عمان - محمود الزواوي - فيلم «قصة حقيقية» (True Story) (2015) من الأفلام الأميركية المستقلة، وهو أول فيلم روائي طويل من إخراج المخرج البريطاني روبرت جولد الذي اشترك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتب السينمائي الأميركي ديفيد كاججانيش استنادا إلى مذكرات الكاتب والصحفي الأميركي مايكل فينكيل. ويستند هذا الفيلم إلى شخصيات وأحداث حقيقية ويجمع بين أفلام السيرة الذاتية والدراما والجريمة والإثارة والتشويق.
وتدور أحداث قصة فيلم «قصة حقيقية» حول العلاقة بين الصحفي السابق في صحيفة النيويورك تايمز مايكل فينكيل (الممثل جوناه هيل) والمجرم كريستيان لونجو (الممثل جيمس فرانكو) الذي انتحل شخصية فينكيل بعد ارتكابه جريمة قتل زوجته وأطفاله الثلاثة بولاية أوريجون الأميركية في أواخر العام 2001 وفراره من الولايات المتحدة إلى المكسيك ثم إلقاء القبض عليه بعد عدة أسابيع وزجّه في السجن.
مايكل فينكيل صحفي مرموق يفقد وظيفته في صحيفة النيويورك تايمز بعد ارتكاب خطأ فادح وتضليل في المعلومات في تقرير صحفي يتعلق بقضية هامة. وبعد أن تقطع به السبل يقرر الرحيل مع زوجته جيل (الممثلة فيليسيتي جونز) إلى مسقط رأسه في ولاية مونتانا، حيث يواصل البحث عن عمل ويواجه صعوبة في نشر مقالاته الصحفية. وفجأة يحالفه الحظ حين يتم إلقاء القبض في أوائل العام 2002 على المجرم كريستيان لونجو في المكسيك، والذي انتحل شخصيته وتظاهر بأنه الصحفي مايكل فينكيل الذي يعمل في صحيفة النيويورك تايمز. ويتصل المجرم لونجو من السجن بالصحفي الحقيقي مايكل فينكيل الذي يجد في ذلك فرصة لتحقيق سبق صحفي واستعادة أمجاده الصحفية. ويستمر التواصل بين الاثنين عن طريق الزيارات في السجن والمكالمات الهاتفية وتبادل الرسائل، وتنشأ بينهما علاقة صداقة قوية، ويستمر التواصل بينهما بعد إدانة المجرم لونجو الذي كان يدّعي براءته، ولكنه يعترف للصحفي السابق خلال المقابلات العديدة التي أجراها معه في السجن بارتكاب جريمة قتل زوجته وأطفاله الثلاثة. ونقل الكاتب مايكل فينكيل ما ورد في تلك المقابلات وفي العلاقة بينه وبين المجرم لونجو في كتاب «ذكريات» الذي صدر في العام 2005، والذي استندت إليه قصة فيلم «قصة حقيقية».
ويقدّم المخرج روبرت جولد في فيلم «قصة حقيقية» دراسة لشخصيتين متناقضتين ويلقي الضوء على علاقتهما الغريبة والفريدة، والتي تتخللها خدمة مصلحتهما المشتركة، حيث يساعد الصحفي فينكيل السجين لونجو على تحسين قدرته في الكتابة تحقيقا لطموحاته في تأليف الروايات، وذلك مقابل الحصول على المعلومات عن حياة المجرم لونجو والجريمة التي ارتكبها والظروف التي دفعته إلى ارتكاب هذا العمل الشائن، وهي المعلومات التي وفّرت الأساس لمضمون كتابه «ذكريات».
وتكشف قصة فيلم «قصة حقيقية» التفاصيل الغريبة لعلاقة الصداقة والمصلحة المتبادلة بين الشخصيتين المحوريتين في قصة الفيلم. ومن الموضوعات الرئيسة التي يطرها الفيلم تصوّر الحقيقة في ظل العلاقة بين صحفي ناجح سابقا وملطخ السمعة حاليا ومجرم ارتكب جريمة قتل زوجته وأطفاله الثلاثة، واستخدام كل منهما الآخر لخدمة مصلحته الشخصية.
ويتميز فيلم «قصة حقيقية» بقوة أداء بطلي الفيلم الممثلين جوناه هيل وجيمس فرانكو والانسجام في أدائهما، وقوة أداء الممثلة فيليسيتي جونز في دور الزوجة. كما يتميز الفيلم ببراعة التصوير واستخدام أسلوب العرض الارتجاعي وتناغم الموسيقى التصويرية مع أحداث الفيلم. يشار إلى أن الممثل براد بيت منتج منفذ لفيلم «قصة حقيقية»، وأن شركة الإنتاج السينمائي «بلان بي» التي يملكها براد بيت شاركت في إنتاج هذا الفيلم.
وافتتح فيلم «قصة حقيقية» في مهرجان سندانس للأفلام المستقلة في الولايات المتحدة، وعرض في 856 من دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته أربعة ملايين دولار خلال الأيام العشرة الأولى لعرضه.