لقد جربنا في الشتاء الماضي تطبيق التوقيت الصيفي خلال فصل الشتاء، وأدركنا لماذا هو فعلا توقيت غير طبيعي لبلدنا. لقد عانى جميع الأردنيين عند كل صباح معاناة هائلة. وكان الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يملكون ترف تأخير موعد صحوتهم، أو الذين لا يملكون سيارات خاصة فيضطرون لاستخدام وسائل النقل العامة أو السير على أقدامهم لمدارسهم أو أماكن عملهم. نتمنى ألا تتكرر هذه المعاناة مرة أخرى.
طوال هذا العام ومن خلال نقاشي مع الأصدقاء وزملاء العمل والمعارف لم أجد شخصاً واحداً يحبذ هذا التوقيت. أفاد هؤلاء أن عائله متوسطة الحجم تحتاج من ساعة إلى ساعتين صباحا للتجهيز للعمل والمدارس، وهذا يملي عليهم الاستيقاظ الساعة الخامسة والنصف صباحاً , وهو وقت إقامة صلاة الفجر حاليا أي قبل شروق الشمس بساعتين حسب التوقيت الصيفي، ليتمكنوا من مغادرة المنزل الساعة السابعة والنصف،(قبل الشروق في الشتاء) بافتراض أن المواصلات تحتاج إلى نصف ساعة فقط .
دعونا ندرس المسألة بطريقة علمية لقد امضيت كامل السنه وانا اتابع واسجل مواعيد الشروق والغروب:
فخلال الفترة الممتدة من الجمعة 9/ 11 / 2012 وحتى الثلاثاء 5/ 3/ 2013، كان موعد شروق الشمس الساعة السابعة صباحا. هذا يعنى أن هناك خمسة وثمانين يوما تشرق فيها الشمس بعد الساعة السابعة صباحا. وتشرق الشمس بعد الساعة السابعة والنصف في أربعين يوم خلال هذه الفترة، وتحديداً من الجمعة 14/ 12/ 2012 وحتى السبت 2/2/ 2013.
وفي ذروة الشتاء يكون الشروق في الساعة السابعة وأربعين دقيقه. وعندما يبدأ الدوام في الثامنة صباحا، فإن الفترة بين الشروق وبداية الدوام لا تتجاوز عشرين دقيقة. وفي جميع هذه الأحوال هناك خمسة وثمانون يوما في السنة على اقل تقدير لا نجد فيها وقتاً كافياً للتجهيز والمواصلات وخاصة لأولادنا في المدارس.
ومن متابعة أسعار سحب الكهرباء ومقارنتها مع فواتير العديد من الأصحاب والمعارف، ثبت أن هناك تصاعدا في استهلاك الطاقة حسب كمية الكيلوواط المستخدمة من غير أخذ سعرها بعين الاعتبار. فلم أجد أي دراسة تشير إلى أننا قمنا بالتوفير المزعوم نتيجة الاستمرار بالتوقيت الصيفي، وهذا طبيعي لأن الصحو في ما قبل شروق الشمس يتطلب منا إنارة وتدفئه وتسخيناً للماء بكمية أكبر مما نستخدمه قبل النوم، ناهيك عن أن من استثمر في السخانات الشمسية وغيرها من وسائل توفير الكهرباء من الشمس للتقليل من استخدام الطاقة سيجد أن استثماره لم يعد ذي جدوى وسيلجأ لاستخدام الوسائل التقليدية للحصول على الطاقة والمياه الساخنة في الصباح إذا ما طبقنا التوقيت الصيفي في فصل الشتاء.
هذه معاناة هائلة للشعب، لسنا مضطرين لها. لذا نتمنى أن تعيد لنا الحكومة التوقيت الأصلي الطبيعي المناسب لمنطقتنا وطريقة حياتنا وهو ساعتين بعد جرينتش، وإذا لم تكن واثقة من ذلك لها أن تستفتي الناس لمعرفة رغباتهم في هذه المسألة، حتى لو اليكترونيا.
أتمنى أن تأخذ الحكومة بهذه الاعتبارات وتعيد لنا التوقيت الأصلي الطبيعي لتستمر حياتنا الطبيعية، فهناك الكثير من المنغصات في زمننا الحاضر ولا داعي لإضافة شيء آخر يثقل على حياه المواطن ويسبب الاكتئاب للجميع .
أراهن على حكمة وحنكة دولة رئيس الوزراء وخبرته وأنه سوف يطلب معنا مراجعة هذا القرار من حيث أثره على حياة الناس، وأن الحكومة ستنصاع لتوجيه دولة الرئيس التي لن تتوانى عن اتخاذ القرار الذي يؤدي إلى توفير الراحة للناس ويلبي بعض رغباتهم.