الفكرة تولد الحلم والحلم قد يولد الفكرة، ويكاد يكون الحلم بداية كل الأشياء، الحلم قد يتولى إدارته محارب في معركة الحياة فيتحول إلى واقع، أما أحلام اليقظة فهي التي يسمو من خلالها الشخص المأزوم على الواقع ويتناساه ، وهنالك أحلام «المنام» وهذه وحدها التي تخيفني، أصحو من نومي يوميا وأستعيد شريط أحلامي وأبدأ بتفسيرها وأتحفظ على بعضها لأن البعض يرى بأن قص الرؤيا السيئة يجلب السوء، أتحفظ ساعات معدودة حتى إذا وجدت الشخص المناسب حاولت التخلص مما تركه حلم مزعج من آثار بتوريطه بها، ولست أدري فيما إذا كنت محظوظة أم «منحوسة» لأن معظم أحلامي يكون لها تفسير واقعي وأحيانا بشكل عاجل، فهي من جانب قد تهيئني لتوقع ما يمكن حدوثه أو تكون بمثابة تنبيه أو تفسر لي ما أعجز عن تفسيره في حالة الصحو، إنها ليست «أضغاث أحلام» لحسن أو لسوء حظي، وأذكر بأنني ذات حلم قمت من سريري لأفتح الباب كي أستقبل ابني على غير موعد عودته من المدرسة ووجدته على الباب وقبل أن يحدثني عن سبب عودته المفاجئ سألته: هل أحسست بآلام في بطنك والطبيب لم يكن موجودا في المدرسة؟ ثم جاء وفحصك على عجل وطلب منك العودة للراحة في البيت؟ حينها سألني كيف عرفتِ هل اتصلت بالمدرسة؟ قلت له شاهدت كل ما حدث وصحوت على موعد قدومك لأفتح لك الباب، وهذا يحدث تقريبا كل يوم ، فقليلة هي الأيام التي لا أرى فيها ما سيحدث لي أو لأبنائي أو للمقربين لي من خير أو شر، وهذا من جانب يجعلني أكثر تيقظا وتوجسا وهذه وظيفة أتمنى لو أستطيع التخلص منها لا مضاعفتها، ومن جانب آخر قد تساعدني في تقبل ما يستجد من أحداث مزعجة لانني أكون قد مررت»ببروفة» ليلية بصحبة العقل الباطن، لكن أيا كانت هذه الأحلام أو الرؤيا المحققة فقد أصبحت مزعجة بحلوها ومرها ، وأتمنى لو استطيع الحصول على مضاد كيميائي أو طبيعي للتخلص منها. أريد مضادات أحلام، كي يكون نومي أكثر طمأنينة وكي لا أبدو بحال يشبه حال من خرج للتو من جلسة تحقيق حين أصحو وكي لا يستنزف الحلم وقتي في محاولة تفسيره أو نسيانه فيسحبني من مهمات وهموم الواقع ...فهل من مضاد؟ [email protected]
