تتنامى الدروس الخصوصية بشكل لافت ، بين طلبة المدارس الخاصة قبل الحكومية ، ما يدفع للبحث عن أسباب الظاهرة ، ليس لانها مؤشر على معضلة تتعلق بتقاعس معلمين عن اعطاء الحد الادنى من واجباتهم تجاه الطلبة.
في دول غربية ، وهذا ما صرح به وزير تعليم سابق في الاردن ان المدرسة تطلب من الاهالي عدم تدريس ابنائهم في البيت ، لانها تقوم بنقل المعارف والمهارات المطلوبة باسلوب مهني ، لا تريد للاهالي التشويش عليه.
وفي كوريا المتطورة يتسابق اوائل الطلبة على الدروس الخصوصية في الرياضيات والفيزياء بالتحديد بحثا عن مزيد من التميز.
اما نحن ، فنبحث عن الدروس الخصوصية لحل تقصير في التأسيس المعرفي والادراكي ، وهذا ما أظهرته نتائج دراسات وزارة التربية والتعليم بنفسها ، من كم بالالاف لا يتقن القراءة والكتابة ، واخرون تخرجوا دون الحد الادنى من المعرفة والمهارة ، ونتائج الثانوية الاخيرة عكست المخرج التعليمي على حقيقته.
المعضلة معروفة في تقصير ، قد يدعي البعض ان له اسبابه–قلة الحوافز للمعلمين ، وتواضع الرواتب ، وعدد الطلبة في الغرفة الصفية..الخ–ولكن رسالة التعليم أسمى من البحث عن هذه الاسباب لمن امتهنها عن حب ورغبة.
وهناك جانب قد بدأ علاجه يتعلق بالمناهج ، وهنا يجب التأكيد على وضعه بايد خبيرة ، لا يتدخل احد في عملها كما كان يحصل سابقا ، فمن اجل فلان يوضع الموضوع الفلاني ولغاية ما يوضع موضوع اخر ، لتصبح المناهج كوكتيلا ، في كل الصفوف بنفس النكهة والفائدة محدودة.
أما الاهم ولابعاد شبح الدروس الخصوصية عن منهجية التربية والتعليم ،فهي عودة الايمان لدى المعلم بدوره في صناعة الاجيال وعودة الدور الحقيقي للموجه والمشرف الحاضر دوما في المدارس وغرفة الصف والتأكد من كفاية الشرح وختم المادة.
حقيقة مؤلمة مدرسون لا يدخلون غرفة الصف ، واخرون يوجهون الطلبة للدروس الخصوصية في مراكز محددة ، ومادة تشرح «سلقا» حتى لطلبة « التوجيهي » ، لان الادارات شبه غائبة والرقابة متواضعة ، وجودة التعليم هي الثمن.
زياد الرباعي facebook
* يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي مسبق من المؤسسة الصحفية الاردنية - الرأي .