يمتلك مفهوم الانتماء طاقه علميه كاشفه في مستوى الحياة الاجتماعية برمتها حيث تتعدى طاقته الكشفيه هذه حدود السياسه والدين الى مختلف التخوم الاجتماعية التي تحيط بالوجود الانساني. فالانتماء يؤكد حضور مجموعه متكامله من الافكار والقيم والاعراف والتقاليد التي تتغلغل في اعماق الفرد فيحيا بها وتحيا به، حتى تتحول الى وجود غير محسوس كأنه الهواء يتنفسه لا يراه، ويشكل الانتماء جذور الهويه الاجتماعيه وعصب الكينونه الاجتماعية فالانتماء هو اجابه على سؤال الهويه في صيغه من نحن ؟ والانتماء ايضا هو صورة الوضعيه التي يأخذها الانسان ازاء جماعه او عقيدة. فالفرد في القبيلة يشكل صورة مطابقه تصورتها اذا يحمل روحها ويجسد معانيها ويستلهم عاداتها وتقاليدها انه صورة مصغرة لقبيلته. مع ان مفهوم الانتماء الاجتماعي يعاني من التعقيد والغموض، فانه يعد من اكثر المفاهيم تداولا في الادبيات التربوية المعاصرة فقد ينتمي الفرد الى قبيلة او عشيرة ولكنه لا يشعر بالولاء لها وعلى خلاف ذلك فقد لا ينتمي الفرد الى قبيلة محددة ولكنه قد يكون قبليا بمفاهيمه وتصوراته فالانتماء الفعلي يفرض نفسه ويتجاوز حدود وابعاد العامل الذاتي فقد يكون المرء عربيا ومؤمنا بعروبته او مسلما مؤمنا باسلامه في الان الواحد وهذه هي حاله التطابق بين الانتماء والولاء. وانطلاقا من هذه الاشكاليه فان درجة الشعور بالانتماء قد تأخذ مسارات متباينه حيث تتباين درجات شدتها بين شخص واخر وهذا يعني انه يمكن تحديد سلم انتماء كل فرد وفقا لاولويه انتمائيه، فقد يشعر الانسان بعروبته اولا ودينه ثانيا وقبيلته ثالثا وطائفته رابعا ووطنه خامسا وهنا يمكن القول بان سلم الانتماء قد يتحدد ويتشكل في بوتقة من الظروف والفعاليات الانسانيه والاجتماعيه التي تحدد للشخص انتماءاته ونسق اولويات المشاعر الخاصه بهويته ومن هنا يمكن التمييز بين موضوعيه الانتماء وصورته الذاتيه التي تتعلق بمشاعر الانتماء الذاتيه. الانتماء شعور الفرد بالارتباط بالجماعة وميله الى تمثل اهدافها والفخر بحقيقة ان الفرد جزء منها والاشارة الدائمة الى الانتماء ولا سيما في لحظات الخطر وخصوصا ان الانسان العربي اليوم تتخاطفه مجموعه من مشاعر الانتماء كالعروبة والاسلام والقبيلة والطائفة والوطن وازاء هذه التعددية قد يقع في صراع الهوية والانتماء، لان بعض هذه الانتماءات يعارض بعضها الاخر كالتعارض بين انتماء القبيلة وانتماء الوطن. [email protected]