يصور الفيلم لحظات من حياة قرية صغيرة بين يافا وبات يام يعيش فيها العرب واليهود معا في إسرائيل.
وتتناول القصة حياة امرأة ولدت في معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز واعتنقت الإسلام تعيش في تلك القرية. وتستهوي قصة تلك لمرأة الصحفية الشابة يائيل التي تسافر إلى القرية لتكتشف أن سكانها نجحوا في التغلب على كل القوالب الجامدة ويعيشون معا في وئام.
وذكر جيتاي لرويترز على هامش مهرجان البندقية الذي يعرض فيه الفيلم أن (أنا عربية) مستوحى من قصة حقيقية.
قال المخرج إنه قرأ عن امرأة تعيش في قرية فلسطينية سألها طبيب ذهبت لاستشارته عما إذا كانت قد أصيبت بسوء التغذية في طفولتها. ولما تضايقت المراة دافع الطبيب عن سؤاله قائلا إنه أمر طبي بحت وربما يفسر المشاكل التي تعاني منها في العظام. فأجائت المرأة عندئذ بأنها ولدت في معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتز.
وذكر جيتاي أنه شعر على الفور بأن قصة تلك المرأة اليهودية التي تعيش في قرية عربية في إسرائيل تصلح موضوعا لفيلم سينمائي عن التعايش والحوار وسط كل ذلك «الجنون في الشرق الأوسط».
وقال المخرج «كنا نبحث عن قصة لتكون قنبلتنا الخاصة ضد كل تلك القنابل. قنبلتنا مصنوعة من نسيج التعايش الذي يكاد يصبح كلمة بذيئة إذا حاولنا أن نتلمس سبيلا لنعيش معا.»
والمخاطرة الكبيرة التي أقدم عليها جيتاي هي تصوير الفيلم كله في لقطة واحدة طويلة بدون مونتاج حتى وصلت مدة عرضه إلى 81 دقيقة.
وقال المخرج «المعني الذي تسأل عنه هو أنها قصة يهود وعرب.. فلسطينيين وإسرائيليين. أعتقد أن السؤال الذي أوجهه إلى هذا الشرق الأوسط الدموي المتوحش البربري هي أننا نستطيع فرض الحياة بين الناس حتى لو اختلفت أصولهم وعقائدهم وحتى لو يكونوا متفقين بالضرورة لكننا لا نحتاج إلى أي قطع. لذلك فمعنى تصوير فيلم أنا عربية في لقطة واحدة هو أننا لا نستطيع أن نقطع.»
وأوضح المخرج أن نسخة (أنا عربية) التي يشاهدها الجمهور واحدة من عشر تجارب لتصوير الفيلم وأنه اختار تلك النسخة بعد أن وجد فيها سلاسة الإيقاع التي أرادها.
أدت دور البطولة في الفيلم الممثلة الشابة يوفال شارف التي ذكرت أنها اضطرت لحفظ كلام كل شخصيات الفيلم عن ظهر قلب لتتمكن من قيادة الحركة في مشاهد الفيلم الذي صور عشر مرات بدون توقف.
وقالت «صورنا في يافا التي تبعد عن منزلي خمس دقائق بالدراجة. هذه هي حياتنا فنحن نعيش معا. الأمر صعب لكننا نحاول. وكثير من الناس يساهمون في زيادة صعوبته. الناس العاديون يريدون السلام وهذا هو ما نحاول أن نقوله في الفيلم.»
و شارك (أنا عربية) ضمن 22 فيلما في المسابقة الرئيسية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي في إيطاليا . خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية.