الصداقة نعمة والصديق الحقيقي من أكبر نعمه. فهل لديك صديق مخلص؟ هل عندك صديق حقيقي حميم تكون معه كأنك تكون مع نفسك؟ من هو الصديق الحقيقي؟ فاضت المشاعر وانهالت الإجابات بغزارة وعفوية عندما طرحت أسئلتي على مجموعة من الشباب والشابات منهم من قال : عندي صديق حميم، ومنهم من أكد قائلا : طبعا فالحياة بدون أصدقاء صعبة..! ومنهم من أصر واستنكر وجود صديق حقيقي قائلا:لا حاجة لي بصديق أتوقع أن يخون، صديقي الكتاب وقال آخر : صديقي الكمبيوتر يعطيني كل شيء..! قالت : الصديق الحقيقي من يحب بدون مقابل. قالت الأخرى: وأين من يحب بدون مقابل؟ منهم من تغنى بأصدقائه ومنهم من عبر بألم عن خيانة صديق، معظم الإجابات للأسف الشديد: (يوجد أصدقاء كثر ولكن من النادر وجود (صديق حقيقي مخلص) انه عملة نادرة في زمننا.. أين الخلل؟؟في الثقة العمياء؟ أم في اختيار الصديق؟ قال احد الصالحين : (يا بني اختر من الأصحاب من إذا صاحبته زانك وإذا رأى عيبا صانك يشينه ما شانك) صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة فابحث عن صديق يواسيك من الصعب جدا أن تكتشف بعد صداقة عمرها طويل كنت تظنها متينة حقيقية وكنت فيها مخلصا غاية الإخلاص للصديق ثم تكتشف أنها كانت صداقة زائفة! فخيانة الصديق اشد ألما من سكين العدو (احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة إذا انقلب عليك فهو اعلم بالمضرة..!) الصديق الحقيقي : مرآة نفسك يعرفك ويفهمك، يرى أخطاءك أكثر منك فإذا اخطأت ولم تشعر بخطئك يبحث هو عن الأسباب، يلتمس لك الأعذار ويسارع لينبهك وينصحك قبل أي مخلوق، يعالج الخطأ قبل أن ينعكس عليك أثره، وعندما لا تعرف أنت العلاج هو الذي يقدم لك الحلول للمشكلة، لا من يتباهى بالتحدث عنها، يحفظك في غيابك أكثر من حضورك، هو الذي يدعو الله لك دون أن تطلب منه، يدافع عنك أكثر منك عندما تكون عاجزا عن الدفاع عن نفسك. الصديق الحقيقي من تلجأ إليه عندما تقهرك الشدائد وتحيرك الهموم وتتوه في بحر الأفكار..! انه مظلة تفيأ ظلال حنانها في فرحنا وترحنا. ابحث عن صديق يعاتبني إذا أخطأت ولا يكثر العتاب والعمر قصير ابحث عن صديق لا يتأخر عن زيارتي ويقدم الأعذار ثم أراه أمامي في كل حفل يضم الأصدقاء. أبحث عن صديق يقطع المسافات ويجتاز العقبات ليراني. أبحث عن صديق يقف بجانبي إذا غدر الزمان. ابحث عن صديق يسكن العقل والقلب والوجدان. ابحث عن صديق يبادلني الصداقة والمحبة واشعر بالراحة قربه والأمان وبدون ذلك لا وجود للصديق ولا معنى للصداقة. [email protected]