رصيد الولايات المتحدة الأمريكية في الكراهية لها يتزايد في كل يوم، فبعد التهديد باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة وقرار الكونغرس بوقف المساعدات المالية (التافهة على أي حال)، تعلن اليوم أنها سوف توقف مساهمتها في دعم منظمة اليونسكو للثقافة في الأمم المتحدة، اذا وافق مجلسها التنفيذي على توصية أعضائه بمنح فلسطين العضوية الكاملة، حيث أعلن 40 عضوا من أصل 58 موافقتهم على التوصية، ما دفع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون للقول أن التصويت لصالح منح العضوية الكاملة لفلسطين «أمر لا يمكن تفسيره»! اذا، هذا هو الغرب الذي يقف اليوم مفجوعا وعاريا مرة أخرى أمام حقائق التاريخ وإرادة المجتمع الدولي الحر، فقبل أيام صدمت أمريكا وحلفاؤها بالفيتو المزدوج الروسي الصيني ضد مشروع قرار أوروبي (فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال) بدعم أمريكي، يمهد لفرض عقوبات على سوريا، وتصريحات المسؤولين الغربيين غداة الفيتو عكس مدى الفزع الذي أصابهم، واعتبرت كلينتون وزير خارجية أمريكا أن مجلس الأمن بفشله تمرير المشروع «أخل بمسؤولياته» وأشارت سوزان رايس السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ان «الولايات المتحدة مستاءة بشدة من إخفاق المجلس تماماً»، وفي السياق اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله أن فشل إصدار القرار «أمر مؤسف جداً». كما اعربت فرنسا على لسان وزير خارجيتها الآن جوبيه أن فشل الأمم المتحدة في إصدار قرار يدين دمشق «يوم حزين للشعب السوري»! و«لمجلس الأمن»، ومن جانبه أعرب وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، الذي استقبل قبل أيام، بعد إجراء تعديلات في قانون مطاردة مجرمي الحرب، تسيفي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل السابقة والملطخة يداها بدماء أبناء غزة، عن خيبة أمل بلاده، وتعهد بمضاعفة «الجهود مع الشركاء الدوليين لزيادة الضغط على النظام(السوري)». وقال «أنا محبط بسبب قرار روسيا والصين، والذي سيُنظر إليه بمثابة ضربة مريرة لجميع السوريين الذين ناشدوا المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً»، الايطاليون لم يقصروا بدورهم وأعلنوا على لسان وزير الخارجية فرانكو فراتيني إن إخفاق مجلس الأمن يعد «يوماً حزيناً» بالنسبة إلى السوريين الشجعان، أما استراليا فشعرت بالأسف كما قال وزير خارجيتها كيفن رود. هذا التباكي، المزيف والكاذب، على الشعب السوري «الشجاع» يفضح زيفه ونفاقه هذا التغاضي عن كل ما يجري على الأرض الفلسطينية وما يتعرض له شعبها من ظلم واضطهاد واستئصال ومصادرة أراضيه وحصار. هذه الدول التي لم تترك مناسبة الا ووقفت الى جانب اسرائيل وأحبطت أي مشروع قرار لإدانتها، ولم تسمح بلد الحرية والديمقراطية أمريكا، بتمرير أي إدانة ضد اسرائيل واستخدمت الفيتو 50 مرة لإحباط مشاريع القرارات.