أن يحصل على العديد من الجوائز العربية والأجنبية والتي منها جائزة الشارقة للمعاقين المبدعين والتي حصل عليها في عام 1990، وأقام عددا من المعارض الفردية، إلى جانب مشاركته في عدد من المعارض الجماعية.
ويبقى عطية متحديا لما افتقده يسير بإرادة الله على طريق إبداعه الذي اختطه ليعمل في المرسم الجامعي بعمادة شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية.