أثبت الحراك الشعبي الفلسطيني بذكرى النكبة، المساند والمدعوم من الحراك الشعبي العربي أن العد العكسي للكيان الصهيوني قد بدأ فعلا، وأن عمر هذا الكيان لن يتجاوز عمر النظام الشيوعي الذي بلغ السبعة عقود، فالكيانات المصطنعة، المخالفة لنواميس الحياة، تسقط بسرعة أكبر من سرعة ظهورها، لإنهيار الركائز التي كانت تحملها بشكل مفاجيء لعدم وجود دعائم بناء حقيقية لتبقيها ثابتة. فقد وجدت إسرائيل نفسها أمام حراك شعبي يحيط بها من جنباتها جميعها، وفي داخل أحشائها، مع أن يد الشعوب لم تطلق كاملة في كل الدول لتؤدي مفاعيلها، لكن على رمزية ما حدث كشف هشاشة الكيان الصهيوني وبين أنه كيان تكمن قوته في ضعف الآخرين، وأي تغيير ولو طفيف في ضعف الآخرين يؤدي الى إنهيار سريع لهذا الكيان. فإذا كان هذا الكيان عاجزا عن هضم من تبقى من فلسطينيين على أرضهم، فكيف له بمواجهة الملايين من فلسطينيين يتوقون الى العودة الى بلادهم، يساندهم ويدعمهم أشقاؤهم العرب لتحقيق ذلك. الربيع العربي نقل بسرعة غير متوقعة اهتمام العرب من مشكلاتهم وتحدياتهم الداخلية الى القضية الأم، قضية العرب المركزية؛ فلسطين، وتنافس الشبان العرب في تنظيم الفعاليات المساندة لمطالبة الفلسطينيين بحق العودة الى وطنهم، ووجدت إسرائيل نفسها، كما عبر أحد حاخاماتها، في مواجهة هدير نصف مليار عربي ومسلم، فعلاوة على المسيرات التي إنطلقت في الأردن ومصر وسوريا ولبنان، فإن التظاهرات التي نظمها الأتراك في إسطنبول، والتظاهرات التي نظمتها الجاليات العربية والإسلامية في العواصم الأوروبية، أعادت للقضية الفلسطينية عمقها الإسلامي أيضا، بعد أن حاول أعداء القضية تصفيتها وتحويلها الى قضية تخص شعبا واحدا، لأنهم يدركون أن الفلسطينيين مهما بلغت قوتهم وتضحياتهم، لن يقدروا لوحدهم على محاربة إسرائيل وتحرير الأراضي المقدسة. لقد أعادت فعاليات إحياء ذكرى النكبة الدماء الى عروق دول الطوق، كما أعادت التظاهرات التضامنية في هذه المناسبة نسج العلاقة بين الفلسطينيين في دول الطوق وأهل دول الطوق، حين عبر اللاجئون بالفم الملآن عن مطالبتهم بحق العودة ورفضهم للتوطين، مما بعث الطمأنينة بأن مشاريع التوطين لا تساوي أكثر من الورق الذي كتبت عليه، فالتوطين هو ضد مصالح الفلسطينيين وحقوقهم، قبل أن يمس حقوق أي طرف آخر، وهذا كله سيقود الى صهر الجميع في بوتقة التعبئة التي تقود الى كنس الكيان الصهيوني من المنطقة، فلن ينفعهم بعد اليوم صلفهم وإجرامهم فليس بمقدورهم مواجهة الطوفان الشعبي ، حتى السلمي منه، ولو جمعوا كل يهود الأرض في أرض ميعادهم فلن يبلغوا العشرين مليون، وهذا عدد لا يقوون معه على مواجهة زحف نصف مليار، لا يحملون سوى الحجارة لرجمهم. hussein. fuad @gmail.com
