شباب اليوم قادة المستقبل

شباب اليوم قادة المستقبل

الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها ، هم العطاء والمنعة ، والوقود والقوة !الفكر السليم يُنتج بناءً قويما ، والشباب هم رئة الجسد العظيم !وبالطبع ؛ فإن حكمة أصحاب الخبرة والتجربة مطلوبة في كل وقت للوصول إلى بر الأمان ، حيث الشفاء من السقم والدواء الذي يزيل العلل.من هنا ننطلق في مركب البحث عن النهوض والتطور ، لنجد الشباب يقف حائرا في الكثير من الأحيان ، متسائلاً عن هذا الزمان ، فيطلق البصر إلى ما بعد الخيال ، ليحاكي واقعا مشاهداً ، فيلتمس لنفسه عذراً بداعي قلة الحيلة ، ولعدم توفر الوسيلة ، فيفكر قليلاً في حيرة ، هل أنظر إلى موطني أم أتفكر أيضاً بما يدور من حولي!لعله أيضا يقول: هل أفكر في مستقبل العالم ؟ أم هل أنسى وأتجاهل ؟!ما هو دوري ؟ وأين أنا من الإرادة والطموح ؟!ما هو المطلوب مني على هذه البسيطة ، أنا فعلاً أعيشُ بين الخليقة !فيتبادر للذهن أسئلة عديدة ، ولكنه الإيمان الذي يقودنا إلى العمل فيجنبنا مواطن الزلل ، ويزيل عنا الخلل ، فيجعلنا في نماء بعد موت الزهرة ، طالما تواجدت في الثرى بذرة ! فالبذرة تُسقى من غيث السماء ، فتنمو وتجعل الدنيا في بهاء بعد العناء.يجب على المعنيين في كل آن ، أن يجعلوا للشباب عظيم العناية والاهتمام ، فالشباب يمتلكون طموحات جميلة ، وطاقات عظيمة ، وأفكار عذبة منيرة ، وإبداعات غزيرة ، وما هذا إلا قليل من كثير ، فالشباب هم عماد الغد وقادة المستقبل.لعله يمكننا تقسيم الشباب إلى دوائر مترابطة ، كلها في عين الحكيم واحدة ، لتشكل مجتمع الترابط والأخوة والسلام !وبما أن الإيجابية دائما مطلوبة ؛ فالأول قويم ، صاحب فكر غزير ، مبادراته خلاقة ، لا يتأثر بمن ضلوا الطريق ، ولا توقفه التحديات ، يعرف سبب وجوده على هذه البسيطة ، فيساهم في الاعمار، ويبدع بالأفكار ، ويذهل الآخرين بالأفعال.هذا النوع يجب أن نشجعه ، وأن نكون دائما إلى جانبه ، وأن نسانده فنستمع إليه ، وأن نقدم له الدعم الذي نستطيع ، وأن نساهم في تطور آفاقه ، ليكون لنا السند والمعين ، فالشباب طاقات خلّاقة علينا استثمارها جيداً لبناء الأوطان ، وللحفاظ على الأمان.أما الدائرة الثانية فهم من أضلوا الطريق ، فكانوا في جهل السبات ، بلا رؤية أو هدف ، يعيشون فقط « للأكل ، للنوم ، للتكاثر ، للهو ! « وهؤلاء ليس الذنب ذنبهم ، فإمّا واقعٌ أجبرهم ، أو بيئة وُجدوا بها فساعدتهم ، أو قلة حيلة أحاطت بأفكارهم ، فلم يدركوا حقيقة تواجدهم ، ولم يكتشفوا لغاية الآن قدراتهم وإبداعاتهم ، بل إنهم ربما لم يتطرقوا إلى ذلك بين جنبات أفكارهم ، فلم يدركوا بعد أن في داخلهم زهرة مثمرة قوامها العقل الجميل ، ونتاجها سلوك من الإبداع مبين.في داخل كل شخص فينا أفكار ، طاقات ، إبداعات ، فلم نأتي لهذه الأرض « صدفة ! « ، فلنتوقف مع أنفسنا « بُرهةٌ من الزمان « ، ولنسأل أنفسنا « لماذا نحن الآن هنا ؟! «.إنني واثق بعدالة إجابتكم بحق أنفسكم ، وبأمانة صدقكم مع ذاتكم ، وبحرصكم على مستقبلكم ومستقبل الأجيال من بعدكم !يجب أن نشعر بالمسؤولية ، وأن نوقظ الضمير الذي يسكن في داخلنا ، وأن نحاسب ذاتنا قبل تطرقنا إلى حساب غيرنا ، وأن نمضي في حياتنا وإيماننا عميق بأن الخير ما زال موجود على هذه البسيطة.يجب أن نسعى لنكون يدا واحدة تصفق للحق والجمال ، وتنبذ العصيان والضلال ، لنكون جميعا في قارب النجاة القريب من اليابسة ، فبعد الجفاف فكرٌ يروي لنا عروقنا ، وخير وتسامح يزين لنا قلوبنا.أنت... هل أستطيع أن أطلب منك طلباً ؟كن مؤمنا بنفسك ، ابحث عن الإبداع في داخلك ، تأكد أنك تستطيع التأثير ، اقرأ لتكون قويم ، وتعلّم لتبتعد عن الجهل العقيم، وتأكد أنّ الكلمات تطول ، ولكن الأعمار تقصر مع كل إشراقة شمس جديدة ، فلنضع بيننا عهدا بأن الغاية ليست كلمات نزينها بالحروف ، بل إن الثمرة الطيبة هي الأفعال التي تضيء الظلام وتجعلنا دائما في بيت الأمان.فلنحمي أنفسنا ومجتمعنا من خطر التفكك والضلال ، ولنكن واثقين بأننا قادرين على إحداث التغيير ، وصنع الجميل ، الذي يرضي رب العالمين.فلنتفكر ونتدبر ، ولنسأل أنفسنا ( ما الذي يمنعنا ليكون واقعنا دائما أجمل وأفضل ؟! )*  سفير شباب الفكر العربي في الأردن لعام 2015