الدوحة - قال منظمو مزاد سوذبي للفن الحديث في العاصمة القطرية الدوحة مساء الاثنين إن إجمالي مبيعاته بلغت ثمانية ملايين و6625 دولارا وإنه حقق أسعارا قياسية لثلاثة عشر فنانا.
وكانت الحصة الأكبر من المبيعات من نصيب عمل فني من الاستانلس ستيل للفنان والنحات البريطاني أنيش كابور يسمى "بدون عنوان" يعود الى عام 2009 والذي بيع مقابل مليون و595 الف دولار بعد تمديد فترة المزايدة عليه ليحقق أعلى سعر لعمل لفنان في الشرق الأوسط، حسبما قالت سوذبي.
وبيعت لوحة "المطاردة" للفنان الايراني المقيم في نيويورك علي بني صدر بمبلغ 557 ألف دولار.
وقالت ايلين اجوبيان نائبة كبير المتخصصين في الفن المعاصر في دار سوذبي للمزادات إن المزاد انعكاس للالتزام الذي رأوه في قطر على مدى سنوات عدة تجاه الفن المعاصر وبتنمية اهتمامات الناس من خلال توفير عروض للفن المعاصر لهم من خلال المتاحف وصالات العرض في البلاد.
واضافت ايلين اجوبيان "إقامة المزاد هنا طريقة رائعة لتعريض مزيد من الناس لما يمكن اعتباره فنا معاصرا. انه ليس مجرد رسم أو نحت. قد يكون فيديو رائع مركب أو صورة ويمكن عمله بوسائل مختلفة ويشعرك بالفعل بالتحدي من الناحية الموضوعية والجمالية. لذا فانه سبب رائع لوجودنا في الدوحة من أجل خلق هذا الحوار العالمي والبناء على الشعور الذي لدى الناس هنا والتزامهم تجاه الفن المعاصر."
ومن بين الأعمال الفنية التي طرحت في المزاد لوحة "هدوء" للفنان البريطاني داميان هيرست. وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013 استضافت قاعة الرواق معرض "رُفات" لهيرست.
وأوضحت ايلين اجوبيان ان التعرض والوعي بأعمال هيرست الذي زاد في المنطقة بعد معرض "رفات" دفع سوذبي الى تقديم عمل مجددا في المزاد.
واضافت "عمل داميان ..السبب الكلي لابتكاره لفن يثير رد فعل ليتحداك..ليتعرض لك. وعلى وجه التحديد فان أعماله هنا تحظى بكثير من ردود الفعل المختلفة لدى الناس وفقا للطيف الذي يحركهم عاطفيا نحوها أو لصدمتهم من الموضوع الذي يرسمه. وبالنسبة لنا فان عرض عمل لداميان هيرست كما ترى في خلفية احدى لوحاته الرائعة وهي فراشة متعددة الالوان والتي تخلق بالفعل حوارا عالميا يمكن للناس ان يسجيبوا لجماله بالاضافة الى موضوعه. لذا فانه من الضروري لنا ان يكون لدينا عمل ضخم لداميان بناء على المعرض الذي كان له هنا العام الماضي."
واعتبرت لينا لازار رئيسة المزاد والمختصة بالفن المعاصر الدولي في سوذبي ان المزاد أفضل شهادة على التزام قطر بنشر الفن والثقافة.
وأضافت "قطر منفصلة عنا كما تعرفون. ولم نعد نفكر كثيرا مثلما كان الحال في السنوات القليلة الأولى حيث كان يتساءل الناس: لماذا في الدوحة؟. تعرفون. هل هي المنصة الصحيحة؟ الآن تحبون وتعرفون أين في غير الدوحة؟ حين تفكر في الأمر تدرك ان كل هذه المعارض الكبرى التي تقام في متحف ورواق. تعرفون مع عرض داميان هيرست هنا ومنى حاطوم وعادل عبدالصمد. أقصد انه...المكان الذي يجب ان يكون فيه الشخص بالفعل."
وعرضت في المعرض الذي سبق المزاد أعمال فنانين من السعودية وقطر وايران والعراق وسوريا ولبنان ومصر والجزائر والمغرب وتونس وفلسطين الى جانب أعمال فنانين عالميين من الولايات المحدة والمملكة المتحدة. وقالت لينا لازار ان ذلك حدث بشكل مقصود من أجل خلق حوار بين الفنانين من أنحاء العالم.
وأضافت لينا لازار "لم نرد تقسيمهم. فكرة هذا المزاد هي أن تحاول أو بالتحديد كسر مفهوم المنطقة في مقابل العالم. الطريقة التي عملت بها في هذا المزاد لأحاول بالفعل وأتأكد من اننا أقمنا حوارا فعليا لطيفا حقا..حوارا جيدا بين الفنانين من كل الدول في أنحاء المعمورة بدلا من النظر لهم بعين الغرب والشرق الأوسط."
وأوضحت سوذبي ان المعرض شهد بيع أعمال لأول مرة لسبعة فنانين في الشرق الأوسط. هؤلاء الفنانين هم لورانس فينر ولوشين سميث وستيفن نايفه وستيرلمج روبي وآرون يونج وراشد الشعشعي ومحمود العبيدي.