عمان - الرأي - يكشف دوري «المناصير» للمحترفين لكرة القدم أوراقه غداً مع انطلاق «كبرى البطولات» بحثاً عن الظفر باللقب الأغلى.
ويشق 12 فريقاً طريقهم عبر مشوار طويل وفي ظروف استثنائية فرضتها عمليات الترميم والصيانة التي تشهدها الملاعب المتوافرة من أجل استضافة كأس العالم للناشئات، ما دفع إلى حصر إقامة المباريات على ملاعب محددة، بل أن أكثر ما أثار الاستياء مؤخرا وجعل دائرة المسابقات تجري تعديلاً قبل صافرة البداية هو ما شهده ستاد الحسن وقرار إغلاقه لعدم صلاحيته ليرفع من حجم الضغوطات على الاتحاد والأندية التي ستجد نفسها مرغمة على اللعب وتحت وطأة الظروف.
وبعيداً عن الانطلاقة المحددة عند الخامسة مساء غد الجمعة على ملعب الأمير هاشم فإن الدوري هذا الموسم سيضم في جعبته فرق (الوحدات بطل آخر نسختين، الفيصلي الذي افتتح الموسم بكأس الكؤوس، الرمثا، الجزيرة، شباب الأردن، الأهلي، الحسين، البقعة، ذات راس، الصريح، كفرسوم العائد مجدداً بعد غياب والأصالة أحدث الوافدين)..
ولأن قصة الدوري ملئية بالمحطات المضيئة فإن «الرأي» تضعها بين يدي القاريء كوثيقة تاريخية ثابتة من الألف إلى الياء..
فقد انطلقت مسيرة بطولة الدوري في الاردن و التي تعرف اليوم باسم دوري المناصير للمحترفين عام 1944 وهو بذلك يعتبر احد اقدم بطولات الدوري في الوطن العربي عامة والقارة الاسيوية .
وظهرت الفكرة لاول مرة عام 1943 لدى مؤسس المملكة المغفور له باذن الله الملك عبدالله بن الحسين – طيب الله ثراه- في ظل ظروف غاية في الصعوبة ودقيقة في تحديد مستقبل شعب وأمة وجاءت الفكرة في تلك السنة قبل ان يصبح الملك المؤسس عبدالله بن الحسين ملكا وقبل ان ينال الاردن استقلاله.
ووفقا لرواية دونها شيخ الاعلامين المرحوم نظمي السعيد ونشرت بجريدة الرأي ونقلها عن منير عمر لاعب الاهلي والحكم السابق و الذي عايش ميلاد الدوري فيقول : تناهت لمسامع الاندية ان الامير عبدالله بن الحسين قرر اقامة بطولة لكرة القدم على كأس مقدمة منه يشترك فيها فرق الدرجة لاولى وكان ذلك في العام 1944 حيث حققت الاندية ما اراده المؤسس وشكل الاتحاد الرياضي الذي اشرف على البطولة التي شارك فيها اربعة فرق هي : الفيصلي, الاردن, الاهلي والهومنتمن.
ويضيف الراوي : انطلق الدوري عام 1944 وبالتحديد في شهر نيسان بمشاركة الفرق الاربعة ووسط احتفالات كبرى شهدها ملعب المحطة مكان جسر ومخيم المحطة حالياً, فاز الفيصلي بأول بطولة للدوري ونجح في المحافطة عليها في العام التالي قبل ان يخطف نادي الاردن عام 1946 ثم خطف الاهلي بطولة الدوري ولثلاث مرات متتالية 1949 و1950 و1951.
مع مطلع الخمسينات كانت هناك حقائق جديدة انبثقت من انضمام اندية الضفة الغربية الى بطولات الدوري ولمولد اندية في الضفة الشرقية انضمت للدوري كنادي الجزيرة, الشباب, القوقازي وفريق حطين .
في عام 1952 دخل فريق الجزيرة دائرة الصراع على البطولة وفاز بها في هذا الموسم, ثم توقفت المسابقة عام 1953 وعاد الاهلي ليفوز عام 1954 وفي عام 1955 فاز الجزيرة بالدوري وفي عام 1956 تصدر الجزيرة الفرق وحافظ على البطولة رغم انها لم تنته كما كان مقررا لها واعتبر الجزيرة بطلا لها باعتباره كان حاملا للقب .
ويلاحظ منذ منتصف الخمسينات اتساع رقعة الفرق المشاركة فظهر فريق العربي في اربد وفي منتصف الستينات ظهر فريق نادي الحسين وبالتحديد عام 1964 وبعد سنتين فاز ببطولة الدرجة الثانية لكن حظه العاثر حرمه من المشاركة بدوري الدرجة الاولى حين قررت مؤسسة رعاية الشباب اعادة تصنيف الاندية عام 1969 فقد قرر الاتحاد اقامة بطولة تنشيطية لفرق الضفة الشرقية التي كان عددها 26 ناديا تم تقسيمها الى 6 مجموعات وصل الى الادوار النهائية فرق الفيصلي، الجيل، الجزيرة، الاهلي، الشباب، اليرموك، الحسين، القوقازي والاولمبي ثم تم تقليص هذه الاندية لتصبح 6 فرق هي: الفيصلي، الاهلي، الجزيرة، الشباب، الاولمبي، والحسين، وهي التي شكلت اندية الدرجة الاولى .
ومع انطلاقة الدوري الجديد عام 1970 عاد الفيصلي ليفرض سطوته من جديد ويحتكر البطولة منذ عام 1970 وحتى عام 1974 اذ فاز الاهلي عام 1975 بالدوري وعاد الفيصلي ليفوز ببطولة عام 1976 وببطولة عام 1977، بعد ان لعب مع الجيل مباراة فاصلة للظفر بالبطولة، فحسم تلك الموقعة لصالحه.
وفي سنة 1976 هبط الوحدات بعد مباراة فاصلة مع الجزيرة خسرها (1/2) وصعد الرمثا، وفي عام 1977 هبط الجزيرة لاول مرة بتاريخيه .
وفي عام 1978 اقيمت المباراة الفاصلة بين الاهلي و الرمثا وبحضور المغفور له جلالة الملك الحسين – طيب الله ثراه- وانتهت المباراة بفوز الاهلي 2/1 وليحافظ عليها في السنة التالية 1979، على الرغم من ان الاتحاد رفع عدد الاندية في ذلك الموسم لتصبح ثمانية فرق بدلا من سته .
وعاد فريق الوحدات من جديد الى مصاف الدرجة الاولى عام 1978 وحل ثالثا وفي سنة 1979 عاد الجزيرة الى موقعه الطبيعي فارتفع اوار المنافسة واصبح عدد الفرق 8 لاول مرة بعد ان قرر الاتحاد اضافة نادي عمان ليكون ضمن دوري الدرجة الاولى بقرار اتحادي .
وفي عام 1980 نجح الوحدات بالفوز بكأس الدوري لاول مرة بتاريخه وتم تحديث اسم البطولة لتصبح بطولة الدوري الممتاز، واصبح عدد الفرق 10 بعد صعود فريقي البقعة والقادسية – شباب الاردن حاليا- وقرار الاتحاد عدم هبوط فريقا الحسين وعمان فبقيا في الدرجة الممتازة. ويبدو ان فوز الوحدات هذا اشعل حماس الرمثا ففاز ببطولة الدوري لاول مرة بتاريخه في هذا العام 1981 - ليصبح اول فريق من خارج العاصمة يظفر بلقب الدوري و الذي شهد مشاركة الارثوذكسي والجيل وحافظ الرمثا على البطولة في العام التالي 1982 هذا الموسم الذي هبط فيه فريقا القادسية والبقعة.
في العام التالي 1983 صعد البلقاء لاول مرة الى الدوري الممتاز كما صعد معه فريق النصر وفي هذا الموسم انهى الفيصلي خصامه مع البطولات وتمكن من الفوز بالدوري بعد ان ظل هذا الكأس بعيدا عن خزائنه منذ نهاية عام 1977 .
كذلك فقد قرر الاتحاد انذاك تجميد الهبوط ليصبح عدد الفرق في الموسم 1984 (12 فريقا)لاول مرة حيث صعد العربي الذي كان هبط الى الدرجة الثانية – الاولى حاليا- بعد نهاية موسم 1975 وبعد موسم عبق بالاثارة والكفاح الشديدين سواء للظفر بالدوري او اتقاء شر الهبوط تمكن عمان من الفوز بالدوري لاول مرة بتاريخيه فيما هبط فريقا البلقاء والقوقازي وصعد بدلا منهما القادسية والبقعة، مع نهاية موسم 1985، قرر الاتحاد اختصار عدد فرق الدرجة الممتازة لتصبح 10 فرق بدلا من 12، واقتضى هذا هبوط ثلاث فرق دفعة واحده من الممتاز وصعود فريق واحد من الدرجة الاولى وهو ما يحدث لاول مرة بتاريخ الدوري وفعلا هبطت فرق العربي، عين كارم والبقعة وتمكن فريق القوقازي مع نهاية موسم 1985 الصعود الى الدرجة الممتازة ليلعب من جديد في الدوري الممتاز.
ومنذ عام 1985 بقي لقب بطولة الدوري حصريا على فريقي الفيصلي والوحدات فقط وبات مباراة الفريقين تشكل مباراة الكلاسيكو للكرة الاردنية واستمر احتكار الفريقي للقب حتى موسم 2005-2006 والذي شهد ولادة بطل جديد وهو فريق شباب الاردن قبل ان يعود القطبين ليحكما قبضتهما من جديد على اللقب.
وعلى امتداد تلك السنوات صعدت العديد من الاندية لاول مرة الى مسابقة الدوري بتسمياتها المختلفه قبل ان تصبح الان بطولة دوري المحترفين منذ موسم 2008-2009 حيث صعدت فرق : سحاب والكرمل والجليل وكفرسوم والطره والفحيص وشباب الحسين واليرموك و اتحاد الرمثا ثم المنشيه الذي شارك لاول مرة بموسم 2010-2011 والصريح والشيخ حسين والأصالة الذي سيكون احدث ضيف بتاريخه وبتاريخ المسابقة.