منذ يوم الرابع عشر من عام 1979، ذلك اليوم الذي شهد تأسيس الجمعية العلمية الملكية، وهي تسعى جاهده إلى المساهمة في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية، خدمة لوطننا الحبيب على امتداد مساحته، إضافة إلى مساهمتها مع الأشقاء العرب بمواجهة التحديات الكبيرة التي يشهدها وقتنا الحاضر. أربعون عاما مرت على تأسيس هذه الجمعية «العملاقة» وهي فترة ليست بقليلة، ولكنها في الوقت نفسه ملأى بالانجازات والعطاءات، بحيث يمكننا اعتبارها حقبه ثمينة، تتضمن نجاحات باهرة، ومواقف ثرية، ذات دلالات قوية على النهج القويم الذي تعتمده الجمعية في عملها... من هنا فان الأمانة تقتضي أن نشير إلى الجهود الكبيرة، التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، الذي هيأ عوامل النجاح لعمل الجمعية، وهو الأمير الذي قرن الكلمة الطيبة بالعمل الطيب، عندما اخذ زمام المبادرة في الإصلاح والتطوير والتنمية الشاملة،وتشخيص تحديات الحاضر والمستقبل، واقتراح الحلول والمعالجات النابعة من ارث هذا البلد وتاريخه، كوطن يستجيب لمتطلبات العصر بثقة واقتدار، ويفتح مجالات واسعة أمام أبنائه وبناته، للعطاء والإبداع والتفوق، دون انعزال أو تقوقع. أربعون عاما مرت على تأسيس الجمعية العلمية الملكية، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن يحفظه الله يواكب كل جديد في الحياة، وبخاصة أننا نعيش اليوم عالم يموج بمتغيرات شتى، وتحديات عظمى، فعمل سموه على إحداث نقلة نوعية كبيرة في الرؤية والتفكير في مجالات العلم والاقتصاد، فتطور التعليم وتوسيع قاعدة الاقتصاد، سبيلان لبناء حافز يلبي أدنى درجات التنافس الأسمى، الذي لا يترك لأحد مجالا للراحة والاسترخاء، وبخاصة أن النسبة العظمى من مواطني هذا البلد المعطاء هي من الشباب، الذين يحتاجون إلى تعليم قوي يمكنهم من العمل، واقتصاد قوي يفتح لهم آفاق الإبداع. يبقى القول: ان هذه العجالة لن تتسع لتناول انجازات الجمعية العلمية الملكية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن يحفظه الله، الذي يختزن في داخله برامج ومبادرات «عملاقة» لاستمرار ديمومة عمل الجمعية، التي نتمنى لها مواصلة انجازات الخير والبناء والعطاء والى الأمام دوما.
