«رديات ضريبة الدخل» تعريف اطلق على المبالغ التي تعيدها ضريبة الدخل والمبيعات، لمكلفين ثبت بعد مراجعة حسابهم، انه تم اقتطاع مبالغ مالية لحساب الضريبة زيادة عما يتوجب عليهم دفعه، حسب قانون ضريبة الدخل والمبيعات النافذ، دائرة الضريبة اعتادت على اجراء هذه المراجعة بين فترة واخرى وتكتشف ان هناك اعداداً من المكلفين يصل تعدادهم احياناً الى عشرات المئات، تبادر الى نشر اسمائهم تعلمهم ان لهم بذمتها مبالغ سوف تقوم بردها لهم في وقت لاحق وما عليهم الا ان يراجعوها في المواعيد التي تحددها لهم لاستلام مستحقاتهم من رديات ضريبة الدخل.
هذا سلوك حضاري، ينبع من شفافية مطلقة، يؤكد حرص الدائرة على تحقيق العدالة في جباية ضريبة الدخل من المكلفين، وانها لا تسكت عن اي زيادة يمكن ان تلحق بما يحسم من رواتب المكلفين، او يدفعونه بناء على تقديرات مصدرها بداية الدائرة نفسها، وانها لا تتردد باعلان اسماء هؤلاء الذين اوقعت عليهم ظلماً جاء نتيجة خطأ ربما يكون ارتكبه موظف حيث يعمل هؤلاء الموظفون او قد يكون سبب هذا الخطأ احد العاملين في الضريبة، وهنا وفي اطار هذه «الربما» يأتي السؤال المحير للجميع، لماذا وكيف يتم حسم مبالغ من رواتب المكلفين او توضع تقديرات تزيد عن الاستحقاقات الفعلية؟.
ثم.. لماذا بعد ان تكتشف دائرة ضريبة الدخل هذه الزيادة، لا تعيدها مباشرة لاصحاب استحقاقها، واخيراً لماذا تتكرر هذه الزيادة في الاقتطاعات لتتكرر حالات نشر الاسماء واعلان توفر رديات لاصحابها، وذلك عن توفر المخصصات اللازمة، مع ان هذه المبالغ حسمت زيادة ويفترض ان تكون متوفرة؟ هذه الاسئلة يتداولها كثيرون سواء اولئك الذين نشرت اسماؤهم او اولئك الذين حين يرون ان ضريبة الدخل تود صرف رديات لمستحقيها في حين لم ترد اسماؤهم بين المحظيين يبادرون لمراجعة الدائرة طلباً لاعادة النظر في حسابهم لعل وعسى ان يأتيهم من ظهر الغيب مبلغاً يفرج عنهم.
يبقى ان الاصول توجب الدقة المتناهية ولآخر فلس في تحديد القيم التي يضعها قانون الضريبة على المكلفين دون زيادة او نقصان، ولا ندري عما اذا كان مثل هذا الاجراء متبعاً في دول اخرى، لا نعتقد ان ادواتها تعجز عن تحديد دقيق لقيم التكليف في ضريبة الدخل التي تعد أحد أهم عناصر موازنة الدولة وهي.. اي الضريبة، تكليف حساس جداً عقوبة من يتلاعب به السجن اذا جاء هذا التلاعب من المكلف. فما هو الاجراء عندما يأتي الخطأ ولا نريد ان نطلق عليه التلاعب من غير الموظف، فكرة الرديات تحقق عدالة لا جدال، وتزيل ظلماً لا نقاش، ولكنها تؤشر على خلل وقع في التقدير والجباية يجب ان يتم تفاديه بسرعة.