أبواب-ماجد ساجع - يتميز تل اربد بأنه شاهد حضاري على تاريخ المدينة القديم والحديث حيث يحتضن في جوفه عصورها التاريخية المتلاحقة و هومطل بشموخ على العديد من معالمها التاريخية التي تسرد تاريخ المدينة المجيد.
ولمكانته التاريخية كان له السبق في ان تتناثر على ترابه أهم دور العلم في الشمال حيث مدرسة اربد الثانوية التي كان لها المكانة العلمية المميزة في الممكلة لتقديمها القادة المميزين والى جانبها ثانوية حسن كامل الصباح والتي تعد من اقدم مدارس المملكة والتي ما تزال رغم قدمها شاهدة على شموخ التل والمدينة وفي نفس الاطار كانت هنالك مدرسة اربد الصناعية التي تتربع على حافة التل الشمالية وكان لها الدور الهام في توفير الأيدي العاملة المدربة والمؤهلة .
ويقع هذا التل قريبا من وسط مدينة إربد وهو مركز مدينة إربد الحديثة ويشغل مساحة 10 هكتارات ويعتبر من أكبر التلال الواقعة شمال غرب الأردن و يرتفع 577م عن مستوى سطح البحر.
أشار إلى أهمية موقع التل كل من جلوك وهاردنج وبدأت فيه الحفريات لأول مرة في الستينيات، وأجريت الحفريات الإنقاذية في الموقع عام 1984م من قبل دائرة الآثار العامة وعدد من أشهر المنقبين على إثر الأعمال التوسعية التي تم القيام بها والتي تطلبت إزالة أجزاء مهمة من التل وشكلت هذه الحفريات القاعدة الأساسية لحفريات عام 1985 و 1986م حيث تم تقسيم التل إلى مناطق ثم أجريت الحفريات الأثرية قي الموقع في عام 1985م وذلك في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من التل من قبل دائرة الآثار العامة ومعهد الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك وفريق أجنبي وكان الهدف من الحفريات الحصول على أكبر قدر من المعلومات.
وتم تحديد ثلاث مراحل من الاستيطان في التل الأولى تم تحديد الاستيطان فيها على الجوانب الشمالية والجنوبية و عثر فيها على فخار لا يشير إلى انقطاع في الاستيطان بل على العكس يشير إلى استمرارية في الاستيطان.
والثانية مرحلة الاستيطان الرئيسية وقد وجدت بقايا هذه السوية فقط في الجزء الجنوبي من التل وقسمت إلى مراحل فرعية.
والثالثة تتمثل بمنطقة قياساتها 2×2م في الجزء الجنوبي أرخ الفخار في هذه السوية إلى 3200 ق.م وعثر على هذا الفخار مع بقايا جدار محطم.
وكشفت حفريات عام 1984م عن جدار يحيط بالمدينة القديمة والجانب الغربي للتل بني في العصر البرونزي المتوسط وأعيد بناؤه في المرحلة الأولى من العصر الحديدي حيث كان بناؤه من حجارة بازلتية كبيرة.
وفي موسم حفريات عام 1985م عثر على مجموعة من القطع التي استعملت لأغراض مختلفة عثر عليها ضمن طبقات أثرية أرخت للمرحلة الانتقالية بين العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي وعرفت هذه الطبقات بالسوية الثانية وهي الآن معروضة في متحف كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك وتمثلت هذه الأدوات بقاعدة مبخرة على شكل شجرة نخيل وكأس وصحن صغير استعمل كمصباح ومصباح فخاري وقارورتين وجميع هذه القطع كانت في حجرة واحدة.
يقع على هذا التل معلم حضاري شامخ يتمثل بدار السرايا الذي وصفه شوماخر سنة 1885 م اربد وذكر بيت الحكومة (السرايا) القريب من تلها وصفا دقيقا ً وحدد شكله فهو مبني من جناحين وتحيط به مساحة كبيرة و له شكل معماري مميز وكان حديثاً عندما زاره وقد أنشئ ليؤمن الحاجات العسكرية وحدد أن اربد مبنية من الجهة الجنوبية من التل الصناعي وعلى التل قلعة كبيرة ويقع السوق جنوبي اربد.
يبقى تل اربد شامخاً وحارساً على العديد من المعالم الهامة في مدينة اربد ليشكل عنوان حضارة كانت وما زالت تتجسد على ارض الواقع مفعمة بالمجد والتاريخ .
* يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي مسبق من المؤسسة الصحفية الاردنية - الرأي .