كتب بسام السلمان - يشكل جهاز العروس منذ أمد بعيد الشغل الشاغل لأسرة العروس وقد كانت العادة تقضي أن ينقل الجهاز قبل موعد الزفاف بيوم او يومين فيذهب اهل الزوجة بعد صلاة العصر إلى منزل العريس والذي كان في السابق عبارة عن مرآة وفراش من الصوف، ولحاف او لحافين، ومخدات وطراحة ومسند، وابريق من النحاس او الزجاج، وصدر نحاس، وبعض الادوات المطبخية، وصندوق الملابس المزين ويضم في اغلب الاحيان من الفساتين الحريرية الجميلة والصوف والجوخ والكتان.
والواقع أن جهاز العروس الذي اكتسى طابع الوجوب بالنسبة للعروس بحيث جعل من اللازم عليها أن تحمل معها الى بيت الزوجية ،فضلا عن ملابسها وأمتعتها ،أثاث المنزل وبعض التجهيزات الكمالية بل حتى بعض الملابس والأغراض الخاصة بالعريس،لا يوجد في الشريعة الاسلامية ما يوجبه.
فما هو واجب في الزواج شرعا هو الصداق الذي يقدم للمرأة عند عقد القران والذي ينبغي ألا يقع الخلط بينه وبين المهر الذي تقدمه المرأة للزوج كما تقضي بذلك القوانين والتقاليد في بعض المجتمعات "الهند مثلا".
لكن نظرا لتغليب بعض المجتمعات الاسلامية منطق العادات على منطق الشريعة أصبح "جهاز العروس عنصرا أساسيا في الزواج ولا يكتمل الزواج إلا بالجهاز.
واكدت احدى الدراسات أن عادة جهاز العروس تجد تبريرها في السنة النبوية حيث جهز النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها إبان زواجها من علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بخميلة ووسادة وقطعتين من الأثاث. فقد أراد - صلى الله عليه وسلم - من خلال هذه المبادرة إفهام النساء وعائلاتهن أنه يتعين عليهن إشراك أزواجهن في الإستفادة من جزء من الصداق المقدم إليهن دليلا على الرغبة في نسج علاقات مودة ووئام بين الزوجين .
وفي هذا الصدد تقول رئيسة الاتحاد النسائي فهمية العزام مع توالي السنين حاد العمل بهذه السنة الطيبة عن مقاصده الأصلية وأهدافه النبيلة حيث أصبح الناس يهيوءون جهازا مهما لبناتهن المقبلات على الزواج سواء بدافع الرغبة في إبراز مظاهر غناهم وثروتهم أو كتعبير عن كرمهم مما جعل الأمر يتطور الى اعتبار الجهاز حقا من حقوق العريس على عروسه.
وتضيف العزام تشير وثائق تاريخية الى وقائع تكرس هذا المنحى . فصار العريس يطالب بجهاز لا يعادل فقط قيمة الصداق الذي يقدمه للعروس وإنما يتجاوزه ليشترط على عروسه تقديم جهازا تتجاوز قيمته ضعف قيمة الصداق او المهر».
وتقول السيدة كرمة السلمان مهتمة بالشأن الاجتماعي أن جهاز العروس كان يتضمن على الخصوص اربع إلى خمس فرشات من الصوف ونحو عشر مخدات وهو ما يتطلب كمية كبيرة من الصوف إضافة الى أغطية ذات جودة عالية تصل إلى اربعة لحفة . ويتضمن الجهاز الرمثاوي إلى جانب ذلك "كسوة" العريس من الملابس التي يدفع ثمنها العريس حيث تذهب العروس ووالدتها او شقيقتها وشقيقة العريس او والدته لشراء ملابس العرس والذي ترسله العروس مع جهازها قبل العرس بيوم او يومين إلى بيت عريسها.
وتقول السيدة ام وليد الدردور من العادات المتعلقة بالجهاز حرص عائلة العروس على عرض الجهاز على الأقارب من أجل اشراكهم في الفرحة وتمكينهم من التعبير عن ملاحظاتهم بشأنه قبل حمله الى بيت الزوجية.
واضافت يخضع نقل الجهاز الى منزل الزوج لطقوس خاصة تختلف من مدينة لأخرى لكنها تشترك في كون عملية النقل تتم عادة يوما واحدا او يومين قبل حفل الزفاف.
في حين بينت بشرى الزعبي ان من العادات الجميلة في اعراسنا ايام زمان أثناء الاحتفال بمناسبة الزواج يقام حفل جهاز العروس وتحضره نساء الحي من الأهل والجيران والمدعوات من المناطق الأخرى لمشاهدة جهاز العروس حيث تخصص غرفة في المنزل يعرض فيها الجهاز من الملابس، والذهب، وأدوات الزينة، وبعض اللوازم الأساسية كالفراش وجانباً من الاحتياجات التي يحتاجها عش الزوجيةـ وتضيف في هذا الاحتفال تجتمع النسوة حول السيدات اللاتي يقمن بعرض الأدوات بطريقة شيقة معبرات عن فرحتهن بالجهاز البديع والمناسب الذي يليق بالعروس ومكانة العريس وأهله ونظرتهم ولمساتهم المميزة في التجهيز وتقديرهم للعروس ومكانتها، ولا تخلو الجلسة من الكثير من المداعبات والطرافة، وكل واحدة من اللاتي يقمن بالعرض تتفنن في ذلك( لتأكل الجو) وتلتف إليها الأنظار.
لكن لمى الزعبي تقول.. اختلف الامر في هذه الأيام حيث لم يعد الجهاز كالايام السابقة حيث اصبحت العروس تجهز بيتها بالاشياء الضرورية من ادوات مطبخية واختفت نوعا ما امور كالفراش الصوفي والمخدات حيث اصبح على الاهل تجهيز ابنتهم العروس باكثر من السابق حيث اصبحوا يتحملون المبالغ الكبيرة مثل طقم كنبايات مكلف او تجهيز مضافة عربية واحد الاجهزة الكهربائية مثل الغسالة او الغاز او الثلاجة وغيرها من الادوات الكهربائية إضافة إلى تلبيسة الصمدة حيث يتوجب على اشقاء العروس تلبيس شقيقتهم الذهب حيث يزيد المبلغ الذي يتم تلبيسها به ذهبا احيانا عن ال 500 دينار.
