الحرمان المدرسي من (الثانوية العامة) بين جدية التطبيق وتحقيق العدالة

الحرمان المدرسي من (الثانوية العامة) بين جدية التطبيق وتحقيق العدالة

عمان – خالد الخواجا  - مدير مدرسة يتبع لمديرية تربية عمان الثانية قام بتطبيق الحرمان المدرسي على اربعة طلاب «توجيهي» الا ان الواسطات والجاهات الرسمية والعشائرية تمكنت اخيرا من ايقاف هذا الحرمان.مدارس اخرى فيها اعداد كبيرة من الحرمان المدرسي بحسب معلمين وطلبة يتم حرمانهم في مبحث او اكثر وفق تجاوز الغياب المدرسي او اخفاقهم في اجتياز الامتحانات المدرسية في صف الثاني الثانوي.وزارة التربية رفضت تزويدنا بعدد الطلبة المحرومين مدرسيا لمعرفة المناطق التي يتم تطبيق فيها هذا الحرمان المدرسي ومعرفة المدارس التي لا تطبقه وهل هذه الاسس تطبق بعدالة بين المدارس.تساؤلات يطرحها أولياء أمور حول الية عملية حرمان أبنائهم من التقدم لامتحان الثانوية العامة، وهل القائمون على عملية الحرمان يقفون على مسافة واحدة من الطلبة. هذه التساؤلات تنصب حول بعض المديريات التي لم يسجل فيها أي حالة حرمان بينما المفارقة أن غالبية طلبتها يخفقون في امتحان الثانوية العامة، في الوقت الذي تقوم فيه مديريات بحرمان طلبة من مبحث او اكثر لكنهم يحصلون على معدلات أكثر من 80% في النتائج النهائية. وتنص أسس النجاح والرسوب لطلبة الثانوية العامة على اعتبار الطالب راسباً في أي مبحث/مستوى إذا تجاوز عدد الساعات التي تغيّب عنها (10%) من مجموع عدد الساعات المقررة للمبحث في الفصل الدراسي الواحد غيابا غير مشروع أو (20%) غيابا مشروعا.ويعد الطالب راسباً في السنة الأولـى مـن المرحلة الثانوية إذا قصر بما يزيد عن (50٪) من عدد الساعات المعتمدة لمستويات المباحث في الفصلين الأول والثاني في نهاية السنة الدراسية بعد تأدية الإكمال، وعليه دراسة مستويات المباحث التي رسب بها فقط ولا يسمح له دراسة مستويات المباحث من السنة الثانية من المرحلة الثانوية إلا بعد نجاحه بما لا يقل عن(50٪)من مباحث الفصلين الأول والثاني.في موازاة ذلك يتساءل معلمون حول مدى تطبيق أسس الحرمان في مدارس التعليم الخاص التي تحكمها المصالح التجارية والمالية.قبل ثلاث سنوات حصلت «الرأي» على احصاءات وزارة التربية والتعليم حيث بلغ عدد الطلبة المحرومين بسبب الغياب والاخفاق3631 طالبا وطالبة حيث بلغ عدد الطلبة المحرومين بسبب الإخفاق المدرسي2797 طالبا وطالبة والباقي نتيجة الغياب المدرسي.مديرية عمان الرابعة سجلت انذاك حرمان 531 طالبا وطالبة ومديرية عمان الاولى سجل فيها أكثر من 500 حرماناً. ومديرية عمان الثانية سجلت 116 حرمان بينما اكثر من 35 مديرية لم يسجل فيها أي حرمان نتيجة الضغوط والواسطات والتهديد في حال تم حرمان أي طالب منها.مدير تربية وتعليم في عمان، فضل عدم ذكر اسمه، تساءل «هل نحن على حق( أي الذين حرموا) أم الذين لم يقوموا بحرمان أي طالب أو بأقل عدد من الحرمانات هم الذين كانوا على حق؟أرقام وزارة التربية والتعليم تكشف وجود تناقض في النسب المتفاوتة في المحرومين بين المدارس والمديريات، وبحسب مراقبين بينوا ان أولياء أمور لا يعرفون أن هناك حرمانا مدرسيا بسبب التغيب بالرغم من طلب اجتماع لمجلس أباء الطلبة ومراسلتهم لاعلامهم بحالة ابنائهم قبل اللجوء الى الحرمان الا انهم لا يكترثون بها. مدير مدرسة في محافظة البلقاء لا يخفي تعرض مدراء مدارس لضغط شديد من اجل رفع الحرمان والتي لايستجيب البعض لها لكنها تكون « من العيار الثقيل أحيانا» ما تدفع مدير المدرسة الى الرضوخ لها. قرار الحرمان يحتاج لاعادة نظر جذرية واجراء فحوص فجائية لعينات من الذين تم تحرير حرمان بحقهم وللطلبة الذين لم يتم حرمانهم من أجل تحقيق العدالة. كما يقتضي الامر تفعيل الامتحانات المدرسية التي يمكن من خلالها أن تكون سجلا لكل طالب يتم حرمانه مستقبلا لا اللجوء الى القرارات العدمية.