أرقام فلكية .. أرقام نافرة

أرقام فلكية .. أرقام نافرة

 الدوحة - عبدالحافظ الهروط- يبدو اننا في العالم العربي لم نخرج من دائرة «العجب» ونحن نقحم انفسنا في امور لا يلقى لها بال بينما نعدها انجازات لم تسبقنا اليه أمة!الأمثلة كثيرة، لا تبدأ بـ «أعلى برج» في العالم، ولا تنتهي بـ «اكبر مائدة» منذ الخليقة!الا اننا في ميدان الرياضة، ايضاً لنا من «العجب» الكثير، فأحداث دورة الالعاب الرياضية العربية التي تدور رحاها في العاصمة القطرية الدوحة كانت الأرقام «الفلكية» تمطر في سلة النساء، الى درجة لو ان الفريق الفائز غادر الملعب بعد الربع الاول تاركاً لمنافسه تكملة المباراة لوحده لخرج المنافس خاسراً.نقول هذا، اذ ليس من المنطق ان تنتهي مباراة بفوز لبنان على الكويت 108-28 وفوز مصر على الصومال 90-24 فكلتا النتيجتين كارثة «في حق» اللعبة، لا ادري ما المبرر من تحقيق نتائج بهذه الارقام، ذلك ان الفرق الكبيرة لا بد وان لديها عناصر احتياطية يمكن اشراكها عندما تكون مثل تلك المباريات حسمت مبكراً،كما ان ظهور المنافس بالمستوى المتواضع، فإن الفرق الكبيرة تكون كسبت النتيجة دون ان تحقق الفائدة الفنية.بالمقابل فإن مشاركة فرق دون ان يكون لها قدر من المجاراة والخسارة بهذا الفارق، يجعلنا نطرح سؤالاً: لماذا جيء بهذه الفرق؟على اننا في الاعلام الاردني اعتبرنا خسارة منتخب النساء امام نظيره اللبناني بكرة النساء 40-69 خسارة قاسية،فماذا عن الكويت والصومال نقول؟ما ظهرت عليه الفرق «الشرفية» انما يؤكد الاهتمام الشكلي للاتحادات العربية في مثل هذه الالعاب، رغم ان قواعد الأساس تتواجد على الدوام من خلال المدارس وانتهاء بالجامعات، فأين عالمنا العربي من هذه وتلك؟الأمر الآخر، وهو الارقام الكبيرة والنافرة التي ظهرت على ظهور بعض اللاعبين التي تقارب الـ 100، فقد شاهدنا ارقام 82 و83 و57 وكأن مثل هذه الارقام وغيرها تبعث السعد، فقد اعتدنا في السنوات الخوالي ان نشاهد ارقام 3و7و8 حتى ان رقم 10 في كرة القدم على سبيل المثال كان طموح كثير من اللاعبين . فلماذا تغب ارقام نحسبها جميلة ومحببة للجمهور.قد يقول قائل: ان الارقام ليست الا تعريفاً باللاعب او اللاعبة وتسهيلاً على الحكم عند تسجيله الهدف او النقطة او عند مخالفة اللاعب واتخاذ العقوبة بحقه ، وأن اللاعب هو محور اللعبة وهو الذي يشكل في اذهان الجمهور ووسائل الاعلام «جمالية» الرقم و»الشهرة»،لا ان يكون الرقم اساس ونجومية اللاعب.هي مجرد ملاحظة عابرة، احببت ان اسوقها من وحي الدورة، ومع ذلك فإنني اكرر القول : انني لا اجد للارقام «الفلكية» و»الارقام النافرة» مبرراً، مهما كان القصد مما حصل، ما ظهر منها وما بطن.